رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"على النوتة".. مبادرة سودانية لتخفيف ويلات الحرب على المواطنين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل استمرار القتال والنهب والأزمة الإنسانية في السودان، أطلق ناشطون حملة شعبية تحت عنوان "على النوتة" لمساعدة المحتاجين من سكان الخرطوم، الذين يعانون من شح السيولة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 وتهدف الحملة إلى حث أصحاب البقالات والمخابز والمحلات التجارية على منح الزبائن احتياجاتهم اليومية بدون دفع فوري، بل على أساس دين يسدد لاحقا بعد تحسن الأوضاع.

وقال أحد المشاركين في الحملة، والذي عرف نفسه باسم "أبو حلا"، إن هذه المبادرة تأتي من باب التضامن والتكافل مع المتضررين من الحرب، التي أدت إلى تدمير مصانع وأسواق وخطوط إمداد، وإلى تأخر صرف الرواتب وإغلاق المصارف. 

وأضاف أن هذه الحملة تستهدف خصوصا الأسر الفقيرة والأطفال والمرضى وكبار السن، الذين لا يستطيعون تأمين قوتهم في ظل غلاء المعيشة.

وأشاد عدد من المستفيدين من هذه الحملة بالدور الإنساني للتجار، الذين استجابوا للدعوة وقدموا ما في استطاعتهم لإغاثة المحتاجين. وقالت آمنة صالح في تصريحات صحفية لها، والتي تعول خمسة أطفال وأمها المريضة، إنها استطاعت شراء بعض المواد الغذائية "على النوتة" من بقال قريب من منزلها، بعد أن رفض منحها قرضًا نقديًا. وأضافت أنها تأمل في أن تستطيع سداد ديونها قريبًا، إذا ما تلقت راتبها المتأخر من عملها في القطاع الحكومي.

ولكن رغم حسن نية التجار، فإن هذه المبادرة لا تزال محدودة في نطاقها وفعاليتها، فالكثير من المحلات التجارية أغلقت أبوابها بسبب نقص التوريدات وخشية السرقة، كما أن بعض التجار يجدون صعوبة في مواصلة عملهم في ظل ارتفاع كبير في تكاليف التشغيل وانخفاض كبير في قدرة الشراء. 

"على النوتة".. مبادرة سودانية لتخفيف ويلات الحرب على المواطنين

تاجر أصبح بطلاً في شمبات

من جانب أخر أشاد الكثير من السودانيين بأحد أصحاب المحال في مدينة شمبات يدعى الإمام التجاني الصديق أحمد ، وهو تاجر يملك متجراً كبيراً.

أصبح الإمام مصدر دعم وإغاثة لكثير من الناس في شمبات، وبحسب ما دونه السودانيين على صفحاتهم فقد عامل الجميع كما لو كان يعرفهم جيدًا. قبل الحرب، رغم أنه ليس من البلد، ولم يكن لديه دفتر ملاحظات لتسجيل الديون. لكن بعد الحرب ، أصبح لديه عدة دفاتر لتسجيل ما قدمه للناس كقروض.

طوال فترة الحرب ، كان الإمام هو المتجر الوحيد في الحي الذي يمكن أن يلبي احتياجات الناس. لكنه لم يستغل وضعهم وحافظ على أسعاره عادلة ومعقولة.

وأثرت الحرب سلبا على الوضع الاقتصادي في الخرطوم، حيث ارتفعت أسعار السلع بشكل كبير وصل إلى ثلاثة أضعاف في بعض الحالات. 

ويواجه المواطنين صعوبة في الحصول على المال لشراء احتياجاتهم، نظرا لتأخر دفع الرواتب وإغلاق البنوك وانخفاض الأنشطة التجارية والخدمية، التي كانت تمثل مورد رزق لغالبية سكان الخرطوم، الذين تقلص عددهم من 10 ملايين إلى 7 ملايين بسبب هجرة ملايين آخرين إلى المناطق الأخرى داخل وخارج السودان هربا من العنف

"على النوتة".. مبادرة سودانية لتخفيف ويلات الحرب على المواطنين

الأوضاع في السودان

ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر 2021 حالة من الاضطراب والاحتقان السياسي والأمني، بعد تقلبات في نظام الحكم. وقد تصاعدت حدة التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تتزعمها حركات مسلحة سابقة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة في عدة مناطق، خصوصا في دارفور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والنازحين.

كما تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، تتمثل في نقص حاد في المواد الأساسية والوقود والكهرباء، وارتفاع جنوني في أسعار السلع، وشح في السيولة والعملة الأجنبية. وتندلع احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية من حين لآخر.