الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أحمد فؤاد سليم في حواره لـ«البوابة نيوز»: المرحلة الابتدائية نقطة الانطلاق لعالم التمثيل.. عملت بمسرحية المناهج بالسعودية.. ويوسف شاهين محطة فارقة في حياتي الفنية

الفنان أحمد فؤاد
الفنان أحمد فؤاد سليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كرم المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته السادسة عشرة برئاسة الفنان محمد رياض، الذي أسدل ستاره الاثنين الماضي بمسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، الفنان أحمد فؤاد سليم، تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة بالعديد من الأعمال سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون.

  بدأ أحمد فؤاد سليم، مشواره الفني بالمسرح، وقدم عددا كبيرا من المسرحيات بفرق مسرح الدولة "القومي، والطليعة، والمتجول"، عام ١٩٧٤، منها "جواز على ورقة طلاق، وعرابي زعيم الفلاحين، ويا طالع الشجرة، وحسن ونعيمة، وسنوحي، واتنين تحت الأرض، وتحب تشوف مأساة، ورحلة حنظلة، ومشعلو الحرائق، وأطياف المولوية" وغيرها، إلى جانب عروض القطاع الخاص التي كان من بينها مسرحية "الصعايدة وصلوا" عام ١٩٨٩، و"دستور يا أسيادنا"، و"الملك لير"، وغيرها، هذا بالإضافة إلى أعماله السينمائية، والدرامية، والإذاعية.

كما شارك بالتعليق الصوتي فى عدد من الأفلام التسجيلية منها "حكاية وطن" الخاص بإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فترة رئاسته الأولى، وأيضا فيلم "القرار" الذي عرض في الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة.

التقت "البوابة نيوز" الفنان أحمد فؤاد سليم، للحديث عن تكريمه، وبدايته مع فن المسرح، وأبرز المحطات الفنية في رحلته الإبداعية.

عن تكريمه من المهرجان القومي للمسرح المصري، قال الفنان أحمد فؤاد سليم: سعيد بهذا التكريم، الذي يعد تتويجا لرحلة عطاء مليئة بالأعمال الفنية سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون، وأوجه الشكر للفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والفنان ياسر صادق، مدير المهرجان على اختيارهما كوكبة من الفنانين الذين يستحقون هذا التكريم، الذي يعد تقديرا لرحلة عطائهم الإبداعية، ولكنه واحد منهم.

البداية المسرحية
عشق الفن منذ الصغر، فكانت المرحلة الابتدائية نقطة انطلاقه نحو عالم الفن، هكذا أكد سليم، مشيرا إلى أن أستاذ التاريخ بالمدرسة كان مولعا بالتمثيل، فيأتي أثناء حصة التاريخ ومعه أدوات المكياج، والإكسسوار، والملابس، التي تناسب الشخصية التاريخية التي سيحكي عنها منها على سبيل المثال شخصية محمد علي باشا، ورفاعة الطهطاوي، وغيرهما، ومن هنا أحب "سليم" التشخيص والتاريخ معا، فبدأ ممارسة هواية التمثيل المسرحي، وحصل خلالها على جوائز عدة، ثم تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٧٨، ضمن دفعة مميزة ضمت عددا من الفنانين الذين تخصصوا بعد ذلك في مجال الإخراج من بينهم: فاروق زكي، وسمير فهمي، ومنصور مهدي، وعادل القشيري، ومحمد ريحان، وكمال إسماعيل، وسعيد رضوان، وعبدالله حفني، والدكتورة منى صادق، والمؤلف محمد عبدالقوي الغلبان، وغيرهم، وبدأت مرحلة الاحتراف لعالم التمثيل.

المملكة العربية السعودية
سافر إلى المملكة العربية السعودية، وعمل بالمسرح المدرسي، وكانوا يحاولون مسرحة المناهج لتقديم مواد علمية، وتاريخية، وغيرها، بهدف إيصال المعلومة بسهولة ويسر، هكذا أوضح سليم، مضيفا أن هذه المرحلة عقب الزواج مباشرة، ونظرا لأن البعض كان ينظر للفن بصورة سيئة، فقدم رواية مسرحية بعنوان "التوحيد"، والمستلهمة من التاريخ، وكان يقف خلف المقاعد حتى يتحدث الطلاب المشاركون فيها الحديث بحرية، ولم يتحدثوا أمامه، لكن هذه التجربة لم تكن مرضية إلى حد ما.

يوسف شاهين
ذهب قبل سفره إلى المملكة العربية السعودية، لمشاهدة العرض المسرحي "لعبة الموت" على خشبة المسرح القومي، من بطولة خالد النبوي، وتأليف توفيق الحكيم، وإخراج أبوبكر خالد، هكذا أشار "سليم"، مؤكدا أن المخرج يوسف شاهين كان يجلس بجانبه في المسرح بالدور الثاني، وعندما انتهى العرض وأثناء نزولهم من على السلم أشار نحوه الفنان خالد النبوي قائلا للمخرج يوسف شاهين: "هو ده أحمد فؤاد سليم"، فكان شاهين يتحدث في كل شيء سواء في السياسة أو الحياة أو الفن أو الاقتصاد، وكان يسري نصر الله يستعد لتحضير عمل سينمائي جديد بعنوان "مرسيدس"، ومن بطولة جميل راتب، الذي أصيب بوعكة صحية أدت إلى سفره لفرنسا لتلقي العلاج، ومن هنا أسند يسري نصر الله الدور له بناء على ترشيح يوسف شاهين، الذي آمن بموهبة وإمكانيات "سليم".

كان المخرج يوسف شاهين، يعكف على فيلم "المهاجر"، لكنه يبحث عن شخصية "جادر" الأخ الأكبر للبطل، فيرى أن أحمد فؤاد سليم الأنسب لهذا الدور، حتى عاد "سليم" بعد سفره للسعودية للعمل بالفيلم، ثم أتبعه فيلم "المصير"، فكانت هذه المرحلة بداية عمل مع المخرج العبقري يوسف شاهين.

المخرج يوسف شاهين

التأمل
متأمل دائما وهذه أفضل حيلة يستخدمها لفهم الشخصيات والأدوار التي يلعبها في التمثيل منذ بداياته، فهو لا بد أن يقتنع بما يعرض عليه من شخصيات، ويدرس الشخصيات جيدا خاصة المركب منها أو الشريرة، وحينما يرى في المرآة الشخصية المعروضة عليه بدلا منه يقتنع بها ويوافق عليها فورا، هكذا أكد الفنان أحمد فؤاد سليم، موضحا أنه يهتم بالأفكار والمضامين في الشخصية التي يقدمها، حيث يراهن طوال الوقت على ذلك، ويبذل مجهودا كبيرا في تفاصيل الشخصيات وفهم دوافعها وأبعادها.

اختيار الشخصية
وعن اختياره واستعداده للأدوار التي يقدمها، أوضح الفنان أحمد فؤاد سليم، أنه بعد قبوله الدور يبدأ في حلم الشخصية، والدخول في تصورات مع نفسه حول ماهية الشخصية، وهل فيها جزء من تجربته الشخصية أم لا، وإذا لم يكن متوفرا بها، يبدأ في البحث عن الشخصية في علم النفس، والاجتماع، وكل يوم يقرأ الشخصية كاملة بعد تفريغها على الورق، واكتشاف أي جزء مختلف فيها، ويفعل هذا حين يبدأ التصوير  ويعيش الشخصية بشكل جدي وينسى أنه أحمد فؤاد سليم تماما، كما يرى أنه من الأفضل أن يكون جزءا من العقل يقظ ولا يفضل الاندماج الكامل مع الشخصية التي يجسدها، ولا بد أن يسيطر العقل على الحالة في تجسيد الشخصية، لذا يجب أن يكون موضوع العمل الفني هادفا وبناء، فالممثلون هم الذين ينقلون رؤية المؤلف إلى الجمهور، والعلاقات الموجودة بين الشخصيات هى التي تصنع الفعل الدرامي، واجتهاد الممثل أيضا من عناصر نجاح العمل الفني، فأي شخصية غير ملائمة ومبالغ فيها أو ليست بالنضج الكافي يرفضها تماما.

سنوحي
تلك المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح القومي، كانت بداية في التحول من الأداء الكلاسيكي المتعارف عليه آنذاك قبل فترة التسعينات، فكان التمثيل وقتها يغلب عليه المبالغة في إظهار المشاعر، وعلو الصوت، هكذا أوضح سليم، مؤكدا أنه انتقل إلى مرحلة أخرى وأسلوب آخر في الأداء ينحو نحو الصدق والواقعية والبحث عن المشاعر الحقيقية للشخصية التي يؤديها حتى أصبح هذا المنهج سائدا في كل أعماله اللاحقة.

وعن كتابه الذي أعده الكاتب أسامة الرحيمي، قال سليم: إن هذا الكتاب يتناول مسيرتي الفنية منذ النشأة حتى الآن، وذلك في صورة حوار مطول، يضم كافة التفاصيل، بالإضافة إلى بعض الشهادات، موجها الشكر لمؤلف الكتاب على هذا الجهد حتى يصل لهذه الصورة الرائعة، فهو مجلد يعد مرجعا لكل من يريد معلومة عن أحمد فؤاد سليم.