الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الصحافة مهنة البحث عن الموت| عقب وفاة الزميل محمد حيدر إثر أزمة قلبية.. لغز وفاة صحفيين شباب في الآونة الاخيرة.. وأساتذة نفس واجتماع: الصحفيون يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهد أمس وفاة الزميل الصحفي محمد حيدر، إثر أزمة قلبية، وكانت الشهور الماضية قد شهدت وفاة أكثر من زميل صحفي شاب، وفي هذا التقرير؛ نحاول مع علماء النفس والاجتماع حل لغز وفاة صحفيين شباب كثر في الآونة الاخيرة والتى يمكن أن تكون نتيجة لعدة أسباب محتملة.

ليس كل صحفى يستطيع تحمل تلك المتاعب

في البداية أكد د. خالد كاظم، أستاذ علم الاجتماع لـ"البوابة نيوز"، أن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب ولكن ليس كل صحفى يستطيع تحمل تلك المتاعب وفى نقاط محددة اوجز للقارىء ما تحتويه الصحافة من متاعب طبقا للابحاث التى اجريتها فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية كالتالي:

أولا، المخاطر المهنية، حيث يتعرض الصحفيون الى العمل فى بيئات خطرة ومناطق صراعات حيث يتعاملون مع الأحداث العنيفة والمشاهد المأساوية وقد يواجهون خطر الاعتداءات الجسدية والتهديدات بالقتل اثناء تأدية عملهم.

ثانيا، الضغوط النفسية التى يتعرض الصحفيون لضغوط نفسية كبيرة نتيجة للعمل فى بيئة سريعة الحركة ومتقلبة ويجب عليهم التعامل مع المواقف المؤثرة عاطفيا والتعامل مع المعلومات الحساسة والصعبة، ويمكن ان يؤدى ذلك الى الضغط النفسى المستمر الى آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية.

ثالثا، قلة السلامة والحماية فى بعض الدول او المناطق، قد تكون السلامة والحماية الداخلية والخارجية للصحفيين ضعيفة،قد يفتقر الصحفي الى التدريب اللازم للتعامل مع المخاطر وكيفية الحماية الشخصية، وبالتالى يكونون عرضة للمخاطر بشكل اكبر

رابعا، الأمراض والحوادث، التى قد تكون الوفيات لدى الصحفيين الشباب نتيجة لتلك الأمراض والحوادث العرضية اليومية التى يتعرضون لها ول يهتمون لضيق وقتهم او لقلة موارد الصحفيين.

وتلك الأمراض نتيجة الإرهاق المستمر وقلة الراحة وعدم اهتمامنا كصحفيين بعلاجها فتتفاقم وتقضى على حياتنا فى لحظة مثل السكتتات القلبية والدماغية والجلطات والتى لا يمكن توقعها والتصدى لها، ويترجم جسد الصحفيين ذلك فى أمراض الضغط والقلب والتهاب الاعصاب 

وعن الضغوط النفسية التى يتعرض لها الصحفيين قالت د. هالة السيد، أستاذ علم النفس فى الجامعة الأمريكية والكندية والبريطانية فى القاهرة لـ"البوابة نيوز"؛ لا تمر مرور الكرام ولا تنشأ بسهولة التجارب اليومية النفسية من فراغ والتى يصدم بها الصحفيين كل ساعة فى شغلهم، فعلى سبيل المثال، لنفترض أن الصحفى تعرض لصدمة نفسية فى محيط عمله ودخل فى حالة احباط نفسى أدت إلى تدمير حياته الاسرية، فمما لا شك فيه أنه سيكون مشتت الذهن منفطر القلب لكنه مجبر على متابعة الاحداث اليومية على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحوادث ومشكل محيطة به ولا يكمكنة الفكاك من ذلك، فعندئذ سيشعر بالظلم والضغط وبالحزن الشديد في آن واحد ولا يستطيع التوقف عن ممارسة مهنة الصحافة رغم ما يلاقى منها، كل هذا يمثل ضغط لا يطاق نفسيا لكنه يتحمل ويترجم جسد الصحفيين ذلك فى امراض الضغط والقلب والتهاب الاعصاب وغيره من الامراض وبالتالى يتعرض فى لحظة الى السكتة القلبية او الدماغية حين لا يستطيع جسده تحمل هذا الكم المهول من الضغوط لانه انسان فى النهاية وله طاقة تحمل واعتقد تلك هى اسباب الوفيات المفاجئة للحفيين وخصوصا فى السن الصغير.

وتتابع د. هالة السيد: كل حدث يتعرض له الصحفية أو الصحفى من هذه الأحداث يترك أثرا في نفسه، وتتداخل وتتثاقل التجارب والضغوط وتكون هذه الآثار لتشكل مجتمعة تجارب نفسية لابد من علاجها وعدم تركها لتتراكم فتقتل الصحفيين دون ان يدروا،وتلك ظاهرة عالمية وليست مصرية او عربية ولا يمكن تفسيرها بدقة الا عن قرب وبالنظر إلى حدث واحد من هذه الأحداث التى تدور ويتابعها الصحفيين بالتأكيد لها مردودها على أعصابه والحالة النفسية له لكن حتى الآن، لا تزال الأبحاث عن الآثار النفسية للأحداث الجسيمة على الصحفيين لم تصل الى حلول محددة لعلاج هذا الأثر.