استقرت أسعار الذهب بالقرب من أدنى مستوياتها في شهر خلال تداولات اليوم الجمعة، وذلك بعد تذبذب كبير خلال جلسة الأمس عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية، ولكن في النهاية تجاهلت الأسواق أرقام التضخم ليستمر الذهب في توجهه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي خلال سبعة أسابيع ماضية.
وارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة، بشكل طفيف بنسبة 0.3% للتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1918 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى يوم أمس عند 1930 دولار للأونصة قبل أن تعود إلى الانخفاض وتغلق منخفضة عند المستوى 1912 دولار للأونصة.
وسجلت أسعار الذهب اليوم أدنى مستوى عند 1910 دولارات للأونصة وهو الحد العلوي لمنطقة الدعم الرئيسية عند 1910 – 1900 دولار للأونصة، وقد ساعد هذا الأسعار للارتفاع لأعلى بشكل معتدل، ولكن على المستوى الأسبوعي انخفض الذهب بنسبة 1.2% حتى الآن، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وصدر يوم أمس البيانات الأساسية لهذا الأسبوع وهي مؤشر أسعار المستهلكين عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر يوليو، والذي يعد المؤشر الرئيسي للتضخم، وأظهر المؤشر ارتفاع بنسبة 3.2% أقل بشكل طفيف من التوقعات عند 3.3% وكانت القراءة السابقة لشهر يونيو مرتفعة بنسبة 3%.
وكانت الأسواق، تتوقع ارتفاع في معدلات التضخم خلال شهر يوليو خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام بعد خفض الدول المنتجة لمستويات إنتاجها، ولكن الارتفاع في التضخم جاء أقل من المتوقع وهو ما زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي قد لا يحتاج إلى رفع جديد في أسعار الفائدة خلال المتبقي من العام.
وقد ساهم هذا في دفع أسعار الذهب للارتفاع عقب صدور بيانات التضخم يوم أمس، خاصة أن بيانات أعداد طلبات اعانات البطالة الأسبوعية صدرت أيضاً وأظهرت أعلى مستوى في 5 أسابيع عند 248 ألف مقارنة مع الأسبوع الماضي 227 ألف، وهو ما يعكس تباطؤ في قطاع العمالة ويدعم سيناريو توقف الفائدة عن الارتفاع.
ولكن ما حدث في النصف الثاني من جلسة الأمس أنه بعد استيعاب الأسواق لبيانات التضخم وانتهاء التأثير اللحظي للبيانات في الأخبار، ظهرت حقيقة أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أو الجوهري الذي يستثني أسعار الوقود والغذاء وغيرها من عوامل التذبذب سجل 4.7% في يوليو أقل بشكل طفيف من القراءة السابقة والتوقعات 4.8%، ومعنى ذلك أن التضخم الحقيقي للسلع يظل بعيد بشكل كبير عن مستهدف تضخم البنك الفيدرالي عند 2%.
واستمرار التضخم الأساسي عند هذه المستويات المرتفعة يزيد من التوقعات أن سعر الفائدة الأمريكية سيستقر عند أعلى مستوياته الحالية لفترة طويلة من الوقت، حتى إذا لم يقم البنك الفيدرالي برفع الفائدة مجدداً هذا العام، وفق رؤية جولد بيليون.
وجدير بالذكر أن عضوة البنك الاحتياطي الفيدرالي ماري دالي علقت على بيانات التضخم يوم أمس وأشارت أنه لم يتم بعد تحديد القرار القادم للبنك الفيدرالي سواء برفع الفائدة أو تثبيتها، وهو ما ساعد الدولار على التعافي من جديد.
وقد أثر هذا بالسلب على أسعار الذهب ودفعها إلى التراجع وفقدان جميع المكاسب التي سجلتها يوم أمس، كما أدى إلى حالة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية بشكل عام أدى إلى تراجع في مؤشرات الأسهم الأمريكية مقابل استقرار في مستويات الدولار الأمريكي وتماسك عوائد السندات الحكومية الأمريكية.
ويتداول العائد على السندات لأجل 10 سنوات بالقرب من أعلى مستوياته هذا الأسبوع ليستقر فوق المستوى 4%، بالقرب من أعلى مستوى للعائد تم تسجيله في عام 2023 عند 4.222%.
أما عن مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية فقد تراجع بشكل طفيف اليوم بنسبة 0.1% لتستقر تداولات المؤشر هذا الأسبوع فوق المستوى 102، في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.5% ليشهد ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي.
وتزيد ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي من الضغط السلبي على الذهب الذي يعد سلعة تسعر بالدولار، بينما ارتفاع عوائد السندات الحكومية تزيد من خروج الاستثمارات من الذهب الذي يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه .