السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ضربة جديدة لـ«الإخوان» في الكويت

الإخوان» فى الكويت
الإخوان» فى الكويت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتجهت الأنظار مؤخرًا إلى جمعية «الإصلاح الاجتماعى» الكويتية، بعد تحذير السلطات السعودية لمؤسسات المملكة، سواءً الحكومية أو الخاصة من التعامل معها، لأسباب تتعلق باكتشاف السلطات السعودية، أن «الجمعية» على علاقة بأنشطة تنظيم الإخوان المسلمين، الذى تصنفه سلطات «المملكة» بالتنظيم الإرهابي.
واستنكرت «الجمعية» موقف الرياض الأخير، ورأت أنه يثير العديد من التساؤلات والشكوك، خاصة أن الجمعية حصلت على أعلى الأوسمة والجوائز من ملوك السعودية السابقين، فضلًا عن تصنيفها الإيجابى فى التقارير الإقليمية والدولية، نتيجة ما تقوم به من خدمات إنسانية حول العالم؛ حيث حازت عام ٢٠١٧ على المرتبة الأولى عربيًا فى مجال الشفافية والعمل الخيري.
فى سياق متصل، تمر أذرع «تنظيم الإخوان» المنتشرة فى ربوع العالم العربى، حالة من ضيق الأفق، نتيجة ما وصل به حال الجماعة الأم فى مصر؛ حيث تم عزل الرئيس الأسبق «محمد مرسي» فى ٣ يوليو ٢٠١٣. ومنذ ذلك الوقت، تتعرض فروع الجماعة خاصة فى منطقة الخليج العربى لحالة من التضييق؛ إذ تضامنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مع سياسات المجابهة الشاملة التى اتخذتها الحكومة المصرية تجاه التنظيم بعد ٣ يوليو ٢٠١٣.
وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار وانعدام الثقة التى تسيطر على علاقة الحكومة الكويتية والذراع السياسية للإخوان المسلمين فى الكويت (الحركة الدستورية الإسلامية)؛ فإن علاقة التوتر السياسية لم تظهر بالدرجة نفسها على أنشطة «جمعية الإصلاح الاجتماعي»، باعتبارها الذراع الاجتماعية للتنظيم، فى الكويت، بل على العكس من ذلك، ترتبط جمعية «الإصلاح» بعلاقات طيبة مع الحكومة الكويتية والأسرة الحاكمة هناك؛ حيث عقدت جمعية الإصلاح الاجتماعى احتفالها بمرور ٥٠ عامًا على التأسيس تحت رعاية أمير الكويت نفسه الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح».
حيث مرَّت نشأة الإخوان فى الكويت بمرحلتين أساسيتين هما؛ النشأة الاجتماعية بتأسيس جمعية الإرشاد عام ١٩٤٧، ثم حلها وتأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعى عام ١٩٦١، ذلك لممارسة دور اجتماعى بهدف الهيمنة والانتشار فى المجتمع، استتبع هذه المرحلة تأسيس الذراع السياسية للحركة، وهو ما تمثل فى تأسيس الحركة الدستورية الإسلامية، فى أعقاب تحرير الكويت من الغزو العراقي.
بدأ تأسيس أول كيان خاص بالإخوان فى الكويت عام ١٩٤٧ تحت مسمى «جمعية الإرشاد الإسلامية»، وتم التوافق بين مؤسس الجمعية «عبدالعزيز على المطوع»، ومؤسس تنظيم الإخوان فى مصر «حسن البنا»، حول مسمى فرع الإخوان فى الكويت، وهدفت «جمعية الإرشاد الإسلامية» إلى نشر الثقافة الإسلامية، وبث روح التدين، ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها المجتمع. ومثلت الجمعية الغطاء القانونى لأعضاء التنظيم لممارسة نشاط سياسى. وارتبط تأسيس الجمعية واكتساؤها طابع الإخوان فى مصر بموجات هجرة أعضاء من جماعة الإخوان إلى الكويت بهدف العمل خاصة فى مجالات التعليم.
قرر أعضاء الإرشاد عام ١٩٦١، بعد استقلال الكويت تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، وتعد هذه الجمعية استمرارًا لنشاط جمعية الإرشاد التى تم حلها فى السابق.
ويواجه إخوان الكويت اتهامات تتعلق بتدخلهم وانحيازهم فى الأزمة الخليجية الأخيرة؛ إذ يتهمهم محور المقاطعة (مصر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة) بالتخفى وراء مبادرات الصلح التى يقودها أمير الكويت الشيخ «صباح الجابر» لدعم الدوحة، ومشروعها السياسى الذى يرتكز على دعم حركات الإسلام السياسى فى البلدان العربية، وهو ما يتوافق مع مبادئ الحركة وأهدافها فى الكويت.
ويرى المحللون الداعمون للسياسات التى تتبعها الرياض تجاه الجمعيات التى تتستر فى الطابع الخيرى لتحقيق مصالح سياسية، أن «إخوان الكويت» تخفوا تحت شعارات الشريعة والتنمية والإصلاح للتغلغل فى مؤسسات الدولة، عن طريق التستر فى العمل الاجتماعي، وضمان موطئ قدم لهم لضمان الحصول على التمويل؛ حيث نجح «التنظيم» إلى حدٍ كبير بتمييز أنشطته السياسية عن الاجتماعية، وهو ما انعكس على سلوكه فى التعاطى مع السلطات هناك؛ حيث لم يتعرض التنظيم لموجات قمع شديدة قد تؤدى إلى اندثاره، ولكنه كان يفضل دائمًا الانسحاب من المواجهة عن طريق إعلان مقاطعة انتخابات مجلس الأمة.