السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بعد طردهم للإخوان.. رئيس تحرير «البوابة» تحاور الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا الشيخ عبدالصمد اليزيدى: ندفع فاتورة الجماعات الإرهابية.. واليمين المتطرف يتخفى وراء «الأسلمة»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد طردهم للإخوان.. رئيس تحرير «البوابة» تحاور الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا

الشيخ عبدالصمد اليزيدى:  ندفع فاتورة الجماعات الإرهابية.. واليمين المتطرف يتخفى وراء «الأسلمة»

لدينا أنشطة لمحاربة الفكر المتطرف.. ونحث الوعاظ والشيوخ على إتقان الألمانية لإيصال رسالتهم بسلاسة

نستفيد من بعض مبادرات الأزهر وخاصة وثيقة الأخوة الإنسانية ونعقد لقاءات بين الكنيسة والقيادات الإسلامية

«الفضاءات الآمنة» مشروع مدعوم حكوميًا لمنع استغلال المساجد من أصحاب الفكر المتطرف

أعددنا أفلام كارتون وبعض الأفلام والتسجيلات لتثقيف الشباب لمنع تأثرهم بالفكر المتطرف

ليست لدينا تمويلات خارجية.. وميزانية المجلس من التبرعات والاشتراكات وشراكات مع الحكومة الألمانية

المجلس يعمل على توحيد كلمة المسلمين وتشكيل مرجعية لهم فى ألمانيا

انتخب المجلس الأعلى للمسلمين، قيادات جديدة، بالإضافة إلى تجديد الثقة في الشيخ عبدالصمد اليزيدي كأمين عام، نتيجة للدور الهام الذى يمارسه الأمين العام في تعضيد العلاقات ومد الجسور بين العرب عامة والمسلمين بالأخص مع باقي الديانات والثقافات.

وساهم أيضا الشيخ عبد الصمد اليزيدي في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين بالتعاون مع الخارجية الألمانية والكنيسة بمختلف طوائفها هناك، كما كان له دور حيوي مع الحكومة الألمانية وعلاقات دولية مميزة جعلته يلقى استحسان الحكومة الألمانية  وغيرها من دول الاتحاد الأوربي.

ولعب الشيخ عبدالصمد اليزيدي دورا واضحا في التحقق بشأن بعض المؤسسات الإسلامية، والتي كان يثار حولها لغطا كبيرا حول انتمائها لجماعة الإخوان، فقرر المجلس أن ينعقد في يناير الماضي افتراضيا من خلال الجمع العام للمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، أعلى هيئة تقريرية في المجلس، وكان من بين أهم المواضيع المدرجة على جدول الأعمال اقتراح إلغاء عضوية منظمة «الجماعة الإسلامية الألمانية (DMG)» المعروفة سابقا باسم «التجمع الإسلامي في ألمانيا (IGD)» واستبعادها، وكل الجمعيات المنضوية تحتها من المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وفروعه الولائية.. وتمت الموافقة على الاقتراح من قبل الجمع العام بأغلبية الثلثين التي ينص عليها القانون الأساسي للمجلس الأعلى، وللدور الإعلامي الذي تتبناه مؤسسة «البوابة» بقيادة رئيس مجلس إدارتها ومؤسساتها الأخرى في التصدي لكل خطابات الكراهية وكشف الحقيقة عن بعض تيارات اليمين المتطرف وبعض الجماعات الإسلامية وللتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا  تحاوره اليوم على صفحاتها.. وفيما يلى نص الحوار: 

■ ما دور المجلس الأعلى.. وماذا يقدم للمسلمين فى ألمانيا وأوروبا؟

- المجلس الأعلى للمسلمين من أقدم وأبرز المؤسسات التي تعمل على الحقل الديني في ألمانيا، واستطاع أن يكون المؤسسة الأكثر وجودا في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الأكثر تفاعلا مع الجهات الرسمية سواء الحكومية أو المجتمع المدني. 

تأسس المجلس عام 1987 على يد المواطنين الألمان، والفكرة كانت ضرورة وجود مؤسسة للمسلم الألماني تشكل له مرجعية، والمجلس يعمل على ثلاثة محاور، أولًا، مجال التقدير العلمي لأمور المسلمين، ونحاول من خلال هذا المحور التنسيق بين أعضاء المجلس، خاصة أنه يتبعه أكثر من 300 مسجد في ألمانيا، ثانيًا، حتي تكون هناك استفادة من تجارب المساجد من بعضها البعض، وثالثًا، المجالات التمثيلية، فنحن نخاطب الحكومات، الإعلام، ونعلم أن الدول الأوروبية لديها أنظمتها العلمانية التي تهدف لفصل الدين عن الدولة، إلا أن علمانية ألمانيا بالتحديد، خاصة، فهي تقر في دستورها نوعًا من التشاور بين مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية.

مؤسسات الدولة معروفة بإدارتها بحكوماتها وبمن يمثلها، أما عن المؤسسات الدينية فنحن من يمثلها، أما في مصر فهناك وزارة للأوقاف وهناك مجلس للشئون الإسلامية، والأقليات غير المسلمة لديها مجالسها الخاصة.

عندنا الأزهر الشريف يقوم بدوره الذي لا يقتصر علي مصر فقط، بل يشمل العالم، وهذا الأمر غير موجود في السياق الأوروبي، فنحن من خلال مبادراتنا الجماعية كان علينا تأسيس مجالس تقوم بهذه الأدوار.

كما يشارك المجلس في المحافل الدولية، والذي يميز المجلس هو أنه مؤسسة ألمانية بامتياز، ونحن الأعضاء لا ننظر إلى أنفسنا على أننا جالية، فنحن ننطلق من منطلق المواطنة التي في الحقيقة أسسها رسول الله صلي الله عليه وسلم، من خلال وثيقة المدينة المنورة، فكانت تنص على التعاون بين مكونات المدينة، الذي كان مجتمعا متعددًا، به اليهود، وطوائف مختلفة. 

الذي يميزنا أيضًا التعددية الموجودة داخل المجلس، ففي ألمانيا هناك أكثر من 4.5 مليون مسلم، أكثر من ثلاثة ملايين منهم من أصول تركية،  لهم مجالسهم التركية، التي تدار من هناك.

ونحن في المجلس لم نسلك هذا الاتجاه، فجعلنا المواطنة الألمانية جامعة للجميع، فنحتضن بالمؤسسة مسلمين ألمان من أصول مغربية وغربية وشرقية ومن مختلف دول العالم، وهذا التنوع ما نتحدث عنه. بجانب ذلك فعندنا أيضًا تنوع مذهبي، وتنوع لغوي أيضًا، ولكن الذي يجمع الجميع هو المواطنة، أعتقد أنه إذا فهمنا معنى المواطنة بالمعنى الصحيح، فسنصبح فعالين بالمجتمع، ونأمل أن يكون المجلس فعالا يفيد المسلمين وغير المسلمين كذلك، فالمواطنة تشمل الجميع.

■ كيف تتعاملون مع ظاهرة الإسلاموفوبيا وتقدمون الصورة الصحيحة للإسلام؟

- هذا الموضوع مهم جدًا، الإسلاموفوبيا تضر المجتمعات التي نعيش فيها، وليس المسلمين فقط، فهذه التيارات والأحزاب اليمينية المتطرفة، التي رفعت شعار محاربة الإسلام، والمسلمين أيضًا، هي في الحقيقة تحارب القيم التي تأسست عليها هذه الدول.

ألمانيا في الحقيقية، حتى وقت قريب، كانت تشكل استثناء إيجابيًا، فالتيارات اليمنية المتطرفة لم يكن لها حضور كبير على المستوى الرسمي أو الشعبي، مثل الذي نراه في الدول الأخرى، ولكن بعد عام 2015 استقبلت ألمانيا اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان والدول الأخرى الكثيرة، واستقبلت أكثر من مليون لاجئ في عام واحد، وهذا الواقع استغله المتطرفون للتخويف من أسلمة ألمانيا، والمسلمون يروجون بأن هذه الثقافات جاءت بهذا الكم الهائل إلى ألمانيا، لا تستطيع أن تندمج في المجتمعات الأوروبية بينما العكس صحيح، فديننا يأمرنا بأن نكون فعالين إيجابيين ومندمجين، ويعطي للأعراف حقها، فلذلك نعد هذه سياسة تخويف ساعدت بأن يتغير الأمر في ألمانيا، وفي الحقيقة تعاني النساء المحجبات من الاضطهاد وسط الشارع، وكذلك المساجد يتم الاعتداء عليها، ونحن لا نرى هناك أي تضامن اجتماعي بالشكل الذي يجب أن يكون، كأن قضية المسلمين قضية هامشية.

■ ما سبب الاضطهاد الذى يتعرض له المسلمون.. وهل للجماعات المتطرفة يد فى ذلك؟

- نحن أردنا أن نحلل هذه الظاهرة، وننظر لها من عدة زوايا مختلفة، وبالفعل وجدنا أن هناك مشاكل داخلية، وهناك الكثير ممن ينتسبون إلى الإسلام، واستغلوا هذا الدين الذي يدعو للسماحة والاحترام والتعايش والرحمة، واستباحوا الدماء وفعلوا فظائع ومارسوا الإرهاب، وهذا جزء من الإشكالية التي نعيشها.

وجزء آخر يتعلق بنا نحن لم نسهم بالطريقة الصحيحة في أن نكون جزءًا من المجتمعات التي نعيش الكثير منها، ولا نتصالح مع مصطلح المواطنة إنما ما زال ينظر إلى نفسه كجالية، والجالية أنك لا تبقي ولا تستمر، ولا يرى نفسه أنه جزء من المجتمع، ولا يستطيع أن يكون إيجابيًا فيه.

وهناك جزء خارجي هو أن هناك جزءا من المجتمع الألماني، لديه نزعه الفاشية والنازية، وعدم قبول الآخر، ووجدوا في محاربة الإسلام والمسلمين تلك العنصرية التي أفصحوا بها على الملأ وفي العلن، وهناك معاداة للسامية في الخفاء، ولكنهم لا يجرؤون على التصريح بها، فأصبحت الإسلاموفوبيا متاحة للجميع.

ومن أوساط البرلمان هناك نواب بأحزاب متطرفة، وفي بعض الأحزاب الكبيرة التي لها ثقل في تاريخ ألمانيا يتحدثون عن الإسلام بصفة عامة بأنه أيدلويوجية، وفيروس يجب أن يحاصر وهذا يعد ظلما كبيرا، وللمسلمين في هذه القضية جزء نتحمله، فنحن علينا أن نصحح مفاهيمنا وتصرفاتنا.

■ هل هذا يضع عليكم تحديات كثيرة فى فكرة الاندماج وتقديم صورة تليق بالمسلمين، وما دور المجلس فى هذا الصدد؟

- نحن عندما ذكرنا أدوار المجلس هناك تنسيق ودور لعلمائنا، ويجب أن يكونوا قدوة، فنحن في المجلس ندعو عند كل انتخابات تشريعية المسلمين للمساهمة بأصواتهم والمشاركة بقوة لأن هذا دليل على إحساسهم بالانتماء، ونحن لا ندعوا لانتخاب حزب معين على حساب آخر، لكن ندعوا للمشاركة السياسية والمجتمعية والدولية، والمساهمة في الإعلام لأن هذا وطننا.

أعتقد أن مصطلح الاندماج متجاوز، فالذي يجب أن يحل محله من وجهة نظري، هو مصطلح المواطنة، لأنه الذي يندمج هو الذي يعترف أنه ليس جزءا من المجتمع، وهو غريب عن المجتمع، ولكن أنا ولدت في ألمانيا ووالدتي ووالدي وجدي كانوا في ألمانيا، ولدي ابن يبلغ من العمر 20 عاما ويسكن في ألمانيا، وكيف بعد كل هذا أقول إنني غريب، هي دولتي وهي وطني، وهذا لا يعني أن أصولي المغربية تتعارض مع انتمائي لألمانيا.

ونحن ذكرنا بأن رسول الله صلي عليه وسلم أسس مفهوم المواطنة في المدينة المنورة، وأسس بأن ذلك اليهودي الذي عاش جارك مواطن مثلك. 

■ ما هى البرامج التى تقومون بها لتفعيل هذا الاندماج والإيمان بفكرة المواطنة؟

- برامج المجلس في هذا الصدد كبيرة جدا، فلدينا حضور وموقع رسمي، ومنصات علي وسائل التواصل الاجتماعي نشرح فيها أنشطتنا المختلفة، على سبيل المثال نعمل مع الأئمة والواعظات من أجل تعلم اللغة الألمانية، لأن أبناءنا يتحدثون اللغة الألمانية أكثر من اللغة العربية، ونحن نهتم ونعتز باللغة العربية وهي لغة القرآن وهي جزء من هويتنا، ولكن الواقع الذي يعيش في المجتمع الألماني ويتربي هناك يعلم أن اللغة الألمانية هي اللغة الأساسية التي يتواصل بها.

ونريد من الأئمة والواعظات أن يتحدثوا مع الشباب باللغة الألمانية، فلدينا بعض البرامج التي نحاول من خلالها أن نؤثر على الواعظات والأئمة، كما لدينا برنامج متخصص بهذا الشأن مع معهد جوته، ومع بعض المؤسسات المغربية التي دعمت الأئمة في تكوينهم لغويًا وثقافيًا فيما يتعلق بالواقع.

هذه الدعوات للمشاركة في الانتخابات والمجتمع المدني بجميع مكوناته وكل ذلك يسهم في تحقيق المواطنة، ولدينا أنشطة أخرى على سبيل المثال لمحاربة الفكر المتطرف، ودائما عندما نتحدث عن الإسلاموفوبيا يجب أن ننظر للقضية من جوانب مختلفة، فهناك حقيقة من أبناء جيلنا وبعض التيارات والحركات التي تستغل الدين لكي تمرر أجندات سياسية ولذلك يجب أن نحاربه جميعًا ونقف ضده ونوضحه.

وفي هذا نحن المجلس نتخذ نهجا فريدا في السياق الأوروبي وهو أننا نحن مؤسسة مستقلة، ولا تتدخل بها أي جهة خارجية، ولكن في نفس الوقت ندمج صورة تواصل بين ألمانيا وبمؤسسات العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي، ونستفيد مثلا من بعض مبادرات الأزهر الشريف، يجب علينا أن نذكر المبادرة الرائعة التي أقامها شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان، فهي وثيقة أخوة أخرجوها للإنسانية، نحن نشتغل عليها ونحن لدينا خلال هذ العام في فبراير لقاء مع الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا لقاء بين القيادات الإسلامية وبين القيادات الكاثوليكية.

وكان موضوع الحوار هو وثيقة الأخوة الإنسانية، كما أن هناك من الوثائق والمبادرات حول العالم الإسلامي التي تستحق دعمها، ونشجعها، ونحن نعتبر أن هذا سوف يسهم في تصحيح الأفكار الخاطئة عن الإسلام والمسلمين. 

■ هل لديكم برامج للحفاظ على الشباب المسلم من محاولة التجنيد للفكر المتطرف؟

هذه نقطة مهمة جدًا، سوف أذكر نموذجا حول ذلك «الفضاءات الآمنة»، وهذا مشروع مدعوم من الحكومة الألمانية لمنع استغلال المساجد للتجنيد أو تسويق أفكار دخيلة على الإسلام، فبدأ المجتمع يتحدث حول المساجد تطلق لنا الإرهابيين والعنصريين، هذه المساجد حولنا مفهومها إلى فضاء أمن، يحقق الأمن الروحي للمسلم وغير المسلم أيضًا، ولا يخرج منه إلا كل الخير.

ونرتب أيضأ أنشطة مع شباب لهم فكر ومستوى علمي متنوع يقومون بترشيد الشباب وتصحيح المفاهيم، وبشرح لهم أسس الدين الذي تأسس علي الرحمة والتعايش، وكان هناك أيضًا مشروع آخر، دعمته المفوضية الأوروبية، ونعمل فيها على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الكثير من التيارات المتطرفة تستغل يويتوب وفيسبوك، لتمرير أجنداتها الخبيثة، فقمنا نحن بترجمة وإعداد أفلام كارتونية، وبعض الأفلام والتسجيلات التي فيها حوارات مع مشايخ عديدة باللغة الألمانية، لكي يجد الشاب المسلم الألماني البديل، لأننا نحن لا نكتفي بأن نشير بالأصابع إلى موضع الخلل.

■ هناك دول أوروبية مثل فرنسا يعاني فيها المسلمون من المحصصة بالمدارس والمساجد، هل تعاني ألمانيا نفس الإشكاليات؟

- هناك بعض الحالات لاستغلال القومية، حتي يصل الأمر لأن توضع فوق المواطنة، فنحن عندما ندعو إلى المواطنة نلغي هذه الأفكار، كيف نطلب نحن كمواطنين ألمان من مصر مثلًا أن تأتي لتحل مشاكلي، وأنا مواطن ولدت في هذه الدولة، وعندي كل الحقوق القانونية التي أستطيع من خلالها حل المشاكل، وعلى الأقل أسعي لتحقيق المصلحة العامة، فلذلك ليس هذا منهجنا، فحتي بداخل ألمانيا الكثير من المؤسسات، التي تأسست على النهج القومي، ولكن نحن نرى أنه ليس لها أي مستقبل، والمستقبل هو بالاعتراف أولًا ثم تفعيل المواطنة الشاملة.

■ ميزانية المجلس من أين تأتي؟ وهل توجد رقابة عليها؟

- المجلس ليس لديه أي تمويلات خارجية، من انخراطات المساجد المنطوية تحته، والأموال التي تضعها متواضعه جدًا «من خلال التبرعات»، وليست تبرعات فقط، ولكن هناك أيضأ اشتراكات سنوية لكل مسجد يريد أن يكون عضوًا، يدفع اشتراكا رمزيًا، بجانب أنه لدينا شراكات مع الحكومة الألمانية وعندنا تمويلات ولكن في المجال الديني المحض.

الدولة تبقي دولة علمانية، ولا تمول الشأن الديني، ولكن لدينا شراكات وتمويلات ونعمل علي اللاجئين من أجل إدماجهم في المجتمع.

وفي الأساس القانون الألماني لا يجرم أن يكون هناك دعم خارجي، ونحن كذلك لا ندعوا إلى تجريم هذا الأمر، ولكن يجب أن يكون هناك شفافية، وأن يكون هناك استقلالية أيضًا، ونحن كمجلس على استعداد لأن نتعاون مع مؤسسات دولية، ونحن وفي تعاون مع مؤسسات دولية بالفعل، نشتغل على برامج تفيدنا وتفيدهم أيضًا، من منطق رابح رابح، بشفافية كاملة مؤسساتنا مسجلة بطريقة قانونية في المحاكم الألمانية، وبالتالي حتى الأموال التي تدخل لابد أن تدخل بحسابات رسمية، وأن تصرف بطريقة رسمية، فهناك عليها رقابة.

■ ماذا عن فكرة الأسلمة.. وما يقلق الغرب من هذه الفكرة والتدخل في قيم وهوية المجتمع الأوروبى؟ 

- الأسلمة هي نتيجة سياسة التخويف، وهناك من الناس من يحملون في داخلهم نزعة عدائية لكل آخر، ويجدون في قضية الإسلام، وتهمة الأسلمة هذا المتنفس، وكذلك هناك من بني جلدتنا من يحسبون على الإسلام، ومن المسلمين من يغذون هذا التوجه، ويساهمون فيه بطريقة بشعة، أي أن هناك أصوات في المانيا تقول إننا نحن مسلمون ولكن الإسلام أيديولوجية كذا وكذا، ولا يقولون طائفة معينة أو حركة معينة من يغذي هذا التطرف، والذين نحن نحاربهم، والأسلمة هذه عنوان يختفي وراءه العنصريون اليمينيون داخل ألمانيا وهم في تزايد للأسف الشديد، ورأينا الحزب سمي نفسه، بديلا من أجل ألمانيا، وهذا قد يكون كل شيء، إلا أن يكون بديلًا لألمانية، فنجد دخل البرلمان الاتحادي والبرلمانات الولايات كلها بنسب كبيرة لأنه استغل ورقة اللاجئين وورقة الإسلام من أجل تحقيق سياسات التخويفية ونجح إلى حد كبير.

ولكن يجب أن نوضح أن المستهدف هنا، ليس بالدرجة الأولي هو الإسلام، حتى وإن ذكروا الإسلام والمسلمين والأسلمة، ولكن المستهدف هنا هو الوطن ككل، ولذلك نحن أسسنا تحالفات مجتمعية عابرة للأديان، عابرة للثقافات واللغات ونتعاون لمواجهة هذه الظاهرة والتي تهدد وطننا ويجب أن يفهم المجتمع الألماني بأن هذا التهديد حتى وإن كان في ظاهره يبدو أنه الإسلام أو المسلمون هو المستهدف، لكن الإسلام من طبيعته دائمًا لا يتأثر بالأزمات أي ما كان هناك أزمة عن الإسلام، إلا وما ساهم بهذه الأزمة أن الناس تقرأ عن الإسلام ويكتشفون أكثر من الخير، ونحن معشر المسلمين بضاعتنا قوية، ولكن للأسف نحن لا نحسن تسويقها في كثير من الأحوال.