رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

محلل سياسي لبناني: إشكالية العلاقة بين روسيا وأوكرانيا نشأت منذ 2014

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إنه من المعروف أن العصر الحالي هو عصر القوميات، حيث تبدى ذلك واضحا في كثير من المحطات المفصلية، مضيفا “لاحظنا أن ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال طالبت ولا تزال بالانفصال عن الفيدرالية الأمريكية على قاعدة القومية الإسبانية التي ينتمي إليها السواد الأعظم من السكان”. 

وتابع «الرز» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن الصين دمجت بين الأيديولوجيا والقومية وأخذت تتحرك دوليا على هذا الأساس، وقياسا على ذلك سائر التوجهات في العالم، ومن الطبيعي أن تحتل النزعة القومية خلفية التحرك الروسيعلى مختلف الأصعدة حيث إن أغلب سكان الجمهوريتين الوليدتين لوغانسك ودونيتسك يتحدثون بالروسية، في الوقت الذي صنع فيه الرئيس فلاديمير بوتين قفزة نوعية تطويرية داخل روسيا عززت ترسانتها المسلحة. 

وأوضح أن إشكالية العلاقة بين روسيا وأوكرانيا نشأت منذ العام ٢٠١٤ حين بدأت كييف بالتطلع للانضمام إلى الحلف الأطلسي ورغم خطورة هذا الأمر على الأمن القومي الروسي إلا أن موسكو أخفت قلقها بانتظار التوقيت المناسب والذي نضجت ملامحه الآن، فالولايات المتحدةالأمريكية تمر بفترة تراجع حادة على مختلف المستويات اقتصاديا وسياسيا وبالتالي على صعيد الدور العالمي، وهي عندما بدأت بسحب قواتها من بؤر التوتر في العالم أعطت الضوء الأخضر للآخرين بأنها باتت إمبراطورية مرهقة وهو ما حذر منه كثير من الباحثين الأمريكيين أنفسهم. 

وأشار أنه عندما نجد أن الصين تتصدر المشهد الدولي، وأن روسيا تمتد استراتيجيا نحو جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط في الوقت الذي تعاني فيه أمريكا من تنامي الصراعات داخلها بين البيض والسود وبين الكاثوليك والبروتستانت والمسيحية اليهودية مع ديون فاقت ٣٠ تريليون دولار وغياب الضمانات الاجتماعية ووجود ٤٠ مليون أسرة بدون سكن و١٣ مليون طفل متشرد، وعندما يغزو أنصار ترامب مبنى الكونجرس، فإن كل ذلك وكثير غيره يقرب لكي تصبح الولايات المتحدة دولة كبرى مثلها مثل فرنسا وبريطانيا وليس زعيمة العالم.

وأكد "الرز" أن هذا الواقع الأمريكي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التحرك باتجاه أوكرانيا لثقته بتراجع القوة الأمريكية التي انكشف حالها بعد الانسحاب من أفغانستان وبالتالي اتخذ قراره في الوقت المناسب ليعيد الاعتبار إلى قوة روسيا الكبرى، وواشنطن ستستخدم بيانات الشجب والاستنكار فقط.

 وأردف: “ أما ما الذي ينبغي علينا كعرب أن نلجأ إليه وسط كل هذه المتغيرات الدولية فهو ببساطة إحياء التضامن العربي على قاعدة المبادرة القومية التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة شرم الشيخ عام ٢٠١٥ وأبرز بنودها تشكيل القوة العربية المشتركة وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، وهذه المقررات تشكل ألف باء التضامن العربي، حيث لن توجد دولة عربية تستطيع بمفردها أن تصمد أمام المتغيرات الدولية، ومن هنا نفهم التحرك الذي يقوم به الرئيس السيسي على الساحة العربية، وجزء منه مع الرئيس الجزائري، لتكوين منظومة عربية تكاملية تستطيع أن تصمد بوجه الأعاصير الدولية التي لن تكون حربًا أوكرانيا آخرها”.