الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هنا القاهرة.. الإخبارية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

لأول مرة منذ عقود تمر علينا أزمة سياسية ونستطيع متابعة جميع الأخبار، ومشاهدة الأحداث على الهواء مباشرة؛ من خلال قناة تليفزيونية مصرية (القاهرة الأخبارية) ليتعالى صوتنا بكل فخر (هنا القاهرة).. ورغم أن القناة حديثة العهد، إلا أنها تمتلك قوة بشرية هائلة فى مخزونها الفكرى والثقافى، ويحملون داخلهم جينات المصرى القديم الذى يبهر العالم بقدراته الشخصية، بعيدًا عن القدرات المادية التى يمتلكها الآخرون.. قناة إخبارية قامت على أكتاف شباب مصر وسواعدهم القوية، شباب يفرح القلب بثقافته وإيمانه بقضايا وطنه، يطلون علينا بملامح مصرية، وعيون تتلألأ فرحًا أو دموعًا حسب الموقف، ووجوه مستبشرة بأن الخير قادم لا محالة!.

 تألق شباب القاهرة الإخبارية فى عرض الأحداث الجارية على أرض فلسطين، وكأن إرادة الله أن تبدأ هذه القناة العمل وتنضج، قبل أن تعود القضية الفلسطينية وتفرض نفسها على المجتمع الدولي، وتكون هذه الأحداث إختبارا حقيقيا للقائمين عليها والعاملين بها.. ظهرت قناة القاهرة قوية، ترصد وتتابع وتحلل وكأنها تعمل منذ عشرات السنين!.. فتنطلق الألسن بترديد عمار يا مصر بتاريخك وأولادك، مهما إشتدت الظروف وضاقت الأحوال الاقتصادية، قوتنا فى ذاتنا وجذورنا الممتدة عبر التاريخ..تابعنا على قناة القاهرة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر، والذى حققت فيه حماس بعض الإنتصار العسكرى، مع إخفاق تام فى توصيل القضية بشكل حقيقى أمام العالم!.. إستغل الصهاينة بعض الصور، وأضافوا لها الكثير من الكذب والإدعاءات؛ بأن الفلسطينيين يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء!..وهى أحداث من وحى خيال الصهاينة، الذين يمتلكون السيطرة على أغلب وسائل الإعلام والإعلان على مستوى العالم، ولا يهتمون بالمصداقية، ولكن بالتأثير المعتمد على الخداع البصرى والشائعات.. ويشنون حملاتهم بكل الحقارة والوقاحة والأكاذيب والإفتراءات ويهدرون كل القيم  الإنسانية، لأنهم يسيطرون بقوة على ما يسمى “العالم المتقدم”!..لذا علينا أن يعلو صوتنا ضد أى دولة تتخذ موقفا داعما لحرب الإبادة التى تشن ضد الفلسطينيين!.

أما دور قناة القاهرة التى نقلت لنا الصورة الحقيقية بكل المصداقية، عليها بث برامج كاشفة وفاضحة للصهيونية، فهذا صراع أبدى، ربما يهدأ لسنوات ولكن لا ينتهي.. وإنفضح كذبهم بعد المجازر والهدم والقتل وقطع كل سبل الحياة، فنقلت القاهرة طوفان جماهير العالم الغاضبة، والتى أذهلها جرم الصهاينة، كما كشفت لنا القاهرة بتتبعها للأحداث معاناة أهلنا فى فلسطين، ومجون هذا الثور الهائج الباحث عن دم الأطفال ليشرب ولا يرتوى! والذى بات يتلذذ بمص دماء الأبرياء، وإنتهاك حرمة كل مقدس، وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس، وآخرها، حتى كتابة هذه السطور، مستشفى المعمدانى الذى يأوى أطفالًا ونساءًا ومرضى!..ومنذ عدة سنوات وهم يخططون لجرائمهم، وذلك بضرب وتجريف جميع الدول المحيطة بفلسطين، إلا مصر التى نجت بعد إسقاط حكم الإخوان الذين استحلوا قبض مهر سيناء!..ولكن كان فى إسقاطهم النجاة لمصر والمصريين، ومازالت المؤامرة مستمرة ولم يكفوا عن ضرب مطارات سوريا وضرب لبنان كل حين، وحرب إبادة فى فلسطين!.. هؤلاء الصهاينة الذين يدعون السلام مع العرب!..ألا من رادع لهم؟!..أليس فى إستطاعة العرب توحيد كلمتهم؟!، وضغط دولنا الغنية صاحبة التأثير على الغرب وعلى اسرائيل نفسها؟!..هل بعد هذه المذابح مازلتم تبيعون لهم وتشترون منهم!.. كيف نسالمهم وفى أيديهم دم أطفالنا الأبرياء؟!.. كيف نمد الغرب المساند لتلك الجرائم الصهيونية بالطاقة؛ وهم يحرمون الرضع من قطرات أوكسجين أو شربة ماء؟!.. سلامهم سام! سلامهم سم يا أمة العرب!..وسمومهم لا تنضب أبدا!..هؤلاء عنصريون كارهون لكل ما هو عربى.. أفيقوا وأوجعوهم وأعيدوهم إلى حجمهم الطبيعى بالنبذ والمقاطعة، فكلنا نعرف أن الهدف طرد أصحاب أرض فلسطين، وأن يكون وطنهم البديل سيناء!..فهم يريدون إغتصاب سيناء والإستيلاء على ما بها من ثروات، وهذا لن يحدث أبدا، لن نسمح بإغتصاب أرضنا وسرقة مقدراتنا، والشعب الفلسطينى لا يقبل عن أرضه بديلًا، فهم يموتون دفاعًا عن فلسطين ويعرفون ما تريده الصهيونية العالمية من ضياع لحقوق الفلسطينيين، وكان ردهم على هذا الهراء أن الجنة أقرب إلينا من سيناء!.. ونحن من هنا القاهرة، قاهرة المعز وقاهرة كل من لا يعرف قدرها، هنا القاهرة الحاضرة الحاضنة المهمومة بهموم وآلام جيرانها والفاتحة أحضانها لكل من يفتقد الأمن والأمان، ولكن ليس هجرة ولا نزوح!.. هنا القاهرة الصامدة أمام جشع الجشعين الذين لا تملأ عيونهم إلا التراب!..هنا القاهرة الصابرة المروى ترابها بدماء أغلى شبابها.. فترابنا غالٍ، ولن نترك ذرة منه مهما كلفنا الأمر.. نحن شعب يواجه عدوه بوجهه، ولا يولى وجهه عنه إلا بالنصر أو الشهادة.. أما أجمل ما قرأت على الشاشات نقلًا عن القاهرة الإخبارية (السلطات المصرية ترفض السماح لرعايا أجانب المرور من معبر رفح البري وتشترط تسهيل وصول المساعدات لقطاع غزة إلى جانب عبور الأجانب عبر المعبر).. وكان أسوء ما قرأت (طفل ١٠ سنوات يحمل شنطة المدرسة، وتسرب لعربة الإسعاف وحين سألوه لماذا أنت هنا؟! قال: أحمل أشلاء أخى الصغير فى شنطة المدرسة) ولا تعليق أمام عالم ضميره مستتر!.. علينا أن نشكر الأحداث رغم مرارتها، لأنها أسقطت قناع الود والصداقة مع الصهاينة أعداء السلام، وأعادت إيمان الأجيال الجديدة من شباب وأطفال بقضيتنا التى لن تسقط بالتقادم، وستظل مصر مهمومة بالقضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية الوجع العربى الممتد والذى يتغافل عنه الغرب بل يزيد مواجعه!!.. وستظل الأجيال العربية تؤمن أن سلاحنا سيظل "صاحى" لأن سلامهم مسموم!..ونردد مع الفلسطينيين:أنا لن أعيش مشردًا...أنا لن أظل مقيّدا..أنا لي غدٌ وغدًا سأزحف ثائرًا متمردًا..أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى.. ومن الأعاصير التي ترمي دمارًا أسودا!

*أستاذة بأكاديمية الفنون