الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

معاريف: وزراء إسرائيل يستغلون الجرف الصامد في خلافاتهم السياسية

قوات الإحتلال الإسرائيلي
قوات الإحتلال الإسرائيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت صحيفة "معاريف" عن الصراع السياسي الدائر حول عملية "الجرف الصامد"، ووصفته بأنه صراع مستغل للحرب على كرسي رئاسة الوزراء، وقالت الصحيفة انه من المثير للعجب اننا لا نزال نستمع إلى بعض كبار الساسة الفاسدين الذين لا يزالون حتى اللحظة ينادون بإسقاط حماس، واحتلال قطاع غزة، من دون الالتفات لفداحة الثمن الذي دفعناه جراء حربنا على غزة".
وكشف "شالوم يروشالمي" الكاتب بالصحيفة عن أن "القيادة العليا في اسرائيل تتحدث عن عدد من القتلى بين صفوف الجنود الاسرائيليين يتراوح بين الـ600 – 800 اذا ما قررت القيادة السياسية اعادة احتلال غزة، او اسقاط حكم حماس، ناهيك عن عدد القتلى المتوقع بين المدنيين الاسرائيليين، كما انه اذا قامت حرب لتحقيق اهداف كهذه فإنه سيكون هناك الآلاف من القتلى الفلسطينيين، ما سيسئ بشكل اكبر لصورة اسرائيل، إن إعادة احتلال غزة سيدمر كل علاقات اسرائيل الدولية، كما ستبلغ كلفة هذه العملية 50 مليار شيكل سنويا، فهل هؤلاء الساسة الفاسدون معنيون بكل تلك الأمور؟
واضاف يروشالمي أن هؤلاء الساسة الفاسدين لا يريدون اسقاط حماس بالضرورة، وإنما يسعون لإسقاط نتنياهو، القادر على قراءة المصالح الفردية لكل سياسي من وراء تلك المطالبات الرعناء، فلقد أصبح لنتنياهو بعد عقود من لعب السياسة الاسرائيلية قدرة على الملاحظة كالتي كانت عند اريئيل شارون، فهو يعلم أن الجميع يريد أن يكون مطلعا على كافة الامور سواء في الحرب أو خلال التفاوض الجاري.
فوزير الخارجية "افيغدور ليبرمان" والذي كان غريم نتنياهو على الرئاسة، الأمر الذي ادى بليبرمان بالانشقاق عن الليكود لينشئ "يسرائيل بيتينو"، فخلال الجرف الصامد تصاعد ذلك الصراع، فخرج ليبرمان من دائرة القائمين على اتخاذ القرار، بسبب معارضة وزير الدفاع "موشيه يعالون" لكل مقترحات ليبرمان غير المسئولة، حتى قال احد المحللين الهامين بأن "ليبرمان كان خلال الولاية السابقة ضلعا من الاضلاع الثلاث التي اتخذت أهم القرارات مع نتنياهو واهود باراك، واليوم هو يشعر بأن يعلون يسلبه ماله وأنه لم يعد مشاركا في الامور، ولذا فهو يهاجم طول الوقت، آملا في الحصول على عدد أكبر من النواب".

وأما "نفتالي بينيت" فإن نتنياهو يعامله بتسامح، لأنه متفهم لحماسته الدينية الايديولوجية وحماسة "أوري اريئيل"، وحاجتهما الى التقرب والتودد الى جمهور القبعات الدينية، ما يجعله يبدي عدم رضا كامل ما دفع نتنياهو الى القول بأن القوات الاسرائيلية لو احتلت عشرة أحياء في غزة لأراد بينيت عشرين، ولو قتل الجيش 200 من رجال حماس لأراد بينيت قتل 400، حتى أن أحد الاشخاص الكبار في الحكومة غمز لبينيت بنصف ابتسامة واصفا اياه ب-"داعش اليهودي" .
واكد يروشالمي انه على الرغم من ذلك إلا أن نتنياهو يميز بين بينيت وليبرمان، فنتنياهو يكره مؤتمرات ليبرمان الصحفية اليومية، ويسخر من عبارته "ألم أقل لكم" في اي فرصة، كما يسخر من استهانة ليبرمان في مؤتمراته باحتلال غزة، من دون توضيح الثمن، كما يعلم نتنياهو أن بينيت يتمنى واقعا مختلفا، وأنه شديد الانتقاد للجيش، لكنه يُقدر على الأقل حقيقة أنه لا يثور عليه على رؤوس الأشهاد مثل ليبرمان، والوزراء واعضاء كنيست من حزبه .
بعد اعلان انتهاء العملية الجارية سواء على المستوى العسكري او السياسي سيحاسب نتنياهو عددا من وزرائه، أولهم سيكون "غدعون ساعر" الذي لعب طوال العملية لعبة سياسية هزلية متحديا زعامة نتنياهو، ولايزال ساعر يتابع مقامرته بعد احساسه بالنصر عقب انتخابه لريفلين رئيسا معارضا موقف رئيس الوزراء، ولا يزال ساعر يلح حتى اللحظة على احتلال غزة، ويقف وراء ساعر مجموعة كبيرة من الصحفيين، ولطالما يقول نتنياهو لنفسه وهو ينظر لساعر "سنلتقي في الانتخابات التمهيدية".
كما ان نتنياهو كان قد استمع الى انتقاد "يائير لبيد"، على الرغم من لبيد قاد خطا وسطيا خلال المعركة، وايد قرارات نتنياهو بالكابينيت، ولكن لايزال نتنياهو يريد ان يعرف لماذا لم يأت له لبيد ليطلعه على كيفية تصريف العلاقات بالولايات المتحدة خلال الحملة، اما الوزير "جلعاد أردان" فسيحصل من نتنياهو على كل ما يريد، وسيكون السفير الاسرائيلي الجديد لدى الامم المتحدة، فلقد أظهر أردان موالاة لنتنياهو في اللحظات الحاسمة وصوت معه في الكابينيت .
واختتم يروشالمي قائلا انه من حسن حظ نتنياهو انه يتمتع حاليا بشعبية عارمة تسيء إلى ليبرمان وساعر وشركائهما، ولكن قد تتغير هذه الصورة سريعا اذا لم تثبت الهدنة .