الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«فورين بوليسى»: الانتخابات الرئاسية تعزز الانقسام بين الأمريكيين

نصف الشعب يرى أن السياسة الخارجية أولوية قصوى فى 2024

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه الولايات المتحدة تحديات خارجية معقدة فى ظل الوضع السياسى والاقتصادى العالمى المتغير بوتيرة متسارعة، حيث تعانى من أزمات خارجية متعددة، تأتى فى وقت حساس. بحسب ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وأشارت المجلة، فى تقرير لها، إلى حاجة الولايات المتحدة الماسة للوحدة الداخلية من أجل تنفيذ سياسة خارجية فعالة. وتتراوح الأزمات الخارجية التى تواجهها الولايات المتحدة من الحروب فى أوروبا والشرق الأوسط إلى التحدى الصيني، ويتطلب التعامل مع هذه التحديات بناء توافق داخلى وتنفيذ سياسات خارجية منسقة بحسب ما أوردت المجلة.

وأكدت المجلة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة فى البلاد "تبشر بمزيد من الانقسام بين الأمريكيين"، ومع تزايد ما وصفته المجلة بـ "التحديات الدولية الصعبة"، فإن التعامل مع تلك التحديات يتطلب وحدة واسعة النطاق، مشددة على أنه عندما يتعلق الأمر بذلك، فإن "الأداء، وليس المناشدات أو الوعود، هو الذى سيحدث الفارق".

وأظهر استطلاع حديث للرأي، أوردته المجلة، أن نحو أكثر من نصف عدد الأمريكيين يعتقدون أن السياسة الخارجية "يجب أن تكون أولوية قصوى فى عام ٢٠٢٤، مقارنة بما كانت عليه النسبة فى العام الماضي".

شكوك عميقة 
ومع ذلك، تظهر استطلاعات رأى أخرى شكوك عميقة فى "القيادة العالمية للولايات المتحدة، والكفاءة الأساسية للحكومة، وقيمة المشاركة الدولية"، بحيث وجدت دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكى أن ٤٪ فقط من البالغين الأمريكيين يعبرون عن ثقة حقيقية بالنظام السياسى الأمريكي، وأن ما نسبته ١٦٪ فقط من المستطلعة آراؤهم "يثقون بالحكومة الفيدرالية دائما، أو فى معظم الأوقات".

وفى استطلاع أجراه مجلس "شيكاغو" الأمريكي، عام ٢٠٢٣، وجد أن ٥٧٪ من الأمريكيين يدعمون دورا نشطا للولايات المتحدة فى الشئون العالمية، وهى النسبة التى تمثل انخفاضا من ٧٠٪ فى عام ٢٠١٨، كما أوضح الاستطلاع أن الانخفاض أكثر وضوحا بين المستطلعين الجمهوريين.

ورأت "فورين بوليسي" أن "الأمة المنقسمة والمنغلقة على نفسها من شأنها أن تجعل التعامل مع التحديات العالمية أكثر صعوبة".

وبحسب ما تابعت المجلة، فإن تأثير الجمود السياسى الداخلى يتجلى، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بصورة واضحة، فى عرقلة المساعدات لأوكرانيا مثلا، طارحة تأييد الأغلبية من الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس تقديم المساعدة كمثال، لكن المساعدات توقفت بسبب الخلافات العميقة بشأن أمن الحدود.

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن إعادة التفويض الرابعة لخطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الطارئة للإغاثة من مرض الإيدز، "بيبفار"، أصبحت عالقة فى مناقشات أوسع بشأن الإجهاض.

وأشارت المجلة إلى أن السياسة الداخلية المثيرة للانقسام فى الولايات المتحدة "يمكن أن تعرض للخطر حتى البرامج المنقذة للحياة، مثل خطة بيبفار، التى تتمتع بدعم واسع النطاق من الحزبين الجمهورى والديمقراطي".

وأوضحت أن صياغة الوحدة الوطنية اللازمة لسياسة خارجية فعالة تتطلب التركيز على الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى إظهار، وليس مجرد الادعاء، أن النظام السياسى يعمل لمصلحة الشعب الأمريكي.

ضحايا العولمة
وشعر عدد من الأمريكيين فى الأعوام الأخيرة بأنهم ضحايا العولمة، وتهديدهم بسبب الهجرة غير الشرعية، وعدم احترامهم من جانب النخب، وتخلى ساستهم عنهم. ويشعر الأمريكيون بالقلق من القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية وتعليم أطفالهم، ويعانون آثار التضخم، ويتساءلون عن الأمن الوظيفى وسط التغير التكنولوجي. "وفقا لمجلة فورين بوليسى الأمريكية".

وأضافت إن هذه المشاكل الداخلية، متمثلة بالهجرة غير الشرعية، والفوضى عند الحدود الجنوبية، وعدم استدامة الإنفاق على برامج الاستحقاقات، ومستويات الديون التى تهدد الاستقرار المالي، وغير ذلك، "تلازمنا منذ عقود من الزمن".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه "فى كثير من الحالات، كانت الحلول واضحة أيضًا. ومع ذلك، لا يزال نظامنا السياسى غير قادر على تفعيل حلول مستدامة مشتركة بين الحزبين".