رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قناة السويس.. المعنى والرمز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التاريخ لا يكذب.. كما كذب بعض المغرضين في كتابته، لكن الحقائق بدأت تتكشف يومًا بعد يوم، ليسجل التاريخ الأحداث ويخلدها، كما خلد الرئيس جمال عبد الناصر عندما قام بتأميم قناة السويس عام 1956 حين غضب من موقف البنك الدولي عندما رفض تمويل بناء السد العالي، فأصدر قرارًا بتأميم قناة السويس من الشركة الفرنسية ودفع تعويضات للشركات الأجنبية، وكان قرار التأميم سببًا في العدوان الثلاثي على مصر من قبل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وذلك لأهمية هذا المجرى الملاحي الخطير الذي يتحكم في 40% من حركة السفن والنقل البحري التي يربط أوروبا وأمريكا بقارة آسيا، مرورًا بقناة السويس ولا مجال هنا لذكر سلبيات عصر عبد الناصر، فلكل مرحلة سلبياتها وإيجابياتها، ولكن لا عودة مرة أخرى لزمن الاستعباد والأحقاد والتعذيب والتنكيل، حين استغل عبد الناصر ذلك الموقف الوطني وتمكن من تجريد أثرياء مصر من ثرواتهم وتأميمها لكن هذه المرة دون تعويضات مما أدى إلى انهيار المنظومة المجتمعية في مصر واتساع رقعة الفقر والفقراء بين أفراد المجتمع المصري، ولعل ما أقدم عليه المعزول محمد مرسي حين قام بالتآمر لبيع قناة السويس لدول أجنبية والتنازل عن السيادة الوطنية كان أحد الأسباب الكبرى لثورة الشعب المصري ضد الإخوان وتنظيمهم الدولي في 30 يونيو.
 وجاء رئيس مصر المنتخب عبد الفتاح السيسي، ليؤكد هذا التوجه بإنشاء فرع آخر لقناة السويس في 5 أغسطس 2014، كهدية للشعب المصري كأول مشروع يقدمه بعد توليه الرئاسة بأموال مصرية، مستثمرًا لأجيال مصر الواعدة، والتي ستحقق مليون فرصة عمل وإنشاء أكثر من 30 مدينة جديدة حول القناة، خطوة الرئيس السيسي إلى جانب بعدها الوطني والسياسي وإعادة التأكيد على حق السيادة الوطنية على كل شبر من الأراضي المصرية والرفض الكامل لبيع قناة السويس، كرمز اقتصادي ووطني تاريخي، لها بعد آخر هو البعد الإنساني الذي لا يراه إلا من له بعد نظر وطني وليس سياسيا، خاصة بعد الإثباتات الدامغة بحق الشعب الذي أثبتت الأحداث إخلاصه ووطنيته في الحفاظ على أرضه ووطنه، ووقوفه يدًا بيد مع جيشه العظيم الذي أهدى للشعب بطلًا من أبنائه، أنقذ مصر من براثن الإرهاب الإخواني والمخططات الدولية التي تحاك ضده.
لقد كان إعلان إنشاء قناة السويس الجديدة والإصرار على أن تكون ملكية كاملة في أيدي أبناء الشعب المصري، بداية لعهد يخوض معركة المشروعات القومية الكبرى، ويواصل ما تم من بناء ويصب في إعادة بناء مصر الحديثة، إن التاريخ لا يستطيع أحد تزويره أو محوه، ومصر تحتاج للتكاتف والعمل الجاد، فالتحديات صعبة والمشوار صعب وطويل، وثقتي بوطنية الشعب المصري كبيرة وهو الوحيد القادر على إفشال أي مخططات تستهدف إعاقة حلمه في البناء والتنمية والاستقرار، وهو الوحيد القادر على إعمارها، والتاريخ شاهد على ذلك.