الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نحو استراتيجية لتنمية القرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظمت الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة الشاعر مسعود شومان - التابعة لهيئة قصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن - مؤتمرها الثاني حول القرية المصرية، في مقر قصر ثقافة الشرفا بمحافظة القليوبية، تحت عنوان "نحو استراتيجية لتنمية القرية المصرية".
وتأتي أهمية هذا المؤتمر - بالنظر إلى ما تعانيه هذه القرية من تصاعد مشكلات الفقر والأمية والبطالة، وسطوة الرجعية الدينية والاجتماعية، وتعرض أراضيها الزراعية لعمليات النهب والاستيلاء المنظم - في الوقت الذي يعيش فيها ما يزيد عن 41 مليون نسمة، بنسبة تصل إلى (57 % من سكان مصر في القرى، وعبر مسيرة تاريخها الممتد، شكل فلاّحو قرى مصر الكتلة الأساسية التي كابدت البؤس والعوز، وحكمتها ممارسة العسْف والقمع، وإن واجهته بصوْغ أنماط من الإبداع اليومي، تعددت وتداخلت - ما بين إبداع المشاركة وإبداع التحايل، وإبداع المقاومة، والإبداع التكنولوجي، والإبداع الشفاهي - ورغم صعوبة وضع حدّ زمني قاطع بين مرحلة وأخرى من مراحل التحول الذي أصاب القرية المصرية، يمكن القول إن سياسة الانفتاح منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، قد تولدت عنها آثار سلبية، لعل من أهمها: صدور تشريعات تدعم احتكار الأرض الزراعية في أيدي أغنياء الفلاحين، وإطلاق حرية الاستثمار الرأسمالي دون تدخل من الدولة، وترك العنان لآليات السوق لتتحكم في النشاط الزراعي، وهو ما نتج عنه تحويل الزراعة المصرية إلى زراعة رأسمالية، تقوم على استخدام العامل المأجور في الإنتاج للسوق، ما أدّى إلى عجز صغار الفلاحين عن المنافسة، وخاصة مع إلغاء دعم مستلزمات الإنتاج، واحتكار تسويق المحاصيل، والتوسع في الأنشطة الرأسمالية المكمّلة: مزارع دواجن، الاتجار في العلف، تأجير الآلات الزراعية.. إلخ، وما استتبع ذلك من انخفاض دخول الفئات الأدنى من الفلاحين، وقد توزّعت أعمال المؤتمر حول محاور ثلاثة: ناقش أولها موضوع التعليم كآلية رئيسية في تنمية القرية، وقارب الثاني دور المؤسسات الأهلية والرسمية، وتصدى الثالث للتعرف على دور الإعلام في منظومة القيم، فيما ناقشت إحدى موائده المستديرة موضوع المؤتمر، تحت عنوان "القرية المصرية والطريق إلى التنمية".
رأس المؤتمر حسنين كشك، صاحب الاهتمام البارز بقضايا ومشكلات القرية المصرية، وحرص الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس هيئة قصور الثقافة، على حضور جلساته، وكان للشاعر مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، جهد واضح في إعداده والتحضير له، عبر دعوته إلى إعادة "وصف مصر" من خلال بعثات علمية من الباحثين والأدباء والفنانين والمثقفين، تستهدف اكتشاف مصر بعيون وأقلام أبنائها.
ويبقى القول، إن الموضوعات التي تداولها المؤتمر - ووفقا لعنوانه في صوغ رؤية استراتيجية لتنمية القرية المصرية - كانت في حاجة إلى مزيد من استبصار آليات هذه الاستراتيجية وإمكانات تحقيقها.