الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

واو العطف.. وتأشيرات آل البيت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جالت في خاطري تلك الجملة، منذ يومين وما زلت افكر فيها، إذ أنني لمرتين لم أتمكن من الزيارة والصلاة في مسجدنا "سيدنا الحسين".

في كل مرة يعود الدكتور عبد الرحيم علي من باريس يكون أول ما يضعه في جدوله زيارة "آل البيت وأولياء الله"، يخبرنا بالإعداد لذلك كمن يرسل "جواز سفره وأوراقه للحصول على التأشيرة".. لا شئ أيا ما كان يمنعنا عن تلك الزيارات إلا تأخير اعتماد التأشيرات لأسباب ربما تكون في النفس أو الصحبة أو تجديد المقامات.

 

 أما عن النفس فشرط صاحب المقام أن لا يشغلك شاغل وأنت في ضيافته فقد جئت محبا، والحبيب في خلوة الحبيب مرهون الجوارح.. وأما الثانية.. فالهدايا يقبل منها ويرفض بمقدار وقدر "الصحبة".. وأما الثالثة لحظات راحة لأهل الديار الأخيار.

 

أعود معكم لشباك التأشيرات من المؤكد انكم رأيتم الزحام على مكاتب السفريات! خوضت التجربة مرة أخبروني حينها انا رصيد حسابي لا يكف فأخذت الأوراق مبتسما ونويت أنه في الزيارة القادمة مع "صاحبي" للسيدة نفيسة سأستعلم عن رصيد حسابي إن كان مسموحا.

 

وبالفعل جلست طيلة الزيارة ادعو الله أن يعطيني "إشارة" على صحة الزيارة ومدى صدقي وقولي، فإني لا ارتكن إلى غواية نفسي وامنحها أقل درجة في الاختبارات، نمت ليلتي منشرح الصدر منتشيا، وفي الصبح ذهبت لأدير سيارتي للحاق بركب الدكتور عبد الرحيم علي لدن شيخ العرب.

أدرت المفتاح لم "تكركع" السيارة كعادتها وتنفخ سباتها وقد كنت أعاني لستة شهور من مرض أصابها، كان يجف ماؤها ولم يستطع لا حكيم ولا كهربائي ولا ميكانيكي معرفة سبب الداء، جميعهم استقروا على دواء واحد وهو أينما "سخنت" اعطها الماء، وهكذا خصصت لها "جركنا"، فتحت "الكبوت" فوجدت قطة صغيرة عبثت بالأسلاك، ولم تجد معها "البسبسة" لتنصرف، تبسمت وأنا أقول لها "هتأخر".. قبل أن أكمل وتكمل معي "هذا كلام لو تغير فيه حرف لكن فيه افتراء على الله وعلى المصطفى وآل بيته، لذا أنقله لك كما حدث، ولك أن تصدق أو تضعني في خانة المجاذيب أو أي خانة تناسبك، أما أنا يا صاح فقد أخذت عهدا على نفسي أن احافظ ما حييت على تأشيرتي".

نهضت" القطة" من مكانها الذي كان من الصعب أن تدخل يد أحد إليه، فإذا بآثار ماء موضع" تكومها"، وكان هذا مكان العطل والداء، انطلقت بالسيارة فإذا بسيدة تحمل طفلا وتشير إلي، فوقفت لها واضجرت من طفلها الذي أخذ يعبث بكل شئ حتى نزل وترك قطعة حديد صغيرة، وعلى غير العادة وجدت" ورشة الميكانيكي" مفتوحة لأمر طارئ، فأشرت إليه إلى مكان القطة والماء فأخبرني أن الصدأ أكل وصلة حديدية وعلي شرائها وإذ به يرى قطعة الحديد التي تركها الطفل فيقول باندهاش: "ما هي معاك أهي.. هي دي اللي عاوزينها".

حكيت ما حدث للدكتور عبد الرحيم علي فقال لي: "هل تعرف ما أسباب دوام زيارتي لآل البيت وأولياء الله الصالحين؟ قلت له لماذا؟.. قال لي: أتعرف المقولة التي تقول:" إن أعطيت ابني ثمرة تقع حلاوتها في فمي".. أنا أزور ودا وحبا لله ورسوله "ص".

هذه المرة جاء صاحبي من سفره كدرا بعد مرض أصابه وقال لي سنزور السيدة نفيسة وسيدنا الحسين وهذا ما سنربحه من زيارتي لمصر، ولأول مرة يرجئ زيارة "البدوي"، وإذ بنا ونحن في السيدة نفيسة يدخل علينا كبير خدام مقام" البدوي" فيصافحه الدكتور عبد الرحيم علي بحرارة بالغة، فيخبره الرجل أنه لا يعرف ما سر استدعائه اليوم إلى القاهرة لعله كان خيرا ليتم هذا اللقاء، فيخبره "علي" إن تذكرته الأربعاء لذا لن يتمكن من زيارة" البدوي" لكنه سرعانا ما يلتقط الإشارة ويدرك أن الرجل أتى له بدعوة ممهورة بالتأشيرة فيعدل موعد سفره ويوجه قلبه وجسده إلى زيارة "البدوي" كما اعتاد، فتبسمت وأدركت أن "صاحبي" ترقى من السعي إلى التأشيرة إلى صاحب "إقامة ذهبية" فدعوت الله له أن يحافظ عليها.

 

وسألت نفسي عن السر فهو كأي إنسان ليس ملاكا ولكنه دوما يحاول أن يكون "إنسان" فوجدت السر في واو العطف، حينما سمعته يوما وأنا في بيته يغني وكأنه يهدهد طفله فسألت "عم عبد الله" فقال لي: "إن الدكتور يمازح والدته التي ترك العالم كله ليجلس دائما بجوارها، وكان والده رجلا صوفيا من المريدين فأدركت أن كشف حسابه في" واو العطف" تلك التي ما خلت منها آية في ذكر بر الوالدين في القرآن، والتي ما رآها صاحبي إلا وتعلق بها.. و.. بالوالدين إحسانا.. و.. اخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. و.. قل ربي ارحمهما.. وصاحبهما.. و.. لا تقل لهما أف.. و.. لا تنهرهما.

 

وأخيرا قالت لي أمي: "لا عليك من كشف الحساب، فأنا أضع لك فيه من الحروف كل يوم، ما يجعلك تفرح وتنتشي وأنت ترتب الكلمات دون جهد وعناء.. ودويات أمك من المداد والمدد عبأها الله.. فارفع عنك القلق فمن منحك القلم لن يحرمك السطور". 

 

مدد يارب مدد

"أتمنى على الله أن يكون مقالي القادم من أمام كعبته وفي روضة رسوله "ص".