الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

عظم شهيدك.. الرائد مصطفى حجاجي.. الأول على دفعة الشهداء.. أسقط 48 إرهابيًا فى أول أيامه بسيناء واستشهد في نفس يوم تخرجه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستعرض البوابة نيوز سلسة حلقات تنشر فيها قضايا أحداث الدم واستعراض جماعة الإخوان الإرهابية للقوة ونشر الفوضي وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة من قبل قيادات الجماعة الإرهابية .

كما سنستعرض أهم شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن من قوات الجيش والشرطة والذين طالتهم يد الغدر والخسة من الجماعة الإرهابية، في مشهد لا يدع مجالا للشك في تلوث يد هؤلاء المجرمين بدماء أبطالنا الشهداء الذكية

حلقة اليوم هي للبطل الشهيد الرائد مصطفى حجاجى


من هو الشهيد الرائد مصطفى حجاجى  ؟

ولد مصطفي حجاجي في ٢٧يناير سنة ١٩٩٠ بقرية الشغب مركز اسنا  بمحافظة الأقصر وكان يحلم منذ صغره بأن يصبح ضابط جيش، وبالفعل تحققت رغبته والتحق بالكلية الحربية وكان من المتفوقين فيها

وتخرج حجاجي من الكلية الحربية فيها في ١٨يوليو ٢٠٠٩ من ضمن الدفعة ١٠٣ حربية وكان الأول علي دفعته.

الشهيد له 5 أشقاء ، منهم 3 مهندسين وطبيبة، إلى جانب أصغر أشقائه الذى التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة والدته

طباعه وصفاته

يقول شقيقه المهندس وائل مصطفي إنه كان يشبه النسيم وهادئ الطباع ومحترم يحب مساعدة الناس، ومنذ صغره كان يلازم والده في الذهاب إلي عمله حيث كان والده مريض بالقلب ولا يتركه أبدا .

وأضاف: يقوم في الصباح الباكر يجهز نفسه ويذهب مع والدي المدرسة لأنه كان  مديرا  للمدرسة الابتدائية التي كان يدرس فيها الشهيد والتي أطلق عليها حاليا اسم مدرسة الشهيد الرائد مصطفى حجاجي الابتدائية  بقرية الشغب مسقط رأسه.

وتابع: بعد مواعيد المدرسة يعود معه إلي المنزل لتناول الغداء، ثم يذهب معه الي عمله الآخر وهو التجارة، وكان  يأخذ  معه كتبه ويذاكر وهو يراقب والده ويلبي له طلباته.

كل أبناء قرية الشغب يشهدون أن البطل مصطفى حجاجي كان بارا بأهله وبأبناء قريته لذلك استحق أن ينال الشهادة وهي أعلي منزلة عند الله.

وأضاف: كان والدنا يقوم بعمل مائدة الرحمن كل عام في شهر رمضان وقبل دخوله الكلية الحربية كنت أنا  في دراستي بالجامعة.. كان مصطفى  بالرغم من صغره  يقوم بحمل الطعام علي رأسه الي الطريق السريع ويحاول إيقاف السيارات المسافرة ليتناولوا وجبة الإفطار في رمضان.

أعماله الخيرية

من أهم أعمال الشهيد أنه كان يساعد الناس فكان لديه زميل لديه إعاقة في قدميه، وكان حجاجي يقوم بدفعه بعجلة المعاقين كل يوم لتوصيله الي المدرسة.

ومن أهم صفاته انه كان دائم الصيام يومي الإثنين والخميس طوال شهور السنة وكان يعلم القريبين منه المداومة علي صيامهما حتي يوم استشهاده.

حينما دخل الكلية الحربية قام بأعمال خير كثيره منها إقامة غرفه بمستشفى السرطان ٥٧٣٥٧ وبناء  مسجد في الكتيبة ولكن لم يمهله القدر الفرصة لاستكماله فقام زملائه بعد استشهاده باستكماله وأطلقوا عليه مسجد الشهيد مصطفى حجاجي.

طلب النقل لسيناء

قال المهندس وائل حجاجى شقيق الشهيد، أنه كان دائم الحرص على تجميع أبناء دفعته من أجل المشاركة فى أعمال الخير، وكان من المفترض أن يعود إلى بلدته قرية الشغب بالاقصر فى إجازة العيد من أجل البحث شريكة حياته ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائما يريد أن يناله وهى الشهادة، حيث أن شقيق الشهيد هو الذى طلب نقله الى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديري ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم، الذي استشهد في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كمائن عدة بشمال سيناء فى 1 يوليو 2015 وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديري بالكمين .

لحظة استشهاده

الشهيد كان من المفترض أن يحصل على راحة أثناء أسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب فى رؤية ابنته وقام باستبدال الراحة معه حتى أنه اثناء حضوره الجنازة قال لنا " الشهيد كان يحب عمله ويحب الجميع وكان يقوم بعمل كل شىء بنفسه لدرجه أنه كان يشارك فى إصلاح المعدات.

الشهيد الرائد بطل مصطفى حجاجى حلمى محمد استشهد فى 18 يوليو 2015 فى ثانى أيام عيد الفطر أثناء إستهداف كمين أبو رفاعى فى سيناء، والمفارقة فى هذا اليوم أنه نفس اليوم الذى تخرج الشهيد فيه في الكلية الحربية عام 2009 وكان الأول على دفعته 103  صاحب التاريخ الكبير من التضحيات اثناء الحرب على الإرهاب فى سيناء.

رد فعل شقيق الشهيد

رفض المهندس وائل حجاجى شقيقه الشهيد إبلاغ أسرته بالذهاب إلى سيناء خاصة وأنه كان قائد لسرية مشاة ميكانيكا بالقنطرة ولكنه أبلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم إبلاغ أسرته حتى لا يزداد قلقهم عليه، وقال نه نصا" أنا الشهيد اللى عليا الدور".

وأشار الى أن أحد المجندين كان معه لحظة الشهادة وأكد أن هناك قذيفة سقطت فجأة على الكمين، والوحيد الذى نطق الشهادة أكثر من مرة هو الشهيد مطصفى حجاجى وكان ثانى أيام العيد، وكان دائما يحرص على الصوم وخاصة الاثنين والخميس طوال العام وانه عند إبلاغه باستشهاد شقيقه فى سيناء لم يصدق وأخطرهم أن شقيقه ليس متواجدا بسيناء.

كفاءة نادرة

عُرف عن حجاجى كفاءته العالية، فكان الأول على دفعته فى الكلية الحربية، ومساعداً للكلية قبيل تخرجه، وكُرم أكثر من مرة فى حياته قبل وفاته، بداية من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، نظراً لتفوقه فى الكلية، وعدد من القادة العسكريين خلال حياته العملية، وصولاً لتكريم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى حينها الفريق أول صدقى صبحى، حيث اعتاد الشهيد أن يكون بطلاً فى مواقفه، مبتسماً فى وجه من يقابله، خلوقاً فى تصرفاته، كما يروى أصدقاؤه وزملاؤه.

كفاءة الشهيد أهّلته ليتولى منصباً أفضل داخل القوات المسلحة من المنصب الذى تقلده بسيناء قبل استشهاده، لكنه كان يقول دائماً: الشهداء اللى راحوا مش أحسن منى.. عايز أجيب حقهم

وطلب من قادته أن ينتقل من الخدمة فى نطاق مدينة الإسماعيلية، إلى شمال سيناء، وهو ما تحقق بالفعل، ليحقق بطولات يشهد بها الجميع. وخلال مواجهة العناصر الإرهابية، لم يتمكن الإرهابيون من مواجهته وجهاً لوجه، ليختاروا أن يهاجموه عن بعد عبر قذيفة هاون، ليلقى ربه شهيداً.

أسقط 48 إرهابياً فى أول أيامه بسيناء

الشهيد حجاجى أحد أبطال دفعة الشهداء، وهى الدفعة 103 حربية، والتى استشهد الكثير من أبنائها، ما كان دافعاً للشهيد لمزيد من الأعمال البطولية فى مواجهة العناصر الإرهابية، حتى قال عنه قادته لوالدته عقب استشهاده إنه عاش بطل.. واستشهد بطل.. ورفع راسنا كلنا.

لحظة استشهاده

طلب الشهيد البطل الرائد مصطفى نقله إلى سيناء بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديرى ابن مدينة إسنا المجاورة لقريته الذى استشهد فى الهجمات الإرهابية التى استهدفت كمائن شمال سيناء فى 1 يوليو 2015 و طلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديرى بالكمين رغم أن الشهيد كان مرشحًا لمنصب أعلى داخل القوات المسلحة ورفض إبلاغ أسرته بذهابه إلى سيناء خاصة أنه كان قائدًا لكنه أبلغ اثنين من قريته وطلب منهما عدم إبلاغ أسرته حتى لا يزداد قلقهم عليه.

ويحكى أن الشهيد عاد آخر مرة إلى مكان سريته وجمع متعلقاته بالكامل ووضعها فى سيارته الخاصة به وأغلقها ثم أعطى مفتاحها إلى أحد زملائه وطلب منه أن يسلم المفتاح إلى أسرته لأنه ذاهب إلى سيناء وقال نصًا: "أنا الشهيد إللى عليا الدور" وبالفعل أحضر زملاؤه السيارة الخاصة به وكانت بها جميع متعلقاته كما وضعها بنفسه.

وعن آخر أيام استشهاده روي أن الشهيد كان من المفترض أن يحصل على راحة أثناء أسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب فى رؤية ابنته واستبدال الراحة.

وحكى أحد المجندين الذى كان يرافقه لحظة الشهادة فقال: "سقطت قذيفة مفاجئة على الكمين والوحيد الذى نطق الشهادة أكثر من مرة هو الشهيد البطل الرائد مصطفى حجاجى وكان ذلك فى ثانى أيام العيد وكان دائما يحرص على الصوم وخاصة يومى الإثنين والخميس طوال العام".

الشهيد حجاجى كان قريبًا من الجميع ومحبوبًا لجميع أفراد أسرته ودعاهم خلال آخر لقاء له بهم على إفطار يوم من شهر رمضان وأعد الإفطار بنفسه للعائلة كما أنه فى وسط الميدان كان قائدًا بما تحمله الكلمة من معنى وملتزمًا بالعسكرية المصرية الباسلة وقريبًا من أفراد سريته وشيعت جنازته فى مشهد يصعب وصفه ولكن سيرته بقيت فى سطور التاريخ مضيئة.