قال مصدر رفيع المستوى لـ"البــوابة نيوز"، إن الاستراتيجية الجديدة التي ستتبناها الدولة لمنع انضمام الشباب للجماعات المتطرفة ستعتمد على تفعيل نظام الأمن المجتمعي وتطبيق الـوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والعنف الموجود في المجتمع الآن، من خلال ثلاثة محاور رئيسية مهمة سيتم العمل بهم من خلالها الإعلام ومؤسسات التوجيه المجتمعى.
وأضاف المصدر أن عدد من مؤسسات الدولة سوف تنفذ الإستراتيجية الجديدة لمواجهة التطرف على رأسها وزارات الأوقاف، الداخلية، الشباب والرياضة، التربية والتعليم، التعليم العالي، ومؤسسة الأزهر والكنيسة وذلك بهدف توعية الشباب، مؤكدًا أن هناك لجنة عليا دورها الإشراف على تنفيذ المحاور الرئيسية لاستراتيجية مواجهة التطرف الدينى، مشددًا على أن مؤسسة الرئاسة تهتم كثيرا بمواجهة التطرف ومنع انضمام الشباب للجماعات الإرهابية ومواجهة الفكر التكفيري إضافة إلى أن هناك جدول زمنى لتنفيذها، ورفع تقارير أولًا بأول لمجلس الوزراء والرئاسة، كما أشار المصدر إلى أن هذه الإستراتيجية منظمة هدفها الرئيسى هو توجيه وإرشاد المجتمع بكل فئاته، ومساعدة المجتمع على مواجهة الإرهاب والتطرف وحل المشكلات في إطار التعاليم الإسلامية "الوسطية" بهدف الوصول التوافق الدينى والنفسى والأخلاقى.
وقال المصدر أن أبرز محاور الاستراتيجية هي:
المحور الأول: تطوير وتجديد الخطاب الديني وتضمين المناهج الدراسية مفاهيم وقيم الوسطية الصحيحة بمراحل التعليم المختلفة على أن تبدأ من المرحلة الابتدائية، لافتا إلى أن التقارير المبدئية التي تم إعدادها كشفت ضعف منظومة التعليم بداية من التعليم الأساسي حتى التعليم الجامعي بها قصور شديد، وأن هذا أحد وأهم الأسباب الرئيسية في انتشار الإرهاب والتطرف.
المحور الثاني: العمل وضع استراتيجية كاملة لبناء مدارس جديدة، واستقطاب الخبرات والاهتمام بالمعلم والانفتاح على وسائل التعليم الحديثة، إضافة إلى العمل على تطوير المناهج الدراسية لتشمل مراحل التعليم المختلفة مفاهيم والقيم الوسطية البعيدة عن التطرف.
المحور الثالث: تطوير وتجديد الخطاب الديني من خلال توجيه العلماء والدعاة وخطباء المساحد من خلال برنامج تدريبى متكامل يكون على أعلى مستوى يراعى فيه توافق الأحكام الشرعية مع متطلبات العصر، أهمية الأستخدام الأمثل لخطبة الجمعة في توجيه المجتمع نحو الوسطية في كل شيء لمواجهة التطرف والفكر التكفيرى.
المحور الرابع: وضع إستراتيجية وآليات جديدة لتواصل مع الشباب في المدارس والجامعات من خلال مؤسسات الدولة المختلفة.
المحور الخامس: الرصد المعلوماتي للأفكار التفكيرية والدعاوى المتطرفة ومواجهته بحزم وتشديد العقوبات الخاصة بنشر الأفكار متطرفة لمواجهة المتطرفين والمتشددين.
المحور السادس: نشر الفكر الوسطى المعتدل بالسجون داخل كل أنحاء الجمهورية من خلال لجنة متكاملة من الأزهر والأوقاف ستقوم بعقد جلسات مستمرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية للمساجين لنشر الأفكار المعتدلة وتأهيل المساجين بشكل يضمن مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة والسلوكيات غير صحيحة بهدف ضمان عدم خروج أي شخص من السجن لانضمام لجماعات الإرهابية كداعش وغيرها.
المحور السابع: تمكين الشباب من معرفة المنهج الوسطى من خلال المؤسسات الدينية المختلفة التابعة للدولة لتعريف الشباب بالوسطية ومنعهم من السفر للخارج للانضمام للجماعات الإرهابية من خلال التعريف الصحيح بتعاليم الدين الأسلامى الذي يرفض كل اشكال العنف والإرهاب ويحس على السلام والأمن والتعايش السلمى مع المجتمع والعالم بالكامل، إضافة إلى أنه سيتم أعداد دراسة ميدانية متكاملة عن أسباب التطرف ومخاطره على الشباب.
المحور الثامن: تدريب وتطوير مهارات أئمة المساجد ووضع خطة لتأهيلهم بهدف مواجهة كل الأفكار التي تسيطر على الشباب من الإلحاد والتفكير وغيره من الأفكار الأخرى، إضافة إلى إقامة دورات علمية في المساجد المختلفة.
المحور التاسع: وضع إستراتيجية متكاملة لتواصل مع الفقراء ومتوسطي الدخل بحيث التصدي لأى محاولا لجذب طبقات الفقيرة ومتوسطة الدخل نحو التطرف وذلك من خلال تأهيل الشباب في هذه المجتمعات وتوفير فرص العمل اللازمة لهم وأيضا مشاركتهم في الحياة التعليمية والعلمية بشكل مستمر.
المحور العاشر: إنتاج أفلام كارتونية موجهة إلى الأطفال تتعلق ببناء الفكر الإسلامي المستنير والمعتدل، إضافة إلى إنتاج افلام وثائقية وتسجيلية بأكثر من لغة لتعريف العالم الخارجى بمفاهيم المعتدلة لدين الأسلامى.
المحور الحادى عشر: خطة إعلامية متكاملة لارساء مفاهيم الاعتدال والوسطية في المجتمع وطباعة الكتب بأكثر من لغة لنشر رؤية متكاملة عن الدين الإسلامي لعالم الخارجى ومواجهة أفكار التنظيمات الإرهابية التي تحاول التأثير على صورة الدين الأسلامى بالخارج.
المحور الثانى عشر: تفعيل الأمن المجتمعى من خلال تدريب وتطوير الموارد البشرية لتحقيق الأمن للمجتمع
المحور الثالث عشر: التواصل مع الجاليات الأجنبية داخل مصر لتعريفهم بقواعد الدين الأسلامى وسماحته وقواعده وتنظيم ندوات لهم تعرفهم بالدين الأسلامى ومواجهته الجماعات الإرهابية ورفضه لممارسة هذه الجماعات وسيكون الأزهر ووزارة الأوقاف وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية التي ستتولى مهمة التنسيق في ذلك.
وأردف "المصدر" أن الجهات الحكومية المختلفة ستقوم بتنفيذ تلك المحاور الرئيسية والعمل على اعداد خطة تفصيلية لتطوير هذه الاستراتيجية أول بأول، إضافة إلى جذب الكفاءات المختلفة لإنجاح استراتيجية مواجهة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية وثيقة كاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف وسيتم العمل وضع الملاحظات والمتقرحات الخاصة بتطوير الاستراتيجية بشكل دوري لتحقيق الرؤية الكامل وأن هناك الدولة تسعى خلال 3 شهور لتوحيد الجهود وبدء ظهور نتائج إيجابية بشأن هذه الاستراتيجية الموحدة لمواجهة الإرهاب.
