رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رمضان زمان| الرؤية والإضاءة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكر الكاتب أحمد الصاوي في كتابه"رمضان زمان» أن المسلمين كما هو الحال اليوم يعنون بهلال رؤية هذا الشهر الكريم عناية فائقة ويحتفلون بليلة الرؤية أيما احتفاء، ولم تكن الحفاوة مقصورة على عامة المسلمين، بل كان الخلفاء والأمراء في طليعة المهتمين بالصعود إلى الأماكن العالية بصحبة القضاة والشهود العدول لرؤية هلال هذا الشهر الكريم .

بيّن أحمد الصاوي أن الأقطار الإسلامية المختلفة حافظت على تقليد بعينه في ليلة الرؤية ألا وهو الاستزادة من إنارة المساجد عند رؤية الهلال فتعلق المصابيح بأعالى المآذن وعلى واجهاتها ابتهاجا بقدوم رمضان، ففي الحرم المكي كانت المشاعيل والشموع تبث في كل أركانه حتى يتلألأ الحرم نورا ويسطع ضياء، حسبما لاحظ ابن جبير، في رحلته إلى مكة، ولا عجب في أن القاضي القضاعي الذي عاش بمصر في العصر الفاطمي ورأى بنفسه عظمة الحفاوة بهذا الشهر في مصر، حيث يعد رمضان بمكة من عجائب الإسلام الأربعة، وهي عرض الخليل بمصر ورمضان بمكة والعيد بطرطوس والجمعة في بغداد. 

أوضح«الصاوي» أننا لدينا سجل أنشأه أحمد بن يوسف الكاتب العباسي إلى جميع العمال في الأمصار لحض الناس على الاستكثار من المصابيح في شهر رمضان وتعريفهم ما في ذلك من فضل، وقد جاء في خاتمته « فإن ذلك أنسأ للسابلة وإضاءة للمجتهدين ونفيا لمظان الريب وتنزيها لبيوت الله من وحشة الظلمة » ، كما أن من الثابت أن بعض الخلفاء كانوا يصعدون لاستطلاع هلال رمضان، ومن بينهم هارون الرشيد الذي يذكر الأصمعى أنهما صعدا سويا لرؤية الهلال، وسأله عن معنى قول هند بنت قتبة نحن بنات طارق.. نمشي على النمارق، فقال له الرشيد الطارق هو الكوكب الذي في السماء فقال الأصمعى أصبت يا أمير المؤمنين فأمر له الرشيد بعشرة آلاف درهم.  وقد احتفظت المصادر التاريخية بمعلومات تفصيلية عن تطور مظاهر الاحتفال برؤية هلال رمضان في مصر التي تعد من بين الأقطار الإسلامية القليلة التي عرفت في احتفالها بليلة الرؤية أطوارا عدة نظرا لتلقب الدول المختلفة على حكمها من أمويين وعباسيين وفاطميين ثم أسرات أخرى كالأيوبيين والمماليك وغيرهم.