السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«روح العيد» تجمع المسلمين من الشرق إلى الغرب| «التهاني والتبريكات وزيارة الأقارب» ثوابت مشتركة.. والثقافة والعادات تحكم الاحتفالات في البلدان غير الإسلامية

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يمكن الحديث عن المناسبات الدينية في الإسلام دون الإشارة إلى عيدي الفطر والأضحى، فهما يعدان من أهم المناسبات الدينية في الإسلام، ويحتفل بهما المسلمون في جميع أنحاء العالم بطقوس ومظاهر مختلفة.

في عيد الفطر، يتزين المسلمون بأجمل الملابس، ويتبادلون التهاني والتبريكات، ويتجمعون في المساجد لأداء صلاة العيد، ثم يقومون بزيارة الأقارب والأصدقاء، ويتناولون وجبات شهية وحلويات تعبر عن فرحة العيد. ومن المظاهر المميزة لعيد الفطر، توزيع الصدقات والهدايا على الفقراء والمحتاجين، والتي تعبر عن روح التضامن والتعاون الاجتماعي الذي يميز المسلمين.

أما في عيد الأضحى، فتتميز المظاهر بذبح الأضاحي، وتقديم جزء منها للفقراء والمحتاجين، وتناول اللحوم والأطعمة الشهية. كما يتميز هذا العيد بزيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل التهاني، وأداء صلاة العيد في المساجد، وتوزيع الهدايا على الأطفال. ومن المظاهر المميزة لهذا العيد، التعبير عن الإيمان والتضحية بما يحب الإنسان، والتفكير في الآخرين وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتي تعبر عن أهمية هذا العيد في حياة المسلمين.

لكن هل تختلف مظاهر احتفال المسلمين بالعيد في البلدان غير الإسلامية؟.  يتضمن احتفال المسلمين بعيد الفطر وعيد الأضحى في البلاد غير العربية العديد من الطقوس والتقاليد المميزة، وتعكس هذه الاحتفالات التنوع الثقافي والاجتماعي للمسلمين في تلك البلدان.

مشاهد احتفالية مشتركة بين المسلمين حول العالم

بما أن الإسلام يعتبر إحدى أكبر الديانات في العالم، فإن احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى تشكل جزءًا هامًا من الثقافة والتاريخ المسلم، وتعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم في جميع أنحاء العالم. وتعد هذه الاحتفالات فرصة للتعبير عن الفرح والاحتفاء بالعيد، ولتبادل الحب والمودة مع الآخرين، وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية في المجتمع.

في الهند، يحتفل المسلمون بعيد الفطر وعيد الأضحى بطرق مختلفة، ويعتبر الاحتفال بالعيدين من أكبر الأحداث في البلاد. وتشمل الطقوس الاحتفالية لعيد الفطر، التحضيرات الرائعة للطعام، حيث يتم تحضير وجبات خاصة مثل "بيرياني"، كما يتم تقديم الهدايا للأطفال وزيارة الأقارب والأصدقاء. وفي اليوم التالي للعيد، يزور المسلمين الأصدقاء والأقارب الذين لا يتبادلون التهنيئات في يوم العيد الأول.

وفي بعض المدن الهندية، يتم تنظيم مهرجانات وفعاليات خاصة بالمناسبة، تتضمن العروض الفنية والرقص والغناء، وتمتد هذه المهرجانات عادةً لمدة ثلاثة أيام.

أما في إندونيسيا، فإن احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى هي من أهم الأحداث في البلاد، وتتضمن العديد من الطقوس والتقاليد. وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يتم تحضير العديد من المأكولات الشهية، ويتم تقديم الطعام للجيران والأقارب.

وفي يوم عيد الفطر، يتجه المسلمون إلى المساجد للصلاة الجماعية، ويتبادلون التهاني والهدايا. وفي يوم عيد الأضحى، يتم ذبح الأضاحي وتقديمها للفقراء والمحتاجين، ويتم تنظيم مهرجانات وفعاليات ترفيهية في مختلف المناطق.

أما في بنغلاديش، فإن احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى هي من أهم الأحداث في البلاد، وتشمل الطقوس والتقاليد الخاصة بالمناسبة. وفي يوم العيد، يتجه المسلمون إلى المساجد للصلاة الجماعية، ويتبادلون التهاني والهدايا، ويتناولون وجبات خاصة مثل "شير خورما".

أما في أوروبا، فإن احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى تتضمن العديد من الطقوس الخاصة، وتعكس التنوع الثقافي للمسلمين في تلك المناطق. وفي بريطانيا، يحتفل المسلمون بعيد الفطر وعيد الأضحى بطرق مختلفة، ويتضمن الاحتفال بالعيدين زيارة الأصدقاء والأقارب، وتقديم الهدايا والطعام للجيران والمحتاجين.

وفي أمريكا، فإن احتفالات عيد الفطر وعيد الأضحى تشمل الطقوس الخاصة بالمناسبة، وتضمن الذهاب إلى المسجد للصلاة الجماعية، وتبادل التهاني والهدايا، وتناول الطعام والوجبات الخاصة بالمناسبة.

الثقافة والعادات تحكم احتفالات البلدان غير الإسلامية

لكن، في بعض الأحيان تختلف طريقة الاحتفال بين البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، وفيما يلي سنلقي نظرة على بعض الاختلافات الأبرز بين احتفال المسلمين بأعياد الفطر والأضحى في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية.

احتفال المسلمين بعيد الفطر:

في البلدان الإسلامية، يعتبر عيد الفطر أحد أهم الأعياد الدينية، وتحتفل به جميع العائلات المسلمة. وتتميز احتفالات عيد الفطر في البلدان الإسلامية بعدة مظاهر، منها:

1- الصلاة الجماعية: يتجمع المسلمون في المساجد والساحات العامة لأداء صلاة العيد الجماعية، وهي صلاة تقام صباح أول أيام العيد.

2- التهنيئات والتبادل الاجتماعي: يتبادل المسلمون التهنيئات بالعيد، ويزورون بعضهم البعض، ويتبادلون الهدايا والحلوى والأطعمة.

3- الاحتفالات العائلية: يجتمع الأقارب والأصدقاء في بيوت العائلات لتناول وجبة الإفطار الخاصة بعيد الفطر، ويحتفلون معًا بالعيد.

أما في البلدان غير الإسلامية، فإن احتفالات عيد الفطر تختلف في بعض الأشياء، وهي كالتالي:

1- عدم وجود عطلة رسمية: في البلدان غير الإسلامية، يعمل الناس في الأيام التي يحتفل بها المسلمون بعيد الفطر، وليست هناك عطلة رسمية كما هو الحال في البلدان الإسلامية.

2- قلة الاحتفالات العامة: في البلدان غير الإسلامية، قد تكون الاحتفالات العامة بعيد الفطر أقل بكثير مما هو عليه في البلدان الإسلامية، ولا يوجد تجمعات كبيرة للمسلمين في الأماكن العامة.

3- التركيز على الاحتفالات العائلية: في البلدان غير الإسلامية، يميل المسلمون إلى التركيز على الاحتفالات العائلية في بيوتهم، وتناول وجبات الطعام الخاصة بالعيد مع العائلة والأصدقاء.

احتفال المسلمين بعيد الأضحى:

يعتبر عيد الأضحى الآخر الأعياد الكبيرة في الإسلام، ويتميز احتفال المسلمين به بعدة مظاهر، منها:

1- ذبح الأضاحي: يقوم المسلمون بذبح الأضاحي في أول أيام العيد، وتقسم اللحوم بين الأسرة والفقراء والمحتاجين.

2- الصلاة الجماعية: يؤدي المسلمون صلاة العيد الجماعية في المساجد والساحات العامة.

3- التهنئات والتبادل الاجتماعي: يتبادل المسلمون التهنيئات بالعيد، ويزورون بعضهم البعض، ويتبادلون الهدايا والحلوى والأطعمة.

في البلدان غير الإسلامية، قد تكون احتفالات عيد الأضحى مشابهة لاحتفالات عيد الفطر، ولكن هناك اختلافات بسيطة في بعض الأشياء، مثل:

1- قلة عدد المشاركين: في البلدان غير الإسلامية، قد تكون قليلة عدد المشاركين في الاحتفالات الجماعية بعيد الأضحى، ويميل المسلمون إلى الاحتفال في دورهم وفي أوساط العائلة.

2- التضحية بالمال بدلاً من الذبح: في بعض البلدان غير الإسلامية، تتم التضحية بالمال بدلاً من الذبح، حيث يتبرع المسلمون بمبالغ مالية للفقراء والمحتاجين بدلاً من ذبح الأضاحي.

3- الحفاظ على القانون: في بعض البلدان، يتطلب ذبح الأضاحي اتباع بعض القوانين والتراخيص الخاصة، وهذا ما يميز احتفالات عيد الأضحى في البلدان الإسلامية عن البلدان غير الإسلامية.

وبصفة عامة، يمكن القول إن اختلافات احتفال المسلمين بأعياد الفطر والأضحى في البلدان الإسلامية والبلدان غير الإسلامية ترجع إلى الثقافة والعادات والتقاليد المختلفة في هذه البلدان. وعلى الرغم من ذلك، فإن المسلمين في جميع أنحاء العالم يشعرون بالفرحة والسعادة في هذه المناسبات، ويحتفلون بها بطرق مختلفة ولكنها تجمعهم جميعًا على وجه العموم.

وبالرغم من الاختلافات الثقافية بين الدول، فإن هناك توحيدًا في بعض العادات والتقاليد التي تصاحب احتفال المسلمين بعيد الفطر وعيد الأضحى، وهي تعبير عن قيم الإسلام ومبادئه الأساسية. ويتمثل ذلك في الأدعية والتكبيرات التي يرددها المسلمون، والتي تعكس وحدة المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وبهذا نستطيع القول إن احتفال المسلمين بعيد الفطر وعيد الأضحى في البلاد غير العربية يختلف من دولة لأخرى، إلا أنه يتشارك في بعض العادات والتقاليد الخاصة بهذه المناسبات، والتي تعكس قيم الإسلام ومبادئه الأساسية. كما تعد هذه الاحتفالات فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية في المجتمع، وتعزيز الوحدة والترابط بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.