الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مؤة والبن حكاية عمرها 70 عامًا.. محمد ورث المهنة عن والده والآلات أكبر مخاوفه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم ظهور الآلات الحديثة من طواحين البن والمحمصات، إلا أنه المهن اليدوية تلعب دورا هامًا في صناعة تلك الآلات الجديدة، التي تستخدم بكثرة هذه الأيام، من بينهم الحاج "محمد مؤه" البالغ من العمر 73 سنة، اشتهر باسمه هذه منذ الصغر وظل ملازما له طوال العمر، ولكنه اشتهر بمهنته أكثر من اسمه حتى صار علما في صناعة هذه الآلات بمنطقة تحت الربع في مصر القديمة. 
يقول الرجل السبعيني إن مهنته هامة للغاية ولكنها تحتاج إلى تركيز في المقام الأول، ومقاسات معينة لا يستطيع فهما إلا الصانيعي الذي يعمل بالمهنة، وبالتالي نقوم بشراء الحديد خامات، وبعد ذلك نرسله إلى الخراط يتم تقطيعه حسب المقاسات التي نريدها.
يضيف الرجل السبعيني أن محمصات البن يجد بها أنواع ما بين 20 كيلو إلى 60 كيلو، وهناك فرق كبير بين المحمصات الجديدة والقديمة، ولكن عملنا يقتصر على طواحين البن والمحامص فقط: "أنا اتولد لقيت أبويا وجدي شغال في المهنة دي، وبنحاول نورثها لأولادنا، ووالدي اللي علمني الشغلانة دي". 
وأشار الرجل السبعيني، إلى أن هذه المهنة لن تتوقف أبدا، ولكن التطورات التي طرأت على التصنيع من هذه الماكينات، جعلت الأمر ليس جيدا بعض الشيء في صناعة هذه الأشياء، لذا كل التطورات التي تحدث في هذه الماكينات تؤثر بالطبع على عملنا نحن أصحاب المهن اليدوية، وبالتالي يقل حركة البيع والشراء، وأصحاب المحالات يريدون الماكينات السريعة التي تنجز أوقاتهم، وبالتالي ليجأون إلى المستورد ".
وتابع "مؤة" أن الزبائن على اختلاف فمنهم من يستطيع شراء هذه المنتجات من الخارج، ومنهم من يستطيع شرا ء البلدي ولا يقدر على شراء الخارج، لذلك يكون هناك نسبة وتناسب في البيع والشراء وكانت الغلبة للمستورد، وبالتالي هذا الأمر جعلنا نسعى إلى التطوير أيضا في منتجاتنا من خلال تركيب مواتير في المطاحن والمحمصات، وأيضا تبريد يجعل الوقت أقل في تحميص البن.
رغم التطورات التي تطرأ على الصناعات اليدوية إلا أن الرجل السبعيني يفضل العمل بالمحمصة البلدي، لما فيها من اتقان في العمل وجودة جيدة، ولكن مشكلتها الأولى هي المدة الزمنية التي تستغرقها قد تصل إلى 3 ساعات في 20 كيلو بن، وذلك على خلاف الماكينات الجديدة التي لربما تصل إلى 20 دقيقة على الأقل.
لم ينجوا أصحاب هذه المهن اليدوية من غلاء الأسعار، حيث يشكل لهم أزمة كبيرة في شراء المنتجات وبيعها: "كله على الزبون هنحط من جيبنا يعني، لما الحاجة تغلى بنغلي على الزبون، والحركة بتنام ما بين الحين والآخر بسبب هذه الأسعار الغير جيدة"، ولم تخلوا تلك المهنة الفريدة من المخاطر التي تحيطها: "فيها مخاطر كتير ناس بتشتغل بصواريخ وحديد، وبالتالي الصنايعية معرضين لأي خطر، بس اللي بيحصل له حاجة إحنا بنشيله وبيأخد يومية يوميا حتى لو قعد سنة في البيت، الشغل هو اللي بتكفل بيه".