الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سقوط قيادات داعشية بالعراق.. خلايا التنظيم تحاول الاستفادة من غياب الدور الروسي بسوريا.. «داعش» ينأى بنفسه عن الأزمة الأوكرانية.. وجماعات جهادية في إدلب ترغب بالذهاب إلى كييف

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى الوقت الذى تشتعل وتتصاعد فيه الحرب الروسية الأوكرانية، سيطرت رغبة كبيرة على كثير من جماعات الإسلام السياسى بتمنى هزيمة الروس وانتصار المعسكر الغربي، خاصة أن روسيا هى القوة الهائلة التى دمرت مخططاتهم فى سوريا، وساعدت الجيش السورى النظامى فى استعادة مناطق واسعة لسيطرته مجددًا. ونقلًا عن المرصد السورى فإن جماعات سجلت رغبتها فى القتال ضد روسيا والوقوف إلى جانب أوكرانيا، فى الحرب الدائرة بينهما حاليا، مثل الجهادى مسلم الشيشانى ومجموعته المسلحة الموجودة فى إدلب، ومجموعة ما يعرف بـ«هيئة ثائرون» بقيادة «أبوعمشة» الذى اتهم من قبل أتباعه بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق عناصر تابعة له، وتم عزله من القيادة، لكنه عاود الظهور من جديد فى ذكرى اندلاع الأزمة السورية، وبالتزامن مع تصاعد الأزمة الأوكرانية. وتشير تقارير، ذات صلة إن خلايا نائمة لتنظيم «داعش» ستحاول، خلال الأيام الحالية، الاستفادة من غياب الطائرات المقاتلات الروسية فى صحراء البادية وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السورى النظامي، ليعلن عن ظهوره وبقوة، مستغلا الفرصة فى تثبيت أقدامه، حيث حاول التنظيم استعادة قوته وترتيب صفوفه طوال الفترات الماضية، إلا أنه فشل فى ذلك مرات عديدة.

الغرب يستخدم التنظيمات ضد روسيا

أكد الكاتب التونسى والمحلل السياسى، نزار الجليدى، أن الظهور الجديد للجماعات المتطرفة لعبة أمريكية خالصة، لتحدث ضجيجا لروسيا التى تمكنت خلال السنوات الماضية من قطع دابر الإرهاب هناك فى سوريا.

وأضاف «الجليدي» أن ورقة القنابل الموقوتة فى ليبيا وفى سوريا تستعملها أمريكا والناتو والغرب ضد الرئيس الروسى بوتين فى أوكرانيا، فهناك سوق مفتوحة لعقود عمل لهؤلاء الإرهابيين من أجل أن تكون أوكرانيا هى سوريا الجديدة. ويعتقد المحلل السياسى أن الروس متمكنون جيدا من ضبط حروبهم، حيث استطاعوا أن يضعوا منصات دفاع فى حلب وتل الزعتر وفى المدن السورية، فضلا عن تكوين الجيش العربى السورى وتسليحه بما لا يسمح لإحداث بلبلة فى المنطقة، لذا فالجماعات المتطرفة فزاعة الغرب وصنيعته.

الأزمة الأوكرانية تستقطب المرتزقة

وقال رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السوري، أنه لشيء محزن جدًا أن نشاهد سوريين تحولوا إلى مرتزقة يقودهم جهلة على غرار «أبوعمشة» وغيره، فالشعب السورى يحتفى اليوم بالذكرى الحادية عشر للثورة السورية التى خرجت مطالبة بالحرية والديمقراطية، من يتحول إلى مرتزقة بيد دول أجنبية هو يسعى للمال فقط لا غير ولن يخرج للقتال بدونه. ونقلا عن تصريحات تلفزيونية، فإن مجموعة أبو مسلم الشيشانى فى إدلب تريد الخروج لقتال الروس فى أوكرانيا و«أبوعمشة» وجماعته أيضًا، لكن تركيا لم تمنحهم الضوء الأخضر حتى الآن، لأن الرئيس التركى أردوغان يخشى من ردة فعل الروس، على الجانب الآخر رأس الحربة للقوات التى ستقاتل إلى جانب الروس فى أوكرانيا هى الفرقة ٢٥ ولواء القدس الفلسطينى وكتائب أخرى تدربت على يد الروس ولديهم خبرة قتالية.

«جنود الشام».. والذهاب إلى أوكرانيا

يستقر فى يقين المطالع لتحركات الإرهابى مسلم أبوالوليد الشيشاني، المولود فى جورجيا، أنه يضع فى أولى أهدافه مواجهة القوات الروسية أينما كانت، فهو مؤسس جماعة «جنود الشام» فى سوريا، وأدرجته الإدارة الأمريكية على قوائم الإرهاب. ويملك الإرهابى الشيشاني، المقيم فى إدلب الواقعة تحت السيطرة التركية، تاريخًا من القتال ضد القوات الروسية، فهو ينتمى فى البداية إلى جماعة «إمارة القوقاز» التى أسسها الإخوانى دوكو عمروف، وهى الجماعة المتطرفة التى تزعمت تنفيذ أعمال إرهابية ضد القوات الروسية والأفراد الموالين لها فى الشيشان. وهاجمت عناصر الإمارة معسكرات تدريب ونقاط أمنية وشرطية، إلى جانب الاشتباك مع قوات حفظ السلام، وتنفيذ عمليات انتحارية خاصة فى المناسبات المحلية والقومية. من هذه الجماعة التى واجهت روسيا انطلق الإرهابى الشيشاني، حيث سافر إلى سوريا وكان من أوائل المتطرفين الذين اتجهوا إلى بؤرة القتال فى سوريا ضد النظام وضد القوات الروسية الداعمة للنظام.

ركز «الشيشانى» دوره على مساعدة الفصائل السورية المختلفة، ابتعد عن الانتماء لأى جماعة، رفع شعار «أنا هنا من أجل مساعدة السوريين»، فعمل على تدريب السكان المحليين والشباب على استخدام السلاح، ومدهم بالمزيد من الخبرات القتالية ضد الروس. ولعب دورًا فى التهدئة بين عدد من الفصائل السورية المختلفة، ووجه لهم النصائح بضرورة تركيز القتال ضد الروس وضد قوات النظام السورى فقط، واشترك فى الحرب التى شنها الجيش السورى النظامى على حلب بهدف تخليصها من المتطرفين، وهى الحرب التى انتهت بانتصار النظام وإجلاء المقاتلين إلى إدلب الواقعة تحت سيطرة تركيا، والتى تضم عددا من الفصائل المتطرفة منها جماعة «جنود الشام» التى أسسها مسلم الشيشانى وضمت المقاتلين الشيشان تحت رايتها.

سقوط قيادات داعش فى العراق

نفذت الأجهزة الأمنية عمليات ناجحة منذ أول شهر مارس الجاري، حيث تعقبت العناصر الإرهابية الهاربة والتابعة لتنظيم داعش، ففى مطلع الشهر أعلنت خلية الإعلام الأمنى عن تفجير مخلفات حربية تركتها عصابات داعش، ثم تمكنت الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع فوج مغاوير قيادة عمليات نينوى الثالث من إلقاء القبض على ٣ إرهابيين، أما عمليات بغداد فقد نجحت فى ضبط إرهابى صادر ضده حكم بالإعدام. وفى عملية استباقية، ضبطت كالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية فى وزارة الداخلية ومن خلال المتابعة الميدانية، واستنادا لمعلومات استخباراتية دقيقة، وكرين لعصابات داعش الإرهابى احتوتا على كميات كبيرة من العتاد، حيث وجد داخل الوكر الأول فى قضاء الحويجة ضمن محافظة كركوك ٢٠ قنبرة هاون عيار ٦٠ ملم و٥ صواريخ كاتيوشا محلى الصنع وعددٍ كبير من مخازن الكلاشنكوف و٥٠٠ إطلاقة عتاد خفيف، أما الوكر الثانى بداخله ٢٠ مسطرة تفجير وعبوتان ناسفتان ومخازن عتاد ومواد لوجستية مختلفة، ومن جانبه واستنادا لمعلومات احد المواطنين تم ضبط صاروخ حربى يبلغ طوله ٢٣٠ سم فى قضاء بلد روز ضمن محافظة ديالى. حيث تم ردم الوكرين ورفع المواد المتفجرة المضبوطة من قبل الجهد الهندسى المرافق دون أضرار. ووجهت القوات الجوية فى ساعة متأخرة من ليل الجمعة، ١١ مارس الجاري، ضربتين جويتين بواسطة طائرة «F-١٦» وسزنا كرفان على وكر للإرهابيين فى سلسلة جبال ماما التابعة لقضاء الدبس فى محافظة كركوك، أسفرت هاتين الضربتين عن قتل ٤ إرهابيين كانوا بداخلها أحدهم قيادى بما يسمى ولاية كركوك، وهو المسئول عن عدد من القناصين الإرهابيين. وفى الرمادى أوقعت الجهات الأمنية إرهابيين اثنين أحدهم ما يسمى المسؤول الأمنى لمنطقة زنكورة فى الرمادى بمحافظة الأنبار، وذلك فى الثالث عشر من نفس الشهر.

وتكثف الأجهزة الأمنية العراقية جهودها لملاحقة العناصر الهاربة من تنظيم داعش، للعمل على ضبط الأمن والاستقرار ومنع عودة التنظيم الإرهابى للواجهة مرة أخرى، خاصة بعدما توحش فى عملية تهريب المعتقلين بسجن غويران بمحافظة الحسكة السورية الفترة الماضية، بمساعدة خلاياه النائمة.