رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أصل كلمة زومبي وحقيقة وجوده

زومبي
زومبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الزومبي، هل هو مصطلح نسمع عنه دائما في الأفلام والأعمال السينمائية ولكن لم نراه ابدا على الحقيقة لذلك يختلط الأمر لدى البعض إذا كان خيالي أم أنه حقيقي أو ربما كان موجود في عصور قديمة، حيث تجسد الأفلام شخصية الزومبي على أنها جسد بشري لا يحتوي على أي روح تمت إعادة الحياة إليه عن طريق حيل سحرية، ولكن من أين جاءت كلمة زومبي في الأصل جاءت من إحدى الديانات التي يدين بها بعض البشر الذين يسكنون غرب القارة الإفريقية.

ووفقا لقاموس أوكسفورد الكلمة جاءت من منطقة الغرب الأفريقي، وكلمة “زومبي” في اللغة الإنجليزية سجلت في القواميس لأول مرة في عام 1819بمعنى “صنم”،  وتشير أحد مشتقاتها إلى معنى “إله” وفي بعض الديانات الأخرى مثل ديانة “الفودو” وهي ديانة يدين بها سكان غرب أفريقيا أيضًا إلا أن كلمة زومبي تعني “إله الثعبان”، وانتشرت الأفكار حول أصل الزومبي في منطقة أمريكا وأوروبا لأن مجموعة من سكان غرب أفريقيا انتقلوا إلى منطقة هايتي وبعض الأجزاء الأخرى من جزر الكاريبي. 

ونقلت معتقداتها إلى الشعوب التي تسكن هناك لكن بالطبع خلال القرن العشرين شاهدنا مصطلح الزومبي شائع الاستخدام بشكل كبير في أفلام الرعب والأعمال السينمائية والتلفزيونية والآن عندنا نسمع كلمة الزومبي فإننا نتذكر تلك الأشكال المخيفة التي وردت في أفلام الرعب ونتذكر على الفور أن هذا الزومبي هو شخص لا يفهم بسرعة ولا يوفر استجابة سريعة للأحداث من حوله، وربما أشارت بعض الأفلام إلى أن مصطلح الزومبي هو عبارة عن جهاز حاسوب يمكن للبشر أن يتحكموا فيه ويمكن تطويعه لممارسة أنشطة غير قانونية. 

ومن الممكن أيضًا أن يشير مصطلح “بنك الزومبي” إلى البنك الذي يطلب باستمرار دعمًا من الحكومة لكي يستمر في ممارسة أعماله نتيجة مروره بظروف متعسرة، ويذكر أنه عندما قام المخرج جورج روميرو بعرض شخصية الزومبي في فيلم “ليلة من الحي الميت”، لم يكن ينوي أن تكون هذه الشخصية هي زومبي ولكنه أراد أن يظهر أحد الشخصيات كغول مثلًا لكن من شاهدوا الفيلم في هذا الوقت هم من أطلقوا على هذه الشخصيات مصطلح زومبي.

ربما وصلت ثقافة الزومبي إلى جزء كبير من العالم عن طريق الأفلام والأعمال التلفزيونية وارتبط مصطلح الزومبي بنهاية العالم أيضًا لكن هناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن شخصيات الزومبي حقيقية وخاصة الأشخاص الذين لديهم ثقافة واعتقاد بحقيقة ما يفعله السحرة والمشعوذين مثل ثقافات بعض مناطق أفريقيا والثقافة الهاييتية على سبيل المثال لكن بالطبع هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص يرون أن وجودهم غير حقيقي وأنهم مجرد شخصيات خيالية تظهر في الأفلام فقط.

وتقوم الأفلام الأمريكية بتصوير شخصية الزومبي وأصلها على أنها شخصية تتغذى على الدماغ أي أنهم يصنفون من فئة الأشرار لكن الثقافة الهاييتية تعتبر الزومبي غير ذلك فهي تعده من الضحايا، حيث تعتبر الثقافة الهاييتية الزومبي كجثة يقوم بعض الأشرار بالتحكم فيها باستخدام قوى سحرية لتنفيذ أغراض ما تخدم مصالحهم، واستخدمت كلمة الزومبي في الثقافة الهاييتية بغرض الترهيب، وفكرة أن يكون لدى بعض الأشخاص القوى السحرية لكي تحرك جثة ليس بها روح كانت مخيفة للناس وخاصة عندما تخبر تلك الثقافة بأن المسؤولين عن تحريك هذه الجثث هم مجموعة من الأطباء والسَحَرة المعروفين باسم “بوكرز” لذلك كان الناس يهابون هؤلاء البوكر ويقدمون الاحترام لهم طوال الوقت.
كما يذكر أيضًا أن هؤلاء البوكرز كانوا يخدمون الشرطة السرية ولكي تفرض الشرطة السرية سيطرتها على الشعب من خلال استخدام أنظمة قمعية كانوا يتحدون مع البوكر في تهديد كل من لا يقدم الولاء لهم أو يطيعهم، لأنه إذا لا ينصاع لأوامر هذه الشرطة فسوف يقومون بتحويله إلى الحي الميت، وكلمة زومبي مصطلح شائع في الثقافة الهاييتية أكثر من أي ثقافة أخرى وخارج منطقة هاييتي لا يمثل الزومبي سوى شخصية أسطورية وربما أثير بعض الجدل عندما قام عالم النباتات ويد ديڤيز بادعاء أنه استطاع أن يكتشف سر الزومبي وأنه استطاع وأن يتعرف إلى المسحوق المسبب لهذه الحالة أثناء عمله في هاييتي، وأطلق على هذه المادة اسم “سم العصب”، وهي المادة التي تحول الشخص إلى زومبي من وجهة نظر ديڤيز.
وقد ألف ديفيز مجموعة من الكتب تختص بهذا الأمر وحققت هذه الكتب نجاحًا كبيرًا، بل إن أحد كتبه قد تم تحويله إلى فيلمٍ سينمائي وهو كتاب The Serpent and the Rainbow، بالطبع قام بعض العلماء بالتشكيك فيما يرويه ديفيز في كتابه وهم يعتقدون أن المادة سالفة الذكر غير كافية لأن تسبب في حدوث حالة الزومبي للشخص الذي يتناولها، وأن تأثير هذه المادة له وقت محدود وإعطاء الكثير منه ربما ينهي حياة الشخص الذي يتناوله.