الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء يطالبون بـ«ميثاق عالمي لحقوق الإنسان الرقمية» في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظم "أيمن نصري" ، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، فعالية جانبية بقصر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان"، على ضوء انعقاد الدورة 51 للمجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بحضور  العديد من الخبراء الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان،  ومنظمات دولية عدة ومهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان من المشاركين في أعمال اجتماعات مجلس حقوق الإنسان.

وأكدت الندوة  الاهتمام العالمي الخاص بمناقشة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان، وناقشت كافة التحديات والمخاطر التي تتهدد المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، ومقاربتها للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة، خاصة على صعيد الحقوق والحريات الأساسية التي ستواجه الكثير من التحديات لضمان تمتع الجميع بها دون تمييز، إضافة إلى انعقادها داخل أروقة الأمم المتحدة وبمواكبة أحد أبرز الأحداث الدولية في عالم حقوق الإنسان.


وتأتي الندوة استكمالاً لسياق الاهتمام الدولي المتزايد من قبل جميع الأطراف الفاعلة، لبحث هذه القضية للوصول إلى مقاربات كفيلة بتعزيز احترام حقوق الإنسان في ظل الذكاء الاصطناعي وعالم التقنيات الرقمية والحديثة، لا سيما أن تنظيمها يأتي من قبل عدد من المنظمات غير الحكومية والذي يعد حدثاً نوعياً ومتميزاً لتصدره الاهتمام والعناية الدولية بهذه القضية، على صعيد المنظمات غير الحكومية، حيث أن مثلت هذه القضية إحدى أبرز القضايا التي بحثتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، كما حرصت الأمم المتحدة على تأطير وتنظيم هذه القضية مع جميع الأطراف الدولية المعنية بمعالجة هذه الظاهرة وما يترتب عليها من مشكلات وتعقيدات جسيمة.

واستعرض"أيمن نصري"، رئيس المنتدى العربي الأوروبي لحقوق الإنسان، ملف الذكاء الاصطناعي وما يقدمه من تحديات في عالمنا المعاصر، حيث أن العالم يشهد العديد من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي من خدمة للإنسانية، ، مشدداً على إسهامات جليلة في تحقيق التنمية التي يستهدفها العالم وتتطلع إليها الشعوب، لا سيما في ظل ما تشهده قضايا التقنيات الرقمية للمعلومات والذكاء الاصطناعي من عدم اهتمام، ربما نابع من حداثة تلك القضايا على المستوى الدولي، أو لعدم إدراك الأبعاد الحقيقية لما تمثله من مخاطر وتحديات.


وطالب "نصري" بضرورة العمل المبكر ومضاعفة الجهود المبذولة في سبيل الوصول إلى معالجات حقيقية، تسهم في تحقيق واقع أفضل للمقاربة بين الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان. 

ومن جانبه عرض الدكتور أكرم حزام،  أستاذ علوم التقنيات الرقمية الحديثة والذكاء الاصطناعي بجامعة جنيف،   ملف تعريفاً لما يمثله الذكاء الاصطناعي مع تحليل بمقاربات إنسانية لهذه التكنولوجيات التي تفرض سيطرتها وسطوتها على العالم، وما يتعلق بإنترنت الأشياء والعالم الافتراضي.

 

وأوضح "حزام" أن جملة المخاطر التي تمثلها ثورة المعلومات التقنية من تحديات، كما أنها تمثل خطورة على أمن وسلامة الأشخاص، وتتسبب في تعريض حقوقهم وحرياتهم للانتهاكات الجسيمة، مع ما يشهده العالم من سعي كبير للدول والشركات الكبرى للسيطرة على عالم الذكاء الاصطناعي وتقنيات المعلومات الحديثة التي تحقق لهم السيطرة على الأفراد وقيادة التوجهات العامة للمجتمعات، وفي نفس الوقت القدرة على الإضرار بهم بأشكال غير قانونية وغير أخلاقية، معتمدة في تحقيق ذلك على التقدم التقني الذي تستحوذ عليه، وتعميق الممارسات التمييزية التي تعزز من الفجوة التقنية بين المجتمعات الغنية والفقيرة.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور محمد الشريف فرجاني،  الخبير الدولي في مجال العلوم السياسية والدراسات الإنسانية،  الجوانب التي يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي وتقنيات المعلومات مع الحقوق والحريات الإنسانية، في ظل ما تمتلكه الحكومات والدول من إمكانيات واسعة وكبيرة تتعلق بجمع وتخزين واستخدام الحزم الكبيرة للمعلومات، والتي تمثل انتهاكاً كبيراً وخطيراً يتهدد خصوصية الإنسان وحريته، وقد يتوسع لجوانب أكثر خطورة تتعلق بأمنه وسلامته واستقراره.

 

وانتقد "فرجاني" ممارسات الدول الديمقراطية الكبرى المتعلقة باستحواذها واعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات، واستخدامها لخدمة أغراضها وأهدافها التي تتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية، وما تعتمده من سياسات تقنية تقوم على التمييز، وتسخيرها لخدمة عدد من الأغراض غير القانونية والأخلاقية التي تحقق لها السيطرة العالمية، وتمكنها من قيادة التوجهات العامة للمجتمعات، والاستحواذ على مقدرات تقنية متقدمة قادرة على قيادة تعزيز الأثر الإعلامي وقيادة وتوجيه الرأي العام العالمي.