الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

غادة عبد الرحيم علي «بنت أبوها»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

  تحتفل البروفسيرة غادة عبد الرحيم علي الإثنين 24 يوليو بعيد ميلادها، وأيضًا بقرار اللجنة الدائمة لترقيات علم النفس والصحة النفسية بالمجلس الأعلى للجامعات: ترقية الدكتورة غادة عبد الرحيم بقسم العلوم التربوية والنفسية بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة إلى أستاذ علم النفس التربوي المساعد.

لا أنسى أول مرة أرى فيها غادة الطفلة.. ممشوقة القوام عذبة كمياه النيل وشديدة الكبرياء بشكل أكبر من سنها.. يومها كان عيد ميلادها الرابع وضحكت لأن عيد ميلادها تواكب مع ذكرى ثورة يوليو وقلت للأب عبد الرحيم والأم وفاء إنها ثورية الطباع وترث الحب عن علاقتكما والكبرياء الأبوي، وضحكت الأم وقالت: فعلًا "غادة بنت أبوها"، ولا زلت أذكر لغادة كيف أساء إليها يومًا أحد مدرسيها وأصرت أن يعتذر لها في الفصل أمام التلاميذ كما أساء إليها أمامهم.

كانت غادة دائما متفوقة في دراستها الثانوية ثم الجامعية، التحقت بالجامعة 2001 وتخرجت 2005 بامتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينها معيدة، وكانت أصغر المدرسين المساعدين، وفي سنوات قليلة حصلت على الماجستير 2013 بامتياز والدكتوراه 2018 بامتياز، ولها العديد من الدراسات المنشورة في مجلات علمية وأصدرت كتابين هما: "سوبر مامي" و"عائدات من الموت". 

حصلت على دبلوم العلاج بالموسيقى من جامعة روهابتن في لندن، واستمرت خمس سنين تعمل أبحاث الترقية وقدمت للجنة الدائمة لعلم النفس والصحة النفسية ونجحت وترقت من المرة الأولى وهذا إنجاز علمي لأن كثيرين ينتظرون مرات عديدة للحصول على تلك الدرجة. 

وتشرف حاليًا على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وتكتب مقالًا أسبوعيًا في "البوابة" عن التربية  الإيجابية الحديثة.

وربما نقتبس من مقالها الأخير هذه الفقرة التي تعبر عنها وعن طفولتها وعلاقتها بوالدها وولدتها:

(ونحن نواصل لقاءاتنا الأسبوعية على صفحات «البوابة» لقاء القلوب والأرواح، نتعاون في تنشئة جيل صالح يعرف قدر نفسه وقدر وطنه ويكون سندًا وعونًا ومصدر سعادة لوالديه، ويرد لهم بعضًا من فضلهما باستمرار نجاحه.

أكتب لكم روشتة اليوم وأنا أحتفل بترقيتي لدرجة أستاذ علم النفس التربوي المساعد، بعد جهد كبير، أردت أن أشارك فرحتي معكم وأشكر أبي وأمي لأنهم تعاملا معي طيلة دراستي بالحب والمناقشة دون فرض رأي وإعطاء أوامر فساهما في تكوين شخصيتي المستقلة.. ومن هنا نبدأ حديثنا.

نحن نميل غالبًا إلى إعطاء الأوامر إلى الأطفال، صوتك الحاد المرتفع وأنت تقولين "إذهب إلى النوم، كفى لعبا" هو كابوس طفلك.

يجب أن تعرفي ألا أحد يحب تلقى الأوامر، ومن بينهم الأطفال. تخضع عادة للأوامر عندما لا يكون لدينا الخيار، ولكن هذا غالبًا يجعل طفلك يرغب في التمرد أكثر من الطاعة. عندما نتحمل عناء محاولة استبدال الأوامر بأنواع أخرى من التوجيهات، نحث الأولاد على التعاون أكثر ونجعلهم يكتسبون كفاءة، هكذا، بدلًا من أن نصرخ في وجوههم يمكننا تجربة سلوك مختلف).

وعن علاقتها بأبيها، كتبت "بنت أبوها" في إحدى مقالاتها بمناسبة عيد ميلاد والدها د. عبد الرحيم علي:

(العام الستون لأبي أراه يقف على قمة جبل، أنظر خلفه فأجد مشوارًا كان مليئا بالتعب، أستعيد الذكريات وأتمنى أن تعاد السنوات وأحبو إليه طفلة تقتفي خطواته، ثم يستقيم عودي وأتبعه أينما ذهب أنا التي كبرت فجأة وما زالت طفلة في حضنه لا أشعر بالأمان سوى في عناقه، لقد حققت في مشواري العلمي ألقابًا كثيرة ويبقى لقبي المحبب المفضل "بنت أبوها" ذلك الذي دونته على كراستي ودفتر محاضراتي وعلى جدار روحي واستدعيته كتعريف أينما ذهبت وأينما وضع اسمي).

البروفسيرة غادة ليست أكاديمية ولا كاتبة وفقط.. بل هي أم عظيمة للابناء يوسف ومحمد وعلي وآدم، جنبًا إلى جنب مع كل الجهود التي تبذلها والتي اهلتها لكي يتم اختيارها عام 2005 سفيرة للنوايا الحسنة، وأسست عدة مبادرات مجتمعية، مثل مديرة برامج تأهيل وحماية الأطفال بمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، كون رسالة الماجستير الخاصة بها من أجل تعليم الأطفال وتأهليهم للاندماج في الحياة.

كما اختار رئيس جامعة القاهرة د. محمد عثمان الخشت، الدكتورة غادة عبد الرحيم، منذ أن كانت مدرسًا بكلية التربية النوعية، عضوًا بمجلس إدارة مركز اكتشاف الموهوبين والنوابغ ورعايتهم بجامعة القاهرة.

ويهدف المركز كما أعلن حينذاك د. محمد عثمان الخشت إلى تنمية المواهب والقدرات الإبداعية غير المتحققة لدى الطلائع والشباب ووضع آليات علمية دقيقة لاكتشاف الموهوبين والنابغين والمبدعين وتصميم برامج تلبى احتياجاتهم وتنمى قدراتهم. كما يهدف إلى تنمية وعى المجتمع الجامعى بأهمية الموهبة والإبداع بالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدنى المنوطة برعاية المواهب. 

كل سنة وحضرتك طيبة ابنتي البروفسيرة غادة وأطيب تمنياتي لكِ وللأسرة.