الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

جان برنارد بيناتيل يكتب: أوديسا.. ما هى التحديات والمخاطر بالنسبة لبوتين؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تفحص لجنة تدمير كاتدرائية التجلى المتضررة بعد هجوم صاروخى فى أوديسا فى ٢٣ يوليو، نتائج التدمير، وسط الغزو الروسى لأوكرانيا. 
تعد خاركوف وسومى مدينتين أو مناطق مهمة للأمن القومى لروسيا، لذا فإن الروس لم يعد بإمكانهم الوثوق بالغرب، وبالتالى سيلعبون أوراقهم حتى النهاية وسيتعين على أولئك الذين ليسوا سعداء التعامل معهم لم تعد مشكلتهم أنهم يلعبون على المدى الطويل.. أود أن أوضح موقفى من أوديسا؛ أتفق مع جميع المحللين على أن أوديسا قضية مهمة للغاية بالنسبة لروسيا لعدة أسباب:
إن منع أوكرانيا استراتيجيًا عن الوصول إلى البحر الأسود يزيل خطر رؤية قاعدة حلف شمال الأطلسى تُقام فى مواجهة سيفاستوبول وبعد بحر آزوف، فإن هذا من شأنه أن يجعل البحر الأسود بحرًا روسيًا؛ البعد الاقتصادى لأنه سيجبر أوكرانيا على الاتفاق مع روسيا على تصدير حبوبها.
وطبقا للتاريخ كانت هذه المدينة روسية لمدة ثلاثة قرون: بناها مواطن فرنسى، ابن شقيق ريشيليو عام ١٧٩٤، بأمر من إيكاترينا وأخيرًا، عاطفى، بسبب ٤٢ روسيًا ماتوا فى ٢ مايو ٢٠١٤ فى مقر النقابة، الذين أثارت صورة أجسادهم المتفحمة ثورة روسيا وما زالت ذكراهم حية إلى حد كبير.
لكن التكلفة على المدى الطويل ستكون أيضًا كبيرة جدًا ومع فشل الهجوم المضاد الأوكرانى، نشعر أن القادة الغربيين يغرسون تدريجيًا فكرة أن المناطق الأربعة التى ضمتها روسيا وشبه جزيرة القرم ضاعوا نهائيًا من كييف، وأخشى أن يؤدى فقدان أوديسا إلى إعادة تعبئة الأنجلو- السكسونيين والأوروبيين لأنه بالإضافة إلى الجانب الاستراتيجى الذى سيكون بمثابة ذريعة وهنا ستلعب فى هذا الإطار عدة قوى.
كل ما هو فاسد فى الغرب له مصالح فى أوديسا والعديد من القادة مسيطر عليهم من قبل المافيا التى تسيطر هناك عن طريق الجريمة المنظمة والفساد الأوكرانى الأسلحة والمخدرات والمرأة وغيرها من المصالح!
وقام الأمريكيون والبريطانيون بتثبيت منصات الحب والجنس على الإنترنت وأيضا النوادى الليلية والمطاعم التى تتدفق فيها الأموال مملوكة لعصابات تدعم النازيين الجدد وأخشى أن تضع شبكات المافيا هذه السكين فى حنجرة القادة الغربيين الذين تحت نفوذهم حتى لا تسمح لروسيا بالسيطرة على هذه المدينة واستعادة «القوة العمودية» العزيزة على فلاديمير بوتين وستطالبهم بمواصلة القتال.
وعلى المستوى العسكرى، لضمان الحدود الشمالية لأبلايت خيرسون وميكولاييف وأوديسا ضد الهجمات المضادة بين الشمال والجنوب، فهى جبهة جديدة بطول ٤٠٠ كيلومتر دون عوائق طبيعية مثل نهر دنيبر وسيضطر الروس إلى تحصينها والوقوف عليها. تواجه الشمال بجيشين على الأقل أو ١٠٠٠٠٠ رجل.


ووفقًا لصحيفة الواشنطن بوست، يتبنى العديد من مواطنى أوكرانيا مزاجًا أكثر قتامة بشأن الحرب مع روسيا، وبدأت الوحدة الوطنية فى التدهور. يأتى التغيير فى المعنويات مع فشل هجوم كييف المضاد الربيعى فى استعادة مناطق كبيرة على الرغم من تزايد الخسائر.
كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «الأوكرانيين، الذين هم فى أمس الحاجة إلى الأخبار الجيدة، لا يحصلون عليها ببساطة» حيث قال الأوكرانى علاء بليزنيوك، فى مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية، «[فى الماضي] كان الناس متحدين» أما الآن، هناك شعور «بخيبة أمل جماعية».
وفى الحقيقة، الشعور باليأس ناتج عن خسائر فادحة فى هجوم كييف المضاد. وقال بليزنيوك إن معظم الجنود الذين أرسلوا إلى الجبهة يموتون فى غضون يومين أو ثلاثة أيام فقط وذكرت صحيفة بوليتيكو الأسبوع الماضى أن كييف قد أرسلت ١٥٠ ألف جندى للقتال على ثلاث جبهات.
ومع ذلك، يعترف البنتاجون بأن القوات الأوكرانية لم تحقق مكاسب كبيرة. كما تزعم واشنطن علنًا أنها زودت كييف بكل ما تحتاجه أوكرانيا لشن هجوم مضاد ناجح. ومع ذلك، اعترف مسؤولون غربيون لصحيفة وول ستريت جورنال أن القوات الأوكرانية تفتقر إلى المعدات الأساسية.
«عندما شنت أوكرانيا هجومها المضاد الرئيسى هذا الربيع، كان المسؤولون العسكريون الغربيون يعلمون أن كييف لم يكن لديها كل التدريب أو الأسلحة، من القذائف إلى الطائرات المقاتلة، كانت بحاجة لطرد القوات الروسية.» يتابع التقرير: «لكنهم كانوا يأملون أن تكون شجاعة وبراعة الأوكرانيين بمثابة الضربة. لم يفعلوا ذلك». 
قالت آنا أولينيك، وهى مجندة من أوكرانيا، للصحيفة إنها تأمل فى أن تكون الخسائر التى تم دفعها تساوى ما حدث للجنود وأضافت: «لقد عاد كل هؤلاء الرجال من الجبهة بلا أطراف». «أريد أن يكون السعر الذى دفعوه معقولًا وإلا فإن ما مروا به ومافقدوه لا طائل من ورائه!».
وقال زوج آنا، وهو جندى أيضًا وفقد إحدى ساقيه، للصحيفة إنه لن يلتحق بالجيش إذا كان لديه الخيار مرة أخرى، مضيفًا أن كييف ترسل جنودًا غير مدربين إلى الخطوط الأمامية مؤكدا: «إنهم يأخذون الجميع إلى الخارج ويرسلونهم إلى الخطوط الأمامية دون تحضير مناسب ولا أريد أن أكون بصحبة أشخاص غير مدربين ولا متحمسين».
معلومات عن الكاتب: 

جان برنارد بيناتيل جنرال فرنسى وقائد سابق للبحرية الفرنسية، يكتب عن أهمية أوديسا بالنسبة للجانب الروسى.