الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مجلس أساقفة إيطاليا ينظم ندوة وطنية حول حماية الخليقة: مقابلة مع الأب بينيامي

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستضيف روما أعمال الندوة الوطنية التاسعة عشرة حول حماية الخليقة تحت عنوان "بناء السلام ضمن الانتقال الإيكولوجي" نظمها مجلس أساقفة إيطاليا.

 وقد شارك في الأعمال الأب برونو بينيامي، مدير المكتب الوطني المعني بالشؤون الاجتماعية والعمل التابع لمجلس أساقفة إيطاليا الذي دعا إلى وقف الحرب الدائرة في أوكرانيا لأنها تقضي على الأخوة وتشوه الخليقة لكونها لوثت الأرض والهواء والمياه.
سلط المؤتمرون الضوء على المشاكل التي يعاني منها سكان العالم اليوم، لاسيما شرائح المجتمع الأشد فقرا، ودعوا إلى الاستمرار في عملية الانتقال الإيكولوجي من أجل أجيال اليوم والغد، تماشياً مع أجندة الأمم المتحدة لعام ٢٠٣٠ بشأن التنمية المستدامة، مع التشديد على الدعوات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل ارتداد إيكولوجي متكامل لاسيما في رسالته العامة "كن مسبحا"، التي صدرت لثماني سنوات خلت. وتطرق المؤتمرون إلى الرباط القائم بين الحرب والأزمة الإيكولوجية، ما يتطلب وضع خطة بعيدة النظر تعود بالفائدة على البيت المشترك.

على هامش الأعمال أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب بينيامي الذي استهل حديثه متوقفاً عند الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا منذ أكثر من سنة وقال إن النزاع قضى على القطاع الزراعي ونشاط المرافئ مشيرا إلى أن هذين القطاعين مرتبطان ببعضهما بشكل وثيق لأنهما يسمحان بتصدير القمح إلى مختلف أنحاء العالم. ولفت إلى مخلفات الحرب المتواجدة في الحقول والطرقات وكل مكان، مشيرا إلى التعرض للمحميات الطبيعية في أوكرانيا على مساحة بلغت مليون هكتار تقريباً هذا ناهيك عن القصف الذي تعرضت له المصانع الكيميائية وما ترتب على ذلك من نتائج مأساوية على الصعيد البيئي. وتساءل: من ينبغي أن يدفع الثمن؟ هل باستطاعتنا أن نحدد المسؤولين ونوقف الأفعال التي تتسبب بكوارث بيئية؟

تابع الكاهن الإيطالي حديثه لموقعنا مشيداً بالجهود التي يبذلها صانعو السلام، ومشددا على ضرورة ألا نبقى أسرى المادية التي تقيس كل شيء بالمقياس الاقتصادي ولا تستثمر في العلاقات. وأوضح أن هذه الندوة تندرج في إطار المسيرة السينودسية للكنيسة الإيطالية، التي تعيش مرحلة من الإصغاء في إطار ما يُعرف بـ"ورشات بيت عنيا".

ورأى الأب بينيامي أن عملية الانتقال الإيكولوجي يمكن أن تتكلل بالنجاح إذا ما أُخذ في عين الاعتبار البعد المتكامل للإيكولوجيا، وهذا ما طالب به البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحا". وأكد الكاهن الإيطالي أن الإنسان مدعو اليوم إلى مقاسمة موارد الكرة الأرضية، وقال إنه إزاء الخيور المشتركة كالمياه والطاقة ليس كافياً أن نتبنى اليوم حلولا مبسطة، إذ ثمة حاجة لشجاعة المقاسمة.

ختم مدير المكتب الوطني المعني بالشؤون الاجتماعية والعمل التابع لمجلس أساقفة إيطاليا حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أن الرسالة العامة المذكورة فتحت أمامنا درباً، وتحدث عن وجود العديد من الخبرات الجميلة والمبادرات الهامة التي يمكن أن تُصبح نماذج يُحتذى بها مع أن هذا الأمر ليس كافياً إذ لا بد من الاستثمار على صعيد التربية والتنشئة، كما ينبغي أن تُدرج هذه المواضيع ضمن التأملات اللاهوتية والثقافية.