السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حى الحسينية بالمنصورة يبوح بأسراره التاريخية

حي الحسينية بالمنصورة
حي الحسينية بالمنصورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحمل حي الحسينية بالمنصورة فى محافظة الدقهلية تاريخا عريقا حيث ينسب اسمه إلى حسين بك حسني الذي نزح من دولة العراق إلى مدينة المنصورة، واستقر بها وكان مدير مالية وكان والده الشاعر العراقي الكبير « عبد الباقي العمري» أما مدينة المنصورة ذاتها فهى تحمل تاريخا أثريا هاما فقد أنشئت فى عهدالملك الكامل أحد ملوك الدولة الأيوبية عام ١٢٢١.

وعرفت باسم « جزيرة الورد» نظرا لإحاطتها بالمياه من جميع الاتجاهات، حيث كانت تضم أكبر حدائق الورد بمصر، ثم تحول اسم المدينة من جزيرة الورد إلي المنصورة عقب انتصار شعبها فى معركة المنصورة علي الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا والتى حاولت احتلال مصر ودارت المعركة بين القوات الصليبية والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ وفارس الدين أقطاي وبيبرس وفى الفترة من ٨إلي ١٠فبراير عام ١٢٥٠،وحيث انتهت المعركة بفوز القوات الأيوبية وأسر الملك لويس التاسع بدار ابن لقمان بالمنصورة.

 

الدكتور إيهاب الشربيني

ويروى الكاتب الدكتور « إيهاب الشربيني» أن حى الحُسيَنِيَّة كان الحى المفضل لسكن الأجانب، وأنه كان قبل ذلك عبارة عن أطيان زراعية تابعة لقرية ميت حَدَر، ثم تم تخطيطه وللمرة الأولى فى تاريخ المنصورة على النظام الهيبودامى فى شكل شوارع مستقيمة ومتقاطعة مثل رقعة الشطرنج بعكس شوارع المنصورة القديمة المتعرجة. 

وأوضح « الشربيني» أنه بدأ البناء فى الحى مع ظهور شارع السِكَّة الجديدة على يد اليونانيين واليهود والشوام والإيطاليين والإنجليز، وتابع، أن ذلك موثق من خلال أسماء بعض الشوارع بالحسينية فهناك شارع له اسم طريف وهو شارع بابا يانوبولو وهو يونانى كان عضوا بالمجلس المحلى، ويوجد بعده شارع باسم يونانى آخر هو شارع منجالا بولو، وتابع أن شارع بابايانوبولو أصبح اسمه اليوم شارع نصحي. 

وأضاف أن من الشوارع التى حملت أسماء إنجليزية شارع ولكنسون الذى أصبح اسمه شارع أحد، وتابع أن الحُسيَنِيَّة كانت تضم العديد من المصريين وأن معظم الشوارع مصرية، وأكد « الشربيني» أنعائلة العمرى كان لها الكثير من الممتلكات فى ميت حَدَر والحسينية وتابع أن هناك أكثر من شارع بالحسينية يسمى باسم العمرى. 

وأضاف أن اتجاه الحي عندما تخرج من محطة القطار وتتجه نحو الشارع العتيق المعروف باسم شارع سور المحطة ستجد على يمينك شوارع حى الحُسيَنِيَّة، أما شارع سور المحطة فكان اسمه قديماً ( شارع مناحم) ،وتابع أنه بالسير فى الشارع ستجد شارعا ضيقا تجاه مقام سيدى عبد القادر يسمى « شارع إسرائيل» وتابع أنه يوجد أيضا شارع لوزينا وشارع كوهين وشارع فيلكس. 

وكشف الشربينى أن كثرة أسماء اليهود بشوارع الحسينية بالرغم من قلة أعدادهم، يرجع إلي التسمية المصرية القديمة، فقد شيد اليهود المعبد اليهودى الجديد فى عام ١٩١٣وقاموا ببناء بيوتهم على الأراضى المحيطة به، وتابع أن كل عائلة أو شخص سميت الشارع باسمها عملا بقاعدة التسمية المصرية القديمة بتسمية الشارع باسم أول من سكن.

وتابع: لذلك فقد تمَّ تسمية شارع إسرائيل باسم ماير إسرائيل من أعيان الدَقَهْلِيَّة، وأنه تم تسمية شارع مناحم باسم مناحم كوهين سكرتير الطائفة الإسرائيلية، وتم تسمية شارع كوهين باسم أكبر عائلة يهودية بالمنصورة، وهى تشمل العديد من الأسماء مثل مخلوف كوهين الذى أسس الكنيس اليهودى فى شارع كوهين، وابرامينو كوهين عضو المجلس البلدى بالمنصورة، وشارع فيلكس سمى باسم الصيدلى فيلكس مهودار وهو من أوائل من فتحوا صيدليات بالمنصورة. 

وأوضح أن هناك شارعا لا يزال يحمل اسم لوزينا، وأنه قد سمى باسم إيميلى لوزينا عضو المجلس البلدي، وتابع أنه كان هناك شارع آخر بنفس الاسم ونفس المنطقة. 

وأضاف « الشربينى» أن عائلة لوزينا كانت بارزة بالمجتمع اليهودي وتابع أنه يوجد أيضاً شارع ولكنسون، وشارع إبرامينو وشارع فيكتور وشارع إبراهيم داوود، وهي أسماء عائلات وأشخاص يهود استوطنوا المنطقة. 

وتابع أنه كان من السهل على اليهود إقناع المجلس البلدي بتسمية الشوارع بأسمائهم اليهودية، مشيرا إلى أن ذلك يرجع إلي طبيعة جو التسامح الذي كان سائدا بمصر حينذاك مع الأجانب على معتقداتهم كافة. 

وأشار إلى أن الحكومة المصرية قدمت منحة مالية للطائفة اليهودية مساهمة فى بناء المعبد اليهودى بالحسينية فى ذلك الوقت، وتابع أن اليهود حرصوا دوما على أن يكون لهم ممثل أو اثنان فى المجلس البلدى للمنصورة، حيث إن أيام الاحتلال كان المجلس البلدى مكونا من نوعين من الأعضاء المنتخبين، أعضاء وطنيين وأعضاء أجانب. فى نهاية الثلاثينيات. 

وأضاف « الشربينى» أنه قبل الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود فى بيع بيوتهم والهجرة من مصر، وبعد خروجهم تمَّ اختيار أسماء جديدة تعكس النزعة نحو القومية العربية.