الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العلمين الجديدة.. قبلة السياحة العالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع استمرار فاعليات مهرجان العلمين الجديدة الأكبر والأضخم في الشرق الأوسط، ما هي أهداف هذا المهرجان، وهل تنجح، وهل كان من الأفضل توجيه هذه الأموال لصالح الصناعة، أو قوت يوم المواطن، هل مصر تعتبر دولة سياحية فعلا بمقاييس السياحة العالمية أم أننا نخالف هذا المفهوم، أو أن مصر في الأساس دولة غير قادرة أن تكون دولة سياحية كبري؟


في هذا المقال نتحدث عن مهرجان العلمين الجديدة بكل صراحة وشفافية كما تعودنا في الملفات الداخلية الحرجة،بعد القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين أصبحت السياحة أحد أهم موارد الدول بعد وصول عدد السياح مليار سائح في عام ٢٠١٠  بعائدات تقدر بترليون دولار، وفرنسا تأتي دومًا في المركز الأول ٩٥ مليون سائح سنويًا يليها أمريكا وإسبانيا والصين وإيطاليا أما في إقليم الشرق الأوسط تصدرت تركيا حيث وصل عدد السياح ٢٥ مليون سائح في ٢٠١٠ يليها اليونان ثم الإمارات ثم السعودية ثم مصر ٩ مليون سائح رغم إمكانيات مصر السياحية سواء في سياحة الأثار والشواطئ أو الطبيعة الخلابة وجوها المتميز أقصي رقم وصل مصر ١٠ مليون سائح في عام ٢٠١٠ وهو ما يعادل ١% من السياحة العالمية والرابع أو الخامس إقليميا رغم أنها تستحق الأول.

ولأن إيرادات السياحة سنة بعد الثانية  تصبح أحد أهم مصادر الدخل القومي في كافة دول العالم ازدادت المغريات وشراسة المنافسة مع كل الدول، مما يستدعي  خطة إنقاذ عاجلة.
عندما تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي في ٢٠١٤ قرر أن يعمل في جميع الملفات كلها دفعة واحدة  لعدم وجود وقت للتجارب وكان ملف السياحة علي رأس تلك  الملفات وبعد سنوات قليلة من العمل الجاد الوضع بدأ يتغير تماما، لك أن تتخيل أن عدد السياح التي استقبلته مصر  في ٢٠٢٣ هو أكبر عدد سياح في تاريخها ووصل إلى  ٧ ملايين سائح في ستة أشهر فقط، مع توقع بوصولهم الي ١٥ مليون سائح في نهاية العام الجاري وهو أكبر رقم في تاريخ مصر كله سواء قبل إضرابات ٢٠١١ أو ٢٠١٣ أو حتي  قبل  وباء كورونا في ٢٠٢٠ أو ٢٠٢٢ والأزمة الاقتصادية العالمية. 


وكان شهر إبريل الماضي هو الأعلى في تاريخ الشهور بزيادة مليون ونصف المليون واحتلت مصر عالميا المركز ١٧ عالميا ١٣ مليون سائح والأولي إفريقيا والثالثة عربيًا ومتوقع وصولها إلى المركز ١٥ عالميا مع نهاية ٢٠٢٣، وكل المواقع العالمية المتخصصة المعنية مثل cnn الأمريكية  The  travel، وصحيفة ذا صن البريطانية، Daily Telegraph البريطانية وموقع السفر Tripodvi، كلهم وضعوا مصر ضمن أفضل عشر أماكن في العالم يجب زيارتها وبعضهم صنفها في المركز الأول، وبقراءة حيثيات اختيار تلك البوابات الإلكترونية  السياحية الشهيرة لمصر تكشف أن السبب التحديث في المشاريع القومية علي تطوير الموصلات من طرق وكباري، والمتاحف الجديدة وإقامة الحفلات والمناسبات المبهرة وتطوير المطارات، التي يتكلم عنها إعلام المؤامرة "أنها ملهاش  لازمه، وهو احنا هناكل  طرق وكباري". والدولة أعلنت أنها تستهدف الوصول إلى ٣٠ مليون سائح بحلول ٢٠٢٨ و٥٠ مليون بحلول ٢٠٣٠ لتصبح الأولى في الإقليم.


والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف حدث  ذلك، وهل تلك الأرقام واقعية، أم هي  وعود حكومية ؟  ولماذا تضع المواقع العالمية مصر  في صدر قوائمها المرشحة للزيارة وخاصه بعد ٢٠٢٠ حتي ٢٠٢٣ ؟


ولمعرفة السبب في ذلك لابد من معرفة المعوقات التي أخرت مصر ومؤخرا اشتغلت عليها بالبحث والدراسة، نعم كانت هناك معوقات كثيرة في فترات سابقة أمام انطلاق السياحة في مصر وأنها تحصل على نصيبها العادل من السياحة عالميا لا يقل عن ٥٠ مليون سائح سنويًا وإيرادات  لا تقل عن  ٥٠ مليار دولار سنويًا.


وأبرز تلك المعوقات: ١-التسويق الجيد، ٢- إعادة البنية التحتية المرتبطة بالسياحة مثل المتاحف والطرق والنقل والمواصلات وتطوير السياحة والمطارات، والفنادق، ٣- الاستقرار الامني والسياسي والقضاء على الإرهاب.


وبالنسبة للتسويق بدراسة التجارب السابقة مصر كانت في حاجة ماسة لتغيير الصورة الذهنية  النمطية عن مصر وأنها دولة دخلت عصر الحداثة ويحدث ذلك عندما تقيم  منشآت ضخمة تسوق نفسها من غير مصاريف علي تسويقها وتكون من أهم عوامل الجزب مثل عمل أطول برج في أفريقيا، أكبر مسجد في الشرق الأوسط، أكبر كنيسة في العالم، أكبر نهر أخضر في العالم، أكبر متحف في العالم.
تلك المشاريع التي تعرضت للهجوم من بدايتها لم يفهم أحد أن الغرض منها هو لفت أنظار العالم أن هناك حدث كبير يحدث في مصر ويكسر الصورة النمطية عن مصر من غير أي مصاريف  كل الصحف في العالم أتكلمت عن البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية وعن أبراج العلمين وحاليًا كل رؤساء الدول أو الملوك أو رجال الأعمال الكبار يكون في برنامج زيارته  لمصر سواء لعمل أو غيره جولة في العاصمة الإدارية ليرى ما سمع عنه أنه خارق وغير مسبوق علي أرض الواقع.
لكن التسويق الجيد يحتاج معه بنية تحتية قوية تتحمل استضافة العدد الكبير المستهدف من السياح وفي ذات الوقت تجربة السائح الحالي مريحة وفريدة من خلال تطوير البنية التحتية بمشروعات قومية عملاقة خصوصًا المرتبطة بالسياحة مثل مشروع المتحف الكبير أكبر متحف في العالم، والذي سيحتوي علي مائة ألف قطعة أثرية ويستهدف عشرة مليون سائح سنويًا، مشروع متحف الحضارات والذي افتتح بشكل أسطوري بموكب المومياوات الملكية الذي أذهل العالم حرفيا بالأقصر، ومشروع تطوير طريق الكباش بالأقصر الذي أذهل العالم في حفل افتتاحه المهيب، مشروعات عمل متحف الغردقة ومتحف شرم الشيخ وتطوير المتاحف القديمة في القاهرة والإسكندرية، ومشروع النقل القومي لنقل الكهربي السريع لربط مصر شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها.والقضاء على أزمة الزحام الخانق الطارد للسياحة، إنشاء مطار سفنكس الدولي في الجيزة ليكون مطار اضافي في  القاهرة الكبرى يخفف الضغط عن مطار القاهرة ويكون قريبًا من المناطق الأثرية.
وما سلف نماذج علي سبيل المثال لا الحصر للثورة التي قادها الرئيس السيسي في قطاع السياحة التي هاجمها بشدة الإعلام المأجور، وهي التي بدأت بالفعل ثمارها بنتائج غير مسبوقة، ولو استمرينا في ذات المثار سنصل لرقم ٥٠ مليون سائح بحلول ٢٠٣٠ بسهولة ونصبح الدولة الأولى في جذب السياحة في الإقليم ومن العشرة الأوائل في العالم وآخر تلك الخطوات العظيمة كان مهرجان العلمين الجديدة، العالم علمين منصة سياحية جديدة شاملة تضم كل شيء في مكان واحد سياحة الشواطئ والعراقة والحداثة والرياضة والفن والموسيقي والمسارح والسينمات والتسوق.
وحتي سياحة المؤتمرات والندوات حاضرة في هذا المهرجان وهي ثمار القضاء على الإرهاب الذي حاول تعطيل مصر أن تكون المركز الأول في السياحة بالإقليم ويحاول تعطيل الحلم الذي يتحقق اليوم أننا نصبح المركز الأول إقليميا.ما يحدث في مدينة العلمين الجديدة اليوم ليس مجرد مهرجان  ولكن هو ضمن مشروع أكبر لمصر الجديدة  لاستهداف مليون سائح في ٤٤ يوم من ١٣ يوليو إلي ٢٦ أغسطس، مليون سائح يعني ملايين الدولارات التي ستتدفق علي مصر بشكل مباشر وملايين غيرهم بسبب الترويج للمهرجان تعود علي قطاعات أخري مثل الصناعة والتجارة والمظلة الاجتماعية التي توفرها الدولة للشعب يعني الموضوع ليس شو أو بزخ أو صرف علي الفاضي لكن هو استثماري من الدرجة الأولى.
مهرجان العلمين يضم عشرات الفاعليات الرياضية والترفيهية والثقافية والغنائية بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن والغناء والرياضة بمصر والوطن العربي والعالم. وجرى اختيار العلمين لكي نستفيد من حقيقة البحر الأبيض المتوسط يعني قرب أوروبا وثقافتها الأوربية المتوسطية المشتركة إرث حقيقي من آلاف السنين ليس مجرد فلوس وابني هنا مدينة حسب الهوي.
والاستفادة من تأثر دول الجوار الروسي الأوكراني مثل تركيا بالحرب وبالتالي خفف مستوي السياحة كان لابد من فتح منصات سياحية جديدة لكي تستوعب الزيادة والفائض. العلمين كانت مجرد حقل ألغام من الأربعينيات ٨٠ سنة مكان مهجور، ووزير الحربية الأسبق صليب سامي  كتب في مذكراته أن العلمين لابد لها من التعمير. وطالب الجيش بتعميرها لأنه الأجدر علي ذلك، صليب سامي أحد الآباء المؤسسين للقومية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين وكتب هذا الكلام أيام العصر الملكي ومما سبق يتضح أن مصر ومشاريعها ليست مجرد فكرة من عدة أيام وخلاص، لكن نتحدث عن فكرة صاغها وذكرها صليب سامي من ٨٠ سنة وتعطلت بسبب الحرب العالمية الثانية ثم الإهمال الي أن أخرجها الرئيس السيسي إلي النور.
مهرجان العلمين الجديدة شهد وسيشهد البطولة العربية للجودو وبطولة مصر للسيارات وبطولة البادل وعروض للطائرات وبطولة دوليه للكرة الشاطئية مع رموز الكرة المصرية والحفلات الغنائية مستمرة  لمطربين مصريين وعرب وعرض ازياء لمصمم  فلبيني شهير، وحفلات موسيقية وغنائية ضخمة.
وآخر أيام المهرجان سيكون حفل العلمين لتكريم أفضل المبدعين المصريين والعرب في جميع المجالات. وحفل العلمين هو الحفل الترفيهي الأكبر من  نوعه في الشرق الأوسط.
ومن الأهمية ما جرى من نقل ١٥ وزارة في العاصمة الإدارية الجديدة. وبدء مهرجان العلمين الجديدة بموكب فرعوني وعروض مسرحية مصر بتغيير مفاهيم الترفيه والسياحة دون التنازل عن قيمها ومبادئها وعقيدتها.
وسقط وانكشف من قال إن مشروع العاصمة الإدارية والعلمين "فنكوش". والحقيقة تكشف المنصات والأقلام الخبيثة وتؤكد ضرورة التوعية حفظ الله مصر ونصر جيشها وشعبها وجعلها في رباط إلى يوم الدين.