الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مستقبل معتم.. تأثير الاحتجاجات على الاقتصاد الإيراني

الاحتجاجات الإيرانية
الاحتجاجات الإيرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما زالت الاحتجاجات المندلعة في جميع أرجاء إيران بسبب مقتل الكردية الشابة «مهسا أميني» منتصف سبتمبر الماضي، تلقي بظلالها على نظام الملالي، وكان آخر تداعياتها التأثير السلبي الذي تركته على الاقتصاد المنهار من الأساس، والعملة المحلية المتدهورة، بجانب تراجع فرص البلاد في توقيع اتفاق نووي مع الغرب يحقق شروطها.


وفشلت الأجهزة الأمنية الإيرانية حتى تلك اللحظة في احتواء تلك الاحتجاجات، وبدلًا من أن يخرج المرشد الأعلى للثورة «علي خامنئي» للتحاور مع المتظاهرين، لا يزال هو ومسؤولوه يزعمون أن استمرار الاحتجاجات حتى الوقت الراهن، بسبب «دعم من أعداء البلاد في الخارج».

أزمات اقتصادية

وسجلت العملة الإيرانية الثلاثاء 11 أكتوبر 2022، انهيارًا غير مسبوق أمام الدولار الذي حقق ارتفاعًا بتسجيله 42 ألف تومان مقابل الدولار الواحد، بعدما كان قبل الاحتجاجات يبلغ 31 ألفًا فقط، بجانب ارتفاع نسبة التضخم، وارتفاع أسعار شراء الذهب وإقبال المواطنين على البيع لتحسين أوضاعهم المعيشية المتدهورة، وهذا بدوره أدى إلى قيام بعض التجار بإغلاق محالهم جراء استمرار الاحتجاجات واستمرار التراجع في قيمة العملة.

ونقلت صحيفة "التجارة نيوز" الإيرانية عن عدد من الخبراء الاقتصاديين، قولهم، إن هناك جملة من الأسباب وراء تدهور الاقتصاد الإيراني بجانب الاحتجاجات، إذ يوجد الفساد المستشري في مؤسسات نظام الملالي الحكومية، والعقوبات الأمريكية التي من المتوقع في حال استمرارها وتفاقمها في المستقبل أن ينهار كل شيء في البلاد خاصة مع تزايد أعداد الفقراء وارتفاع حدة الاضرابات التي تشهدها عدد من القطاعات العمالية جراء تدهور أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

تأثير انقطاع الإنترنت

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل نجم عن الاحتجاجات اتجاه نظام الملالي كعادته لقطع الإنترنت عن البلاد حتي لا يتم نقل الصورة التي يتعامل بها مع مواطنيه إلى المجتمع الدولي، ومن ثم أثر ذلك بشكل سلبي على القطاعات التجارية والاقتصادية وأيضًا الصحية التي كانت تعتمد على "الإنترنت" وهو ما تسبب في تضرر سبل عيش بعض التجار، ومن ثم خسائر اقتصادية جمة قدرتها شركة «نت بلوكس» بـ 1.5 مليون دولار في الساعة أي ما يعادل 45 مليار تومان، ما يعني أن ألف مليار تومان يتضرر يوميًّا اقتصاد إيران.

تأثير سلبي

يقول الدكتور مسعود إبراهيم حسن، الباحث المختص في الشأن الإيراني، إن الاحتجاجات سواء من المرأة أو العمال تركت بالفعل تأثيرًا سلبيًّا على الاقتصاد الإيراني المتهالك نتيجة فشل سياسات نظام المرشد خلال السنوات الماضية في حل أزماته الاقتصادية التي تفاقمت جراء العقوبات الأمريكية والغربية التي انهكته عبر السنوات الماضية.

ولفت «حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن انقطاع الإنترنت عمدًا لوقف هذه الاحتجاجات تسبب في تضرر عمل عدد من المؤسسات وخاصة القطاع الصحي.

وبشأن تأثير الاحتجاجات على الاتفاق النووي، أضاف أن نظام الملالى تمني لو أن بلاده وقعت اتفاقًا مع الغرب قبل اندلاع هذه الاحتجاجات، لأن ذلك كان سيسهم في تقوية هذا الاقتصاد إلى حد ما، ولكن الآن ما زالت الدول الغربية غير واضحة ما إذ كانت ستوقع الاتفاق مع إيران أم لا، ومع ذلك يجب القول أن طهران ما زالت تراهن على استغلال الحرب الروسية الأوكرانية لصالحها، بسبب حاجة أوروبا إلى الوقود وهو ما سيدفعها لتوقيع اتفاق مع إيران وإدخال نفطها مرة أخرى إلى السوق الإيراني، وهذا في حال توقيع الاتفاق فإنه سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد المنهار.