شهد مجلس الأمن الدولي جلسات عمل مهمة في دورة انعقاده برئاسة فرنسا خلال شهر سبتمبر الجاري، وذلك اعتبارا من يوم غد الاثنين، بتوقيت الولايات المتحدة.
وقالت مصادر مطلعة على أجندة عمل المجلس لشهر سبتمبر الجاري إن هناك اجتماعات مهمة ستتم على مدار الأسبوع الجاري حول ملف حفظ السلام ومتطلبات إصلاحه وذلك إعمالا للقرار الأممي الصادر في 20 سبتمبر 2017 برقم 2378 الداعي إلى ضرورة إدخال إصلاحات تطويرية على مهام وأداء قوات وعمليات حفظ السلام التي يقررها مجلس الأمن ويتابع تنفيذها في كافة أرجاء العالم، وخلال تلك الاجتماعات، من المقرر أن يستعرض جين بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أمام مجلس الأمن ما تم تحقيقه على صعيد تحقيق هدف إصلاح عمليات حفظ السلام الأممية ورفع كفاءتها والمعوقات التي لا تزال تعترض سبيل ذلك.
وتنوى فرنسا، الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، تنظيم اجتماع على المستوى وزراء الخارجية لاستعراض الأوضاع وتطوراتها في أوكرانيا، وسيتم عقد هذا الاجتماع في الأسبوع الثاني من سبتمبر الجاري برئاسة كاترين كولونا وزيرة الشئون الأوروبية والخارجية في الحكومة الفرنسية.
كما سيشهد الأسبوع الثاني من سبتمبر اجتماعين مهمين حول الأوضاع في أوكرانيا؛ يترأس أحدهما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ويتناول فيه عملية المحاسبة والمساءلة لأطراف الصراع في أوكرانيا، أما الاجتماع الثاني فقد دعت إليه كل من ألبانيا والولايات المتحدة وسيتناول ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في الصراع الأوكراني والجرائم التي ترتكب في حق النازحين والمشردين على الأراضي الأوكرانية والتهديدات التي تخيم على منشأة "زابوريجيا" النووية الأوكرانية لإنتاج الكهرباء.
كما سيشهد مجلس الأمن الدولي في الربع الثالث من الشهر الجاري الاجتماع ربع السنوي الخاص بالوضع في أفغانستان وسيتحدث فيه مسئولون عن عمليات الإغاثة الإنسانية ودعم المجتمع المدني في الأمم المتحدة، وآخرون من مكتب الأمين العام للشئون السياسية حول أنشطة إعادة بناء الدولة وحفظ الاستقرار في أفغانستان.
وحول الأوضاع في العراق، سيعقد مجلس الأمن الدولي قبل حلول النصف الأول من سبتمبر الجاري جلسة خاصة لتمديد عمل فريق التحقيق الأممي وتحديد الجناة في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وهي اللجنة التي ستنتهي ولاية عملها الحالية في السابع عشر من الشهر الجاي.
وسيصوت مجلس الأمن الدولي خلال سبتمبر الجاري على مسودة قرار بتجديد التفويضات الممنوحة بموجب القرار الأممي رقم 2546 الصادر في 2 أكتوبر 2020 للدول الأعضاء في المجلس وكذلك للمنظمات الإقليمية للاضطلاع بهام اعتراض السفن قبالة السواحل الليبية التي يشتبه قيامها بنقل مهاجرين غير شرعيين.
وسيتابع المجلس في جلسة تعقد خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجاري مسار تطبيق اتفاق الحديدة في اليمن في بيان يقدمه هانز جراندبيرج المبعوث الخاص الأممي لليمن وإلى جانبه رينا جيلانى مديرة مراقبة عملية تنفيذ اتفاق الحديدة والمجور جنرال ميشيل بيرى المسؤول الأممي عن الملف العسكري لتنفيذ ترتيبات الاتفاق.
وتوازيا مع ذلك، سيواصل مجلس الأمن الدولي اجتماعاته التشاورية حول الأوضاع الإنسانية والسياسة في سوريا والأسلحة الكيماوية حيث سيدلى الممثل الأممي الأعلى لشئون نزع السلاح إيزمى ناكاماتشو إفادة لأعضاء المجلس في هذا الصدد، وكذلك سيلقي جيير بيترسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ومارتين جريفيث وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية إفادات خاصة لأعضاء مجلس الأمن عن جهودهما على الساحة السورية، ولم تستبعد مصادر الأمم المتحدة مشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في تلك الاجتماعات ممن يتصل عملهم بالأوضاع على الأرض في سوريا.
وبموجب القرار الأممي الصادر في 12 يوليو 2022 برقم 2642 سيعقد مجلس الأمن الدولي، خلال الشهر الجاري، الأسبوع الأخير من سبتمبر، حوارا تفاعليا غير رسمي حول إعادة منح التفويض لإيصال المساعدات الإغاثية الإنسانية إلى داخل سوريا عبر الآليات العابرة للحدود.
كما سيقوم السفير تور ونينزلاند المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط خلال الشهر الجاري بإلقاء بيانه الشهري المعتاد حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والمسألة الفلسطينية، ولم يتحدد حتى الآن الموعد النهائي لعقد تلك الجلسة رسميا، إلا أن مصادر في سكرتارية مجلس الأمن الدولي قالت إن هذا قد يكون في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري.
كذلك يشهد مجلس الأمن الدولي، خلال الشهر الجاري، اجتماعات مهمة لمتابعة الأوضاع في الصومال لاستعراض جهود لجنة المساعدة الأممية للصومال، ويترأسها جيمس يوان الممثل الخاص للأمين العام للصومال، ومنطقة القرن الأفريقي، كذلك سيشهد المجلس اجتماعات حول الأوضاع في السودان وجهود دعم المرحلة الانتقالية في السودان يحيط خلالها والكر بيرزى الممثل الخاص للأمين العام أعضاء المجلس بتطورات عمل لجنة دعم المرحلة الانتقالية خلال التسعون يوما الماضية لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في السودان.
وسيلقى نيكولاس هيثوم ممثل الأمين العام لجنوب السودان خلال اجتماعات خاصة بمجلس الأمن تعقد في الأسبوع الأخير منه بيانا حول مجمل الأوضاع في جنوب السودان ودور الأمم المتحدة في دعم المجتمع المدني، وكذلك ستنعقد بنهاية الشهر الجاري لجنة مراقبة تثبيت الأوضاع في الكونغو الديمقراطية برئاسة بينيتو كيتا الذي سيطلع مجلس الأمن على جهود اللجنة، وسيناقش المجلس كذلك نهاية الشهر الجاري تطورات الأوضاع في ميانمار وإثيوبيا في جلسات سيتم الإعلان عن توقيتاتها لاحقا.
