الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: التشكيك في مشروعات الدولة سلاح الجماعة الإرهابية بعد نجاح الضربات الأمنية

سامح فايز، كاتب وباحث
سامح فايز، كاتب وباحث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب سامح فايز، الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي، أن التشكيك في أي خطوة تخطوها مصر إلى الأمام، والتعليقات السلبية حول مشروعات الدولة مستمر وسيظل مستمر طالما الدولة لا تتيح لهم فرصة التحرك واختراق أجهزتها مجددا، ونجاحها في الضربات الأمنية ضد العمليات الإرهابية التي قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي.
وأشاد "فايز" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تدشينه الوحدات البحرية الجديدة بهيئة قناة السويس، الخميس الماضي، والتي ألح فيها الرئيس على ضرورة عدم الانسياق وراء التشكيك المغرض التي تقوم به الجماعة الإرهابية رغبة منها في دفع الدولة المصرية تجاه المصالحة مع جماعة إرهابية استحلت دم المصريين.
وقال "فايز"، إن جماعة الإخوان غيرت تكتيكها في التعامل مع الدولة المصرية منذ العام 2018، وربطا بالمشهد فإن نجاح المؤسسة العسكرية في دحر تنظيم داعش لدرجة خفوت قوته بعد ضربات أمنية قوية ضده، ونجاح الدولة في تكسير مفاصل التنظيم، كما أن العمليات التي مارستها جماعة الإخوان من خلال حركتي "حسم" و"لواء الثورة" الإرهابيتين مع قيادات إخوانية مثل يحيي موسى، وعلاء السماحي، وقبلهم محمد كمال  الذي تم تصفيته في العام 2016 في مواجهة مع الشرطة. 
وتابع، هذه المواجهات أكدت للجماعة أن العنف ليس سلاحا ناجزا خاصة وأن هذه الشخصيات المرتبطة بالعمل المسلح وضعوا على قوائم الإرهاب في بريطانيا ومع تغير السياسية الأمريكية اتضح لهم أن يتبعوا تكتيكا جديدا يرفعون خلاله شعار سلمية ونبذ العنف، ويمكن ملاحظة هذه التغيرات التي حصلت، ففي العام 2015 جمدت الجماعة عضوية بعض الشخصيات في مكتب الإرشاد بزعم المحسوبين على جبهة الحمائم في خناقة "الصقور والحمائم" ومن ضمنهم حلمي الجزار الذي يحاول الظهور مجددا بتصريحاته حول الحوار الوطني ونبذ العنف.
وحول الصراع القائم بين الإخوان في الخارج، وجبهتي اسطنبول بقيادة الإخواني محمود حسين وجبهة لندن بقيادة الإخواني إبراهيم منير، قال "فايز"، إن الجماعة خططت للعب خناقة مفتعلة بين تيارين أحدهم يريد التحول لجماعة دعوية فكرية وأخرى تريد بقاء الجماعة على شكلها القديم وتستمر على ممارسة العمل السياسي، لكنها خناقة يمكن تسميتها بـ"شُغل صيع" لأنه انشقاق مفتعل يهدف للتخلص من عبء الماضي ومن عمليات العنف، وهو ما يتجه إليه القائم بأعمال المرشد الإخواني إبراهيم منير الذي قال في تصريحات سابقة: "إن بعض شباب الإخوان الغاضب مارسوا العنف بدافع وطني 2013". ولا أدري ما هو الدافع الوطني في اغتيال ضباط أمام منازلهم، أو في تفجيرات كثيرة جدا منها تفجير مستشفى الأورام.
ولفت "فايز" إلى الجماعة ترغب في تصدير شكل جديد للتنظيم، يقدم نفسه كأنه تيار فكري دعوي يرفض العنف في محاولة إختراق جديدة، يصاحب ذلك عودة للوجوه التي كانت مجمدة لتمارس ضغطها الجديد على الدولة المصرية، من باب رفع شعار السلمية ونبذ العنف.
وعن أدوات التنظيم في الضغط على الدولة المصرية، ذكر "فايز"، أنه يستخدم أدوات كثيرة جدا منها الميديا والإعلام للتشكيك في النهضة والمشروعات التي تقوم بها الدولة وقدرة الدولة على إدارة الملفات المختلفة، كما تحاول كسر الثقة التي بُنيت في ثورة يونيو 2013 بين المواطن والدولة.

ويعتقد "فايز" أن الجماعة تستعيد نفسها مبررها القديم في التخلص من عبء الأعمال الإرهابية، فأحد مسئولي المكتب الإداري لإخوان أسيوط  تحدث في كتاب كتبه في السبعينات تقريبا عن قضية الخازندار وذكر تفاصيل القضية تحت عنوان "مقتل الخازندار رحمه الله" يبرز فيه أن الجماعة ضد القتل وأنهم حزنوا لمقتل الرجل، مبررا ما حدث بأنه تصرف اثنين من شباب الاخوان الغاضبين، قتلوا الرجل، لكنهم كهيئة عليا ضد ذلك ولا يعرفون عنه شيئا.
وأكد "فايز" أن الزاوية الأخطر التي ركزوا عليها ومستمرة هي حرب الميديا والإعلام وحرب اختراق الثقافة والفنون، فقد اخترقوا الملف الثقافي كي يتمكنوا من صناعة أعداء للدولة من الداخل.
وأضاف أنه لاحظ أن استهدافهم لاختراق الثقافة المصرية  كان عملا خبيثا وماكرا جدا، لأنه إذا انتبهت الدولة لأعمال مريبة مثلا، وقامت بغلق دار نشر أو أن السلطات الأمنية أوقفت أحد الكتاب يتحول الأمر لفضيحة علنية، ورفع شعارات الدولة  من قبيل "تكميم الأفواه" مستغلين الميديا وأذرعهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو المنظمات الحقوقية المؤسسة أصلا من قبل التنظيم الدولي للإخوان في عواصم غربية.
واختتم "فايز" حديثه قائلا، إن الجماعة الإرهابية تأكدت من فشل عملياتها الإرهابية والمواجهة المباشرة أمام قوة المؤسسة العسكرية في مصر، ومنها المواجهات التي حدثت في سيناء بعدما أوشكت على الوقوع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية بتمويلات من أجهزة خارجية يهمها إسقاط مصر، فالجماعة بعدما تأكدت من فشل هذا المخطط كان الحل الآخر هو التركيز على الحرب الباردة مثل التشكيك واختراق الثقافة وهو أخطر سلاح يمكن من خلاله خلق أعداء للدولة من داخلها.