الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هيئة الكتاب تصدر الرؤية التأريخية فى خماسية "مدن الملح" لمحمود معروف

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا كتاب الرؤية التأريخية فى خماسية "مدن الملح"، للدكتور محمود معروف، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة دراسات تأويلية.

يحاول الكتاب إبراز ملامح الرؤية التأريخية في خماسية "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف من منظور تأويلي، وأن الكاتب حينما استمد روايته من معطيات التاريخ، لم يكن يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ، وإنما رغبته في نبش جذورِ/ حفرياتِ ظاهرةِ مدن المِلح من خلال كتابةِ تاريخٍ موازٍ مليءٍ بالإشارات والاستعارات والرموز والأساطير التـي يتيحُها النص، وهو ما يمنحنا بالتالي عددًا لا نهائيًا من القراءات والتأويلات والاحتمالات.

وبالتالي وضعتُ لنفسي إطارًا حاولتُ ألا أخرج عنه مطلقًا، وهو "الرؤيةُ التأريخيةُ المتخيلةُ في مدن المِلح"، أساسُ هذه الرؤية أو فلسفتُها تقومُ على: أن منيف لا يكتبُ تاريخًا حقيقيا أو واقعيا بل تاريخًا موازيًا متخيلاً لمنطقةٍ كانت تسودُها الألفةُ والتعاونُ والحبُ بين سكانِها إلى أن تبدّلت هذه الألفةُ بفعل حدثٍ مفاجئ وهو "ظهور النفط"، فأصبحت هذه المنطقةُ الصحراويةُ عبارةً عن مدنٍ مالحةٍ هشّة ما أن يصيبُها الماءُ/ أو أي هزةٍ عنيفة – كنضوب النفط مثلا- حتى تزولَ وتتلاشى هذه المدن كما يتلاشى المِلحُ في الماء.

حاولتُ أيضا أن أثبت - قدر المستطاع - أن هذه الرواية تصلح قراءتُها بأكثر من مدخل للقراءة، فالرواية يمكن أن تكون رواية سياسية ويمكن أن تكون اجتماعية أو تاريخية أو رواية أجيال على غرار ثلاثية نجيب محفوظ أو "الحرب والسلام" لتولستوي أو "ملحمة أسرة فورسايت" لجون جالزورذي، مما يجعل النص منفتحًا على تعدد القراءات والتأويلات، وقابلا للحياة والاستمرار، لكن أن أحجّمَ النصَ بقراءةٍ واحدة موجهة أو مغلقة على حد تعبير "إيكو"، أو أن أُسقِطَ الأماكنَ والشخصيات والأزمنةَ المتخيلة في الرواية على أماكن وشخصيات وأزمنةٍ حقيقية، لهو قتلٌ للنص.

وأخيرا قسمتُ هذا الكتاب إلى أربعة فصول، يسبقها تمهيد وتعقبها الخاتمة، وجاء الفصل الأول بعنوان: "تأويل المكان في الخماسية"، والفصل الثاني بعنوان: "تأويل الزمن في الخماسية"، والفصل الثالث بعنوان: "تأويل الشخصية في الخماسية"، والفصل الرابع والأخير بعنوان: "تأويل اللغة في الخماسية".