السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جوامع مصر| "مسجد الرفاعي".. مقام و8 أضرحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ميدان القلعة، وهو واحد من أهم ميادين القاهرة التاريخية، يقع "مسجد الرفاعي"، المواجه لجامع السلطان حسن. لكن، يفصل بين كلا المسجدين اللذين يواجهان بعضهما نصف قرن من الزمان، فقد بدأ بناء جامع الرفاعي عام 1869، بينما جامع السلطان حسن أنشأ في عام 1359.
بينما كان جامع السلطان حسن يقف موضعه، كان يُقابله مسجد يسمى "ذخيرة الملك"، قد بني في عصر الدولة الفاطمية، وتحول بعدها إلى مقام للشيخ "علي أبو شباك"، وهو حفيد الإمام الرفاعي، إلى أن أمرت والدة الخديوي إسماعيل، خوشيار هانم، وكيل ديوان الأوقاف حسين باشا فهمي، ببناء جامع كبير يلحق به مدافن لها وأسرتها عام 1869. واستوردت مواد البناء من أوروبا، مثل الرخام الإيطالي. 

نتيجة بحث الصور عن جامع السلطان حسن


وقد سمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى مقام الشيخ علي أبو شباك حفيد الرفاعي، وكان المقام اسمه "زاوية الرفاعي"، ونسب بالخطأ إلى الإمام أحمد الرفاعي المدفون بالعراق.
يتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ حوالي 6500 متر، خصص أكثر من ألف متر للصلاة، والباقي للمدافن والملحقات، ويعلو الجامع منارتان أقيمتا على قواعد مستديرة. وتمتاز مداخل المسجد كونها شاهقة، وتكتنفها أعمدة حجرية ورخامية تنتهي بتيجان عربية، وزينت الواجهات بالشبابيك النحاسية. ويتوسط الجهة الغربية المدخل الملكي، الذي يمتاز بأعمدة حجرية ذات قواعد رخامية مزخرفة. ويوجد بالناحية البحرية للجامع 6 أبواب، 4 منها تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، وكانت أولى هذه الحجرات قبور لأبناء الخديوي إسماعيل. 
ومثّل التقسيم الثلاثي لأغلب أجزاء المسجد انعكاس لفكرة تقسيم البازيلكا الذي بدأ في العمارة الإسلامية منذ العصر الأموي، ويعتبر المسجد من أول المباني التي استخدمت مادة الأسمنت في بنائها في تاريخ العمارة الإسلامية، وكان ذلك مؤشرًا للانتقال إلى العصر الحديث.
ووفق تصريح سابق لمدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة السياحة الدكتور عبد الرحيم ريحان "يُضاهي تخطيط المسجد وطرازه المعماري كنائس أيا صوفيا والكاتدرائيات المسيحية في روما".

نتيجة بحث الصور عن كنائس أيا صوفيا


أمّا رواق القبلة، فهو عبارة عن مساحة مربعة مغطاة بقبة ذات مقرنصات، ترتكز على 4  أكتاف، في أركان كل منها 4 أعمدة رخامية بتيجان منقوشة ومذهبة. ويحيط بالقبة أسقف خشبية مزخرفة بنقوش مذهبة، ويتوسط الجدار الشرقي المحراب المكسي بالرخام الملون، وطعم المنبر الكبير المجاور للمحراب حشواته بالسن والأبنوس وخشب الجوز.
توجد بالمسجد 8 أضرحة، ويستقر ضريح خوشيار هانم -التي توفيت عام 1885 قبل إتمام بناء المسجد- وضريح ابنها الخديوي إسماعيل في حجرة واحدة. ويقع ضريح الملك فؤاد الأول على يمين المدخل الملكي للجامع، وكسيت جدرانه بالرخام الملون، ويجاوره قبر والدته الملكة  فريال، زوجة الخديوي إسماعيل، وأم الملك فؤاد.
وفي الحجرة الثالثة تقع رفات الملك فاروق، الذي سمح بنقله الرئيس الراحل محمد أنور السادات. أيضا، هناك ضريح جنانيار هانم، شقيقة فرندياند ديليسبس مهندس قناة السويس، والتي كانت زوجة للخديوي إسماعيل، ويتميز شاهد ضريحها بتصميمه على طراز العمارة المسيحية، ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية.
آخر الأضرحة هو ضريح محمد رضا بهلوي، آخر شاه لإيران، والذي قضى ما تبقى من حياته في مصر، بعد انهيار نظامه وقيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وقد أمر الرئيس السادات بدفنه بجامع الرفاعي بعد وفاته عام 1980، ووضع على القبر تركيبة رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، وبجوارها اسم الشاه باللغة الفارسية.