رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

إيتيكيت التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتسع دائرة الإيتيكيت المتعلقة بالعمل والحياة الاجتماعية، لتطال كل الفئات، بغضّ النظر عن الجنس أو العرق أو النوع، أو الدين، أو حتى المظهر الخارجي. فحتى الأشخاص الذين يعانون من بعض العاهات الجسدية، عليهم أن يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية كغيرهم ممّن يحيطون بهم. فلهؤلاء كل الحقوق التي يتمتع بها بقية الناس، مثل الحق في العمل، القيام برحلات تسوّق، استكمال الدراسة، فضلاً عن عيش حياة مستقلة بكل احترام وكرامة.
لكن، بما أن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، قد يبدون مختلفين عن بقية الناس بعض الشيء، فقد يبدو من الصعب علينا أحياناً، أن نعرف تماماً كيفية اختيار كلماتنا أو كيفية التصرف في بعض المواقف التي تتطلّب منا التعامل المباشر معهم.
ومع ذلك، ثمة قاعدة رئيسية لا بدّ من أن نتذكرها دائماً، وهي أنه بخلاف العاهات التي تحدّ من حركتهم، فإن ذوي الاحتياجات الخاصة، هم أفراد مثلهم مثل بقية الناس، وبالتالي وجب التعاطي معهم بطريقة طبيعية للغاية.
تعاملي مع الراشدين كراشدين:
تحدثي مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كان رجلاً أو امرأة، تماماً كما لو كنت تتحدثين مع شخص راشد، فتجنّبي التباطؤ في الكلام، وتوجّهي إليه بالكلام بطريقة مباشرة، لا من خلال شخص آخر، وكوني مسترخية.
ودائماً تذكّري أن الأدوات التي يستعملونها، هي امتداد لخصوصياتهم وشخصياتهم، شأن الكرسي المتحرك أو العربات الإلكترونية. فكما أنك لا تفكّرين في الاتكاء على الآخرين، كذلك لا يمكنك أن تتكئي على الكرسي المتحرك، وفي المقابل، وبينما تبدو عملية الربت على رؤوس الأطفال، تعبيراً عن المودة، فإن معناها يختلف تماماً مع الإنسان الراشد الذي يشعر كما لو أنك تحاولين رعايته. لذلك تجنّبي الأمر تماماً.
كيف تكونين لبقة مع الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة:
- اعرضي المساعدة على الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندما تعتقدين أنه ربما يكون بحاجة للمساعدة. 
لكن، عليكِ أن تسألي أولاً إن كان الشخص بحاجة للمساعدة قبل أن تأخذي زمام المبادرة، ومن ثمّ أصغي بانتباه شديد لتوجيهاته حول أفضل الآليات لتقديم المساعدة.
- عند التخطيط لتنظيم حدث ما، عليكِ أن تأخذي بالاعتبار الترتيبات التي قد يتطلّبها وجود شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. ضعي المنظمين على بيّنة من ضرورة اتخاذ ترتيبات خاصة قبل موعد الحدث.
- عندما تعرضين المساعدة على شخص يعاني من ضعف شديد في البصر، اسمحي له بأن يمسك ذراعك، فهذا يساعده على التحكّم بسيره، بدل أن تقومي أنتِ بتوجيهه.
- قاعدة عامة في الإتيكيت، لا تنادي الأشخاص بأسمائهم الأولى أبداً، ما لم يسمحوا لكِ بذلك، بل دائماً ابدئي حديثك معهم بكلمة سيد أو سيدة، تماماً كما تفعلين مع بقية الأشخاص.
- تحلّي بالصبر، إذ إنّ ذوي الاحتياجات الخاصة يلزمهم المزيد من الوقت لكي يقوموا ببعض الأمور أو يتحدثوا بما لديهم. لذلك، عليكِ أن تعطيهم الوقت الكافي لكي يعبّروا عن أنفسهم بدل أن تعمدي إلى مقاطعتهم، أو تصحيح بعض عباراتهم.
عند التواصل مع الأشخاص الذين يعانون مع عاهات جسدية:
من الطبيعي أن تشعري بنوع من الاستغراب عند التواصل للمرة الأولى مع أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك، إليكِ ببعض النصائح التي تساعدك على إجادة التصرف في هذه المواقف:
- العاهات السمعية: ربتي بخفة على كتف الشخص الذي يعاني من فقدان السمع، أو لوّحي له بيدك، للفت انتباهه. تكلمي معه بطريقة واضحة وبتمهّل، لتتيحي له المجال كي يقرأ شفتيك، وامتنعي عن وضع يدك على فمك أو تناول الطعام أثناء الحديث. كذلك، انتبهي جيداً للغة جسدك، التي قد تكون مضللة، وحاولي كتابة بعض الملاحظات إذا شعرت بأنها تساعد.
- للذين يستعملون كرسياً متحركاً: إذا كنتِ تجرين حديثاً طويلاً مع شخص يجلس في كرسي متحرك، احرصي على أن تكوني جالسة حتى تكوني في نفس مستوى عينيه.
- عاهات بصرية: المسي مرفق الشخص الذي يعاني من فقدان البصر، حتى يعرف أنك تتوجهين إليه بالكلام، ولتكن نبرة صوتك عادية، وتذكري دائماً أن تعرّفي بنفسك وبالأشخاص الذين قد يكونون برفقتك، من خلال ذكر الأسماء. كذلك، احرصي على أن تدعي الشخص يعرف متى تنتهي المحادثة، وكوني دقيقة في بعض الإرشادات، كاستعمالك عبارة "توجه يساراً بعد عشر خطوات"، أو "ثلاث خطوات إلى اليمين".
- عاهات النطق: عليك دائماً أن تكوني صبورة وأن تدعي الشخص الذي يعاني صعوبات في النطق، ينهي عبارته من دون أن تقاطعيه، وإياك أيضاً أن تدّعي أنك فهمت ما يريد قوله، إن لم تكن تلك الحقيقة. اسأليه بلطف أن يعيد الكلام أو أن يرشدك أكثر لكي تفهمي عليه. وتذكري دائماً أن تطرحي أسئلة تطلّب إجابات مقتضبة، أو مجرد إيماءة بالرأس لقول "لا" أو "نعم".
- إذا تسببتِ بجرح مشاعر الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة غير مقصودة، بادري إلى الاعتذار، واشرحي له أنك لم تتقصّدي إيلامه، ثمّ انتقلي إلى موضوع آخر.
أخطاء شائعة:
- عدم الصبر: إن عالم اليوم سريع جداً بالنسبة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك تجنبي استعجالهم، ولا تتذمّري من أنهم بطيئون للغاية. فإذا كنتِ في عجلة من أمرك، اشرحي الأمر بلطف للشخص أمامك، وعلى الأرجح أنه سيسمح لك بالمرور من دون أي يحمل في نفسه أيّ ضغينة.
- التحديق: غالباً ما نرى البعض يحدّقون بطريقة مزعجة بذوي الاحتياجات الخاصة. عليك أن تعرفي أن من الوقاحة وعدم الإحساس بالآخر التحديق بهم بهذه الطريقة، كما أنه يخلق حالة من الانزعاج بالنسبة للجميع.
- التشاؤم: لا تتذمري بشأن حياتك أمام شخص يعاني من عاهة جسدية، حيث إن الأوضاع المالية الصعبة أو المشكلات في العمل لا تضاهي أهمية التمتع ببنية جسدية سليمة. 
في المقابل، ركّزي على الجانب المشرق من حياتك، كما لا تترددي في الثناء على إنجازات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.