الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

75 عامًا من المذابح والاضطهاد.. ماذا لو أُعلنت الدولة الفلسطينية ؟

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أطنان من الكلام، كتبت عن القضية الفلسطينية على مدار ٧٥ عاما هي عمر النكبة التي تحل ذكراها هذه الأيام، ولم ينل الشعب الأبي حقه حتى الآن، وقد مرت القضية بتحولات كبيرة، خلال العقود الماضية وتأثرت تأثرا مباشرا بالتطورات على الساحة العربية النابضة بالتغيرات المتلاحقة والمتسارعة. 

وليس أدل على ذلك شيئا أكثر من المفارقة التي تزامنت قبل شهر من ذكرى النكبة، حينما اندلع النزاع المسلح في السودان منتصف أبريل الماضي، بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، حيث عرضت تل أبيب التوسط بين الطرفين، وقبل عرض الوساطة الإسرائيلي بـ٥٦ عاما أشهر العرب اللاءات الثلاثة - لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل - من قلب العاصمة السودانية الخرطوم بعد أشهر قليلة من نكسة ١٩٦٧، ليتغير وضع الكيان الذي كان منبوذا قبل ٧٥ عاما بات لا يتحرج من التصريح علنا بالرغبة في التوسط لحل الخلافات بين العرب في مقترح وصف بـ"الهزلي".

وتتعلق آمال الشعب الفلسطيني بإعلان دولته، ودأب المسئولين عاما بعد عام للسير خطوات كثيرة في محاولة تحقيق هذا الحلم الكبير، ولكن لأن المنطق يضيق بهذا الحلم الكبير فلابد من فك قيوده والهرب إلى الخيال الذي يمنحنا الحرية لتصور ما نأمله وكيف ستكون "الدولة الفلسطينية" حال إعلانها وموقف الاحتلال الإسرائيلي منها.

75 عاما من المعاناة الفلسطينية

تتكئ المطالبات لإعلان الدولة الفلسطينية على قراري مجلس الأمن الدولي رقم ٢٤٢ و٣٨٣ الذي يعيد الوضع الذي كان في يوم الرابع من يونيو ١٩٦٧ قبل النكسة، ويعترف بها ١٣٨ دولة حول العالم.

ووفقا لقرار التقسيم الصادر في ١٩٤٧ بلغت مساحة الدولة الفلسطينية ٦٫٠٢٠ كم٢ منها ٥٫٦٥٥ كم٢ في الضفة الغربية و٣٦٥ كم٢ في قطاع غزة، وهي تمثل ٢٢٪ من مساحة فلسطين التاريخية قبل زرع الكيان في أرض العرب، والتي تبلغ حوالي ٢٧ كم.

ويعاني الفلسطينيون من سياسات الاحتلال الاستيطانية، خاصة في الضفة الغربية، حيث ارتفع عدد المستعمرات من مستعمرة واحدة في عام ١٩٦٧ حتى وصل إلى ١٥١ في عام ٢٠٢١ ونالت محافظة القدس نصيب الأسد من الاستيطان بـ٢٦ مستعمرة، بينما طولكرم هي الأقل بثلاث مستعمرات فقط.

بينما بلغ عدد المستعمرين ٧١٩.٤٥٢ مستعمرا وذلك في نهاية عام ٢٠٢١ والقدس هي أكثر المحافظات التي يسكنها المستعمرون حيث وصل عددهم إلى ٣٢٩.٩٥١ مستعمرا.

حدود فلسطين

وفيما يتعلق بالحدود، فإن فلسطين يحدها من الشمال لبنان وسوريا، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط وساحل يبلغ طوله نحو ٢٤٠ كيلو مترا، ومن الجنوب جمهورية مصر العربية على حدود طولها ٢٤٠ كيلو مترا ما بين رفح حتى طابا، وخليج العقبة بطول ١٠.٥كم، ومن الشرق الأردن، ويجري في فلسطين نهر الأردن الذي يبلغ طوله ٣٢٠ كلم.

تعداد سكان فلسطين

يبلغ تعداد السكان حوالي ١٤.٣ مليون فلسطيني في العالم وفقا لما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني منتصف عام ٢٠٢٢ منهم نحو ٥.٣٥ مليون فلسطيني في دولة فلسطين، ٢.٧٢ مليون ذكر و٢.٦٣ مليون أنثى، وبلغ عدد سكان الضفة الغربية حوالي ٣.١٩ مليون نسمة، بينما قدر عدد سكان قطاع غزة حوالي ٢.١٧ مليون نسمة.

5.9 مليون لاجئ فلسطيني منهم ما يزيد على ١٫٤ مليون لاجئ، في ٥٨ مخيم معترف به للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ويعيش الثلثان الآخران داخل المدن والقرى وحولها في البلدان المضيفة" 

يؤكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير عن القوى العاملة صادر العام الماضي ٢٠٢٢ بأن معدل البطالة في فلسطين بلغ ٢٤.٤٪ خلال عام ٢٠٢٢ في فلسطين، بواقع ٢٠.٣٪ بين الذكور، مقابل ٤٠.٤٪ بين الإناث.

بدأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عملها في ١٩٥٠ وكان عدد اللاجئين الفلسطينيين ما يقارب من ٧٥٠٫٠٠٠ لاجئ فلسطيني، واليوم فإن ما يقارب من ٥٫٩ مليون لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الأونروا.

يعيش ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا، أو ما يزيد على ١٫٤ مليون لاجئ، في ٥٨ مخيما معترفا به للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

اللاجئين الفلسطينيين

ويعيش الثلثان الآخران من اللاجئين الفلسطينيين داخل المدن والقرى وحولها في البلدان المضيفة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وغالبا ما يكون ذلك في المناطق المحيطة بالمخيمات الرسمية.

ويعاني الفلسطينيون على مدار ٧٥ عاما، من البطش الإسرائيلي، وكشف نادي الأسير الفلسطيني، في الذكرى الـ٥٥ لنكسة يونيو أن سلطات الاحتلال نفذت أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام النكسة ١٩٦٧. وفي ذكرى يوم الأسير الذي يحتفل به الفلسطينيون فى أبريل كل عام ٢٠٢٣، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في ٢٠٢٣ نحو ٤٩٠٠ أسير، بينهم ٣١ أسيرة، و١٦٠ طفلا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن ١٨ عاما، إضافة إلى أكثر من ألف معتقل إداري بينهم ٦ أطفال، وأسيرتين وهما (رغد الفني، وروضة أبوعجمية)، وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلون قبل توقيع اتفاقية أوسلو ٢٣ أسيرا، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ ١٩٨٥.

التربص الإسرائيلي بالإرادة الفلسطينية

وبعد استعراض شكل الدولة الفلسطينية المأمولة، فدائما ما تصطدم الآمال بالحقائق والإرادة الفلسطينية بإقامة الدولة في مجابهة العنجهية الإسرائيلية التي تتربص بهذا الحلم وتمعن في الانتهاكات لإجهاضه.

ويترسخ يقين واضح لدى قادة الاحتلال بأنه لا يمكن إقامة الدولة الفلسطينية ويتبين ذلك في تصريحاتهم المتكررة على مدى العقود الماضية، وقد أكد رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استحالة أن يكون للفلسطينيين دولة، بالمعنى الكامل وأوضح خلال حوار له أجرته صحيفة "ها آرتس" العبرية في نوفمبر من عام ١٩٩٦ رؤيته لطرح فكرة الدولة الفلسطينية وهي الفكرة التي أثيرت في الأوساط الإسرائيلية آنذاك وقال نتنياهو "إنني أرى أخطارا ملموسة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، إن الجدل الدائر في صفوف الجمهور الإسرائيلي بين الذين يزعمون أنهم يؤيدون دولة فلسطينية وبين الذين يعارضونها هو جدل مصطنع لا يمس جذور التوافق القومي".

نتنياهو

وأوضح نتنياهو أن الرفض الإسرائيلي القاطع لإقامة الدولة الفلسطينية لأنه لا توجد دولة منقوصة السيادة بمعنى أن تل أبيب لن ترضى أن تجاورها دولة فلسطينية لديها "دبابات وطائرات وصواريخ وسيطرة على مجالها الجوي، ولها القدرة على إبرام أحلاف عسكرية مع الدول الأخرى، وبإمكانها إعادة اللاجئين وتوطينهم".

فأيهما ينتصر في النهاية التربص والانتهاك الإسرائيلي أم يستجيب القدر لإرادة الشعب الفلسطيني وينجح في إقامة دولته ؟.

المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني 

مذبحة بلدة الشيخ في ٣١ ديسمبر ١٩٤٧ اقتحمت عصابات الهاجناه، قرية بلدة الشيخ  المسماة حاليا بـ"تل جنان" واستشهد ٦٠٠ إنسان.

مذبحة دير ياسين في ٩ أبريل ١٩٤٨ ارتكبتها جماعتا أرجون وشتيرن، واستشهد ما بين ٢٥٠ و٣٦٠ فلسطينيا.

 مذبحة قرية أبو شوشة في ١٤ مايو ١٩٤٨ واستشهد فيها ٥٠ شهيدا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال ضربت رؤوس العديد منهم بالبلطات.

مذبحة الطنطورة في ٢٣ مايو ١٩٤٨ هاجمت كتيبة ٣٣ التابعة للواء الكسندروني، واستشهد ٩٠ فلسطينيا دفنوا في حفرة كبيرة.

مذبحة قبية في ١٤ أكتوبر ١٩٥٣ ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتطويق قرية قبية (كان عدد سكانها يوم المذبحة حوالي ٢٠٠ شخص) بقوة قوامها حوالي ٦٠٠ جندي، واستشهد فيها ٦٧ شهيدًا.

مذبحة خان يونس في ٣ نوفمبر ١٩٥٦ ضد اللاجئين الفلسطينيين، راح ضحيتها أكثر من ٢٥٠ فلسطينيا.

وفي نفس المخيم وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى ١٢/١١/١٩٥٦ نفذ جيش الاحتلال مجزرة أخرى راح ضحيتها نحو ٢٧٥ شهيدًا من المدنيين في نفس المخيم، كما قُتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم.

المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني 

مذبحة كفر قاسم في ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ نفذت هذه المذبحة، عشية العدوان الثلاثي على مصر، حيث قام جنود الاحتلال بجمع عمال القرية العائدين من مزارعهم وأماكن عملهم في الخامسة من مساء ذلك اليوم، وقاموا بإعدامهم بدم بارد، فكانت النتيجة ٤٩ شهيدا.

مذبحة القدس في يونيو ١٩٦٧ أمطرت قوات الاحتلال القدس بالقنابل المحرقة، مما أدى إلى استشهاد حوالي (٣٠٠) من المدنيين.

مذبحة صبرا وشاتيلا في ١٦- ١٨ سبتمبر ١٩٨٢ ضد اللاجئين الفلسطينيين وراح ضحيتها ١٥٠٠ شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل.

مذبحة المسجد الأقصى في ٨ أكتوبر ١٩٩٠ اشتبك  متطرفون يهود مع أهالي القدس لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى؛ وتدخل جنود الاحتلال وفتحوا النار على المصلين؛ مما أدى إلى استشهاد أكثر من ٢١ شهيدا.

مذبحة الحرم الإبراهيمي في ٢٥ فبراير ١٩٩٤ حيث أطلق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم صلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقتل ٢٩ مصليًا وجرح ١٥٠ آخرون.

مذبحة جنين في ١ أبريل ٢٠٠٢ واستمرت ١٠ أيام واستشهد خلالها ٥٨ فلسطينيا.

أبرز القرارات الأممية الخاصة بفلسطين

29 نوفمبر 1947

قرار الأمم المتحدة  رقم 181 الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية، وإسرائيلية.

11 ديسمبر 1948 

قرار الأمم المتحدة القرار رقم 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.

8 ديسمبر1949

قرار الأمم المتحدة رقم (302 (5)) الذي أسس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا".

14 أكتوبر 1974 

قرار الأمم المتحدة الذي اعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال.

22 نوفمبر 1974 

اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني.

2 نوفمبر 1977 

قرار الأمم المتحدة باعتبار هذا اليوم يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

20 أغسطس 1980 

صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 الذي رفض الاعتراف بقرار إسرائيل ضم القدس.

مجلس الأمن

15 نوفمبر 1988 

أعلن المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية قيام "دولة فلسطين المستقلة" وقبول قراري الأمم المتحدة رقم 242 و383، الداعيين لانسحاب إسرائيل من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.

12 مارس 2022 

صدور قرار مجلس الأمن رقم 1397 والذي يذكر دولة فلسطين للمرة الأولى.

9 يوليو 2004 

أصدرت محكمة العدل الدولية في قرارًا استشاريًا أكدت فيه أن جدار الضم والتوسع الذي أقامته إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني.

23 سبتمبر 2011 

الرئيس محمود عباس، يقدم طلب  للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

31 أكتوبر 2011 

فلسطين تحصل على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو.

29 نوفمبر 2021 

فلسطين تصبح دولة "مراقب" بالأمم المتحدة.

30 سبتمبر 2015 

رفع علم فلسطين لأول مرة في مقرات الأمم المتحدة إلى جانب أعلام باقي الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية.

15 يناير 2019 

فلسطين تتسلم رئاسة مجموعة الـ77 + الصين بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة.