الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مارين لوبين في حوار لـ«البوابة نيوز»: أنا رئيسة فرنسا القادمة.. لست عنصرية والكل عندي سواسية.. الإسلاماوية أيديولوجية استبدادية سلطوية تفرض رغبتها بالقوة

مرشحة الرئاسة الفرنسية
مرشحة الرئاسة الفرنسية مارين لوبن في حوارها لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لوبين لـ البوابة نيوز:

التقيت شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي وأعرف الفرق بين المسلمين والإسلاماويين الداعين للاضطهاد والتطرف

لابد من تفضيل الدول التي تحارب الإرهاب الإسلاماوي والذي ضرب فرنسا من قبل

تمكنت من إصدار مشروع قانون لمحاربة الأصولية الإسلامية المنحرفة

يجب تقديم فرنسا على أنها نموذج لبلد انصهرت فيه الأعراق في أمة متعددة الثقافات تحترم الاختلافات وتحافظ على التعددية

تعتبر مرشحة الرئاسة الفرنسية مارين لوبن (53 عامًا)، رئيسة حزب التجمع الوطني ( أقصى اليمين)، زعيمة التيار الشعبوي في أوروبا على الإطلاق، وهي سياسية مخضرمة وبرلمانية أوروبية درست القانون وعملت محامية قبل أن تدخل المعترك السياسي، وهي ابنة جان ماري لوبان مؤسس ورئيس السابق لتيار اليمين المتطرف في فرنسا لعقود، تدخل اليوم للمرة الثالثة على التوالي غمار الانتخابات الرئاسية، وقد حققت أفضل نتيجة في تاريخ اليمين المتطرف بتأهلها للدورة الثانية من الانتخابات بمجيئها في المرحلة الثانية بعد إيمانويل ماكرون الذي احتل المرتبة الأولى بفارق صغير عنها.

 لكنها خسرت الانتخابات في الدورة الثانية بفوز مانويل ماكرون بنسبة 66.06 % بعدما تحالفت قوى اليسار واليمين معه. 

قالت "فرانس برس" إن عملية فرز صناديق اقتراع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى فرنسا تصدر الرئيس إيمانويل ماكرون حيث حصل على 28.1% من الأصوات، وحلت مرشحة حزب التجمع الوطني مارين لوبان ثانية بنسبة 24.20٪، فيما حصل زعيم تيار اليسار الفرنسي ورئيس حزب "فرنسا الأبية"، جان لوك ميلونشون على 20.1٪ من الأصوات.

«البوابة نيوز» التقت مارلين لوبون وأجرت معها حوارًا للتعرف على جوانب من تفكيرها السياسي على هامش حملتها الانتخابية:

  • حدثينا عن شعورك قبيل خوض سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟

في الواقع شعور عظيم للغاية، فأنا أعشق الفرنسيين جدا وفخورة بهذا الحب والترشح، قد يظن البعض بأنني أشارك للمرة الثانية أو الثالثة ولكني كنت أشارك أبي في انتخاباته الرئاسية ولهذا فأنا معتادة على الجو الانتخابي، كنت ضمن فريق والدي الانتخابي الرئاسية  حيث وصل عام 2002 إلى الدور الثاني في مواجهة جاك شيراك ولكن تكاتفت كل الأحزاب الفرنسية ضده وانتخبت خصمها السياسي الذي كان شيراك لمنع فوز جان ماري لوبن. 

لكني اتخذت طريقا آخر في الأفكار والنهج، أما بخصوص الحملة الرئاسية الحالية فقد بدأتها في توقيت مبكر للغاية منذ سبتمبر وكثفت من جولاتي وتجمعاتي لأعرض برنامجي للفرنسيين وقابلت العديد من الموظفين والحرفيين والعمال والكوادر قابلت أغلب قطاع من الناس، كذلك لمناقشتهم والتعرف على مخاوفهم ومطالبهم كما حاولت إقناعهم وشرح بعض النقاط الغامضة أو الخاطئة عني، كما ناقشت معهم أبرز ملفات التي تهمهم وقدمت لهم برنامجي وقمت بتحسينه.

  • كيف ترين فرصتك في هذه الانتخابات؟ وهل يهددها المرشح ايريك زيمور؟

لا فهو خصم لكن ليس منافسا حقيقيا، وجدت نفسي في كل التحليلات خلال الحملة في منافسة مع خصم معتاد على الجدل التلفزيوني وهو إيريك زيمور، لكني أعتقد بأن هذه الحملة متميزة بالنسبة لي وجعلتني متفردة بين الباقين فالجميع يرى بأنني سأكون في الدور الثاني مع ماكرون لست مبالغة ولكني سأواجه في الدور الثاني وأرى نفسي في مواجهته وأنا مستعدة لهذا اللقاء فبرامجنا مختلفين للغاية وهذا ليس الحال بالنسبة لماكرون وفاليري بكريس التي تلك نفس برنامج الرئيس المنتهية ولايته وأعتقد أن ماكرون هو مرشح العولمة وأنا مرشحة الوطنية، أي شيء لحماية السيادة والأمة فهي مواجهة يتمناها الفرنسيون للاختيار بين نموذجين سياسيين ورؤيتين. 

زيمور نسخ من برامجي الكثير من المعطيات والأفكار وشددها بل إنه نقل بعض أساسيات أهداف مشاريعنا فيما يتعلق بملفات المهاجرين الغير شرعيين والأمن في عملية "قص ولصق" بشكل فاضح وأضاف عليها تشدد حاد. لكن الفرق بيني وبينه أنني عملت كثيرا في هاذا الميدان تجاوزت مرحلة المراقبة والرصد والتحليل الذي هو غارق فيها الآن ولا يقدم أي حلول. بينما نحن كنا في مرحلة الرصد والتحليلات لنحو 40 عاما واليوم نطرح الحلول اللازمة والفعالة ونقدم مشروع حقيقي للفرنسيين مشاريع قوانين دقيقة اشتركنا بها مع قضاة ومحاميين وخبراء تحفظ الكرامة ولا تتعارض مع الدستور يتم التصويت عليها في استفتاء شعبي لكي يتم مراجعة أوضاع المهاجرين غير الشرعيين ومراقبة ملف الهجرة الواردة الى فرنسا فنحن في هذا الشأن أكثر مصداقية منه،  أما في برنامجه الاقتصادي فلا يختلف مع مرشحة حزب العمال والتي للأسف لن تفيد الطبقة المتوسطة والعاملة. لا أملك استراتيجية لمواجهته ولكن لمواجهة ماكرون.

  • هل تخشين من انقسام حزبك وفقدان ناخبيك بسبب زيمور؟

- لا فلو كان ذلك صحيحا لكان الانشقاق حصل أول ما أنشأ حزبه، لكنه في نسخة أساسيات بعض نقاط برامجي زاد عليها حدة بما يقسم به الشعب الفرنسي والفرنسيون لن يقبلوا بمزيد من الانقسامات فيكفيهم ما فعله بهم إيمانويل ماكرون ولكن الاستطلاعات في البداية بهر بعض الناس بسبب الجرأة وأنه جديد عليهم وعلى الساحة ولكنه نزل بسرعة لأنه بالغ في الحدة وأغضب أغلب الناس كما أنه قطع على نفسه أربعة وعود ولم يتمكن من تحقيقها منها توحيد عدة جبهات سياسية حزبية وفشل في ذلك. كما قال إنه الوحيد القادر على الانتصار على ماكرون لكنه فشل كما انه تراجع عن عدة وعود قطعها بالنسبة للمهاجرين والمرأة وقال إنه رجل حر لا يعتمد على الأحزاب السياسية لكنه طالب ناتالي بيكريس أن تمنحه أصواتها للفوز علي. لقد خذل ناخبيه ونزل في الاستطلاع بعد ان كان 17% اصبح 8%.

  • بكل صراحة هل تعتقدين أنكِ ستفوزين في الانتخابات الفرنسية ؟

- نعم أعتقد باني سأفوز الانتخابات وأكون أول سيدة تحكم فرنسا في التاريخ، وأشعر بذلك ليس تمنيا ولكن من منطلق تحليل الواقع، اليوم دوري بات لدى الشعب الفرنسي أهم من بقية الدورات الانتخابية، لقد جرب الفرنسيين اليسار واليمين والوسط وشاهدوا خلال نصف قرن الفشل الكبير، كما أن القطيعة الكبيرة لمعسكر اليسار مع الرئيس ايمانويل ماكرون التي حصلت مؤخرًا بعد أن خذلهم كثيرًا وتفضيله اليمين رغم أنه صعد على أكتافهم ستكلفه غاليًا هذه الدورة ولن يتم انقاذ الجندي ماكرون كما حدث في الانتخابات الرئاسة الماضية أمام مارين لوبن،فاليسار سيمتنع عن التصويت له كما أني أحيي اليمين فاليري بيكريس لكونها رفضت إغراءاته لها بمنصب وزاري واعلنت انها لن تنتخبه ولن تعطي اصواتها له حتى لو خسرت في الدور الأول. وبالتالي لن تكون هناك جبهة جمهورية ضد مارين لوبن كما حدثت في السابق وبالتالي كل المعطيات متوفرة والتي تجعلني الرئيسة القادمة لفرنسا.

  • تمتلك الحكومة الفرنسية قائمة للدول التي تمول المتطرفين في فرنسا هل ستقطع العلاقات مع هذه الدول حينما تصبحين رئيسة البلاد؟

بالنسبة لي، عندي مبدأ هو عدم قطع العلاقات مع أي دولة لابد من الحفاظ على قناة اتصال دبلوماسية لحل كل المشاكل والمعضلات إلا فقط اذا حصلت ظروفا خاصة مثل إعلان حرب ضد بلدي، لكن يجب الإبقاء على التواصل، لكن على طرفي نقيض من ذلك، أرى بأن وضع كل الدول في نفس المستوى من التعامل ليست سياسة حكيمة، فلابد من تفضيل الدول التي تحارب الارهاب والتطرف الاسلاماوي الذي سبق وضرب بلادنا ومازال خطرًا كبيرًا يهدد بلادنا ويهدد الدول الأخرى.

* هل ممكن تسمية هذه الدول؟

- لا استطيع توزيع التهم رسميًا لدول بعينها، فانا ما زلت لا أملك المعلومات والعناصر المؤكدة التي تحتفظ بها وزارتي الداخلية والخارجية الفرنسيتين فلا استطيع تسميتها، لكن في الواقع هناك دولا في الماضي مولت الأصولية الإسلامية في فرنسا ومولت بعض العناصر المتطرفة في الضواحي المهمشة والساخطة على المجتمع، وبالتالي يجب أن تكون دبلوماسيتنا حازمة تجاه هذه الدول ولن نسمح لها بتمويل على أراضينا عناصر وأيديولوجية لقتل مواطنينا.

* تفادى كثير من العرب والمسلمين انتخابك في السابق خشية من عنصريتك لكن حينما شاهدوا ايريك زيمور عرفوا أنه العنصري الحقيقي، وماهي سياستك تجاه عرب ومسلمي وأفارقة فرنسا؟

- أنا لا املك سياسة مجتمعية أو إنعزالية، فالكل عندي سواسية، فأنا احترم الدستور الفرنسي وملتزمة جدا به، وفي دستورنا مبدأ أساسي ألا وهو احترام كل الحريات والقناعات بما فيها حرية الأديان أو القناعات الروحية، والعلمانية ليست ضد الأديان ولكنها لا تقحم الدين في سياسة الدولة، أحب أن أوضح لكم بأنني لست ضد العرب ولا ضد المسلمين طالما يحترمون الدستور والقيم الجمهورية ولا يثيرون شغبا، ولا يشكلون تهديدا في البلاد، فعلى أرضنا يوجد ملايين من العرب والمسلمين والأفارقة، يعملون بكل إحترام في إطار القانون ويساهمون معنا فيبناء وخدمة وطننا وهم بالنسبة الي مواطنون فرنسيين لا يجب التفرقة بين المواطنين على أساس عرقي أو ديني، فالدين الاسلامي مثل بقية الأديان يجب حمايته وأنا أحترمه، فأنا لا اخلط بين الإسلام وبين الإسلاماوية، بالنسبة لي،الإسلام دين محترم ولا يشكل اي خطورة على فرنسا ولا على الشعب الفرنسي ولا يسبب مشكلة في فرنسا والمسلمون كذلك ليسوا خطرا ولا يشكلون تهديدا. أنا أؤكد لكم بكل وضوح، أنني لا اخلط بين المسلمين الإسلاماويين.

 فالإسلاماوية أيديولوجية استبدادية سلطوية تفرض رغبتها بالقوة وقيودا على الآخرين وتقمع حرياتهم وتفرض ثقافتها المتطرفة وتعليماتها المنحرفة وأن القتل من بيناساليبها مع المخالفين لشريعتها التي لا تمت للدين بشيء. لقد زرت الأزهر والتقيت بشيخ الأزهر السابق الدكتور سيد طنطاوي وأعرف جيدا الفرق بين المسلمين والإسلاماويين الذي هدفهم اضطهاد الآخرين وسلب حرياتهم والتحكم في نمط حياتهم وتغيير المفاهيم والمعالم الدينية الاصلية ولهذا يجب حماية المجتمع الفرنسي منها وحماية المسلمين منهم وفق القانون والدستور الفرنسي ولهذا أحارب بقوة هذه الايديولوجية وبلا هوادة. لقد تمكنت من اصدار مشروع قانون لمحاربة الاصولية الإسلامية وهذه الأيديولوجية المنحرفة من جميع جهاتها، التمويل والأفكار والأماكن وكيفية كسب الأفراد اليها والطرق الدعاية لها والأفلام ..إلخ، أناضل ضدها بكل قوة وسأحارب من يمولها.

الحق في مزاولة شعائرهم بكل حرية هم أحرار لكن للأسف يوجد في بعض المناطق والضواحي الفرنسية مسلمين لا يستطيعون مزاولة شعائرهم كما يتمنون لأنهم تحت سلطة عصابات دينية إسلاماوية متطرفة تفرض عليه أفكارهم ونمط حياة متشدد أنا أسعى أن يحصل كل شخص على حقه  في الحرية أنا أمنح الحرية لكل الناس في إطار القانون.

  • لو أصبحتِ رئيسة فرنسا كيف ستكون سياستك الاوروبية؟

- اعتقد ان هناك نموذجين ممكنين في أوروبا، النموذج الألماني الذي يتخذه بقية الأمم الأوروبية تشكيل دول يقدم بعض التنازل عن السيادة الوطنية لصالح بقية الدول الأوروبية والآخر هو النموذج الفرنسي الذي أراه مثاليا يجب أن نقدم شروط ومعايير وقيم للحفاظ على مصالحنا وعلى مصالح مصانعنا ومزارعنا.

  • تقصدين نموذج ايمانويل ماكرون؟

- لا فهو لم يقدم نموذج فرنسي بل يدافع عنه ولكني أقدم هذا النموذج لأوروبا هو يجب أن يكون انعكاس لما هي فرنسا اي بلد بنيت عبر اعراق مختلفة ونجحت في إنشاء الدولة الامة انصهرت فيها الأعراق في أمة متعددة الثقافات وزادتها قوة وتحترم اختلافهم وتحافظ على التعددية أي بلد الأمة الحرة ذات السيادة لا يتم التضييق على المختلفين بل جمعت بينهم المصلحة العليا ولا أرى ذلك في أوروبا، أرى أن بعض الدول الأوروبية يعون ذلك، فألمانيا إذا كانت هي قلب الاقتصادي الأوروبي ، ففرنسا هي القلب السياسي الأوروبي وللأسف فرنسا لم تعد تتكلم في أوروبا ولا تفرض رأيها ولا في العالم وهذا مكان خالي، العالم ينتظر فرنسا الغائبة يجب أن نغير قوة التأثير الأوروبي في العالم لابد من أوروبا الأمم الحرة والموحدة ذات السيادة المنبثقة من رغبة الشعب، بالنسبة لي سأحارب من أجل أن يكون لأوروبا قوة وليس فقط اقتصاد يجب أيضا أن نراجع التجارة الحرة مع العالم حتى لا تتضرر اقتصاداتنا يجب نفرض شروط.

إني أؤيد الإصلاحات وإنشاء تحالف أوروبي ليحل محل الاتحاد الأوروبي، وتقع السيادة الوطنية في صميم مقترحاتي بشأن أوروبا، بما في ذلك أسبقية القانون الوطني على القانون الأوروبي من خلال تعديل الدستور عن طريق الاستفتاء. 

كما أقترح إضافة ضوابط حدودية لمراقبة الهجرة بشكل أفضل وإصلاح منطقة شنجن للسماح فقط.

بعبور الحدود بشكل مبسط لمواطني الاتحاد الأوروبي، كما أني أرغب في تبسيط معايير الاتحاد الأوروبي المفروضة على الشركات الصغيرة والمزارعين.