الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إرهاب من نوع آخر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل شعرت يومًا بالخوف من كتابة رأيك في موضوع ما أو حتى مجرد التساؤل والدعوة للتفكير والنقاش عبر مواقع التواصل الاجتماعي خوفًا من الهجوم والاتهامات القاسية والعنيفة، هل جلست يومًا مع بعض الأصدقاء يتناقشون في أمر ما وخشيتُ أن تصرح برأيك، الأسوأ أن تكون مضطرًا للكذب.

هذا هو الإرهاب المعنوي والفكري وأنا أراه واتذوقه في كل شيء حولي، إرهاب يجعل كل متشكك أو متسأل يتحول إلي ملحد أو متطرف فكريًا أو مؤمن زائف بسبب ممارسة الإرهاب المعنوي بدل من المواجهة بالفكر والحجة والبرهان والمنطق.

العقل البشري خاصة العقول التي دائمًا تفكر وتتدبر لا تواجهه إلا بالحجة والمنطق والبرهان والنقاش، وممارسة الإرهاب الفكري عليها تجعلها تتجه إلا الألحاد وتلك العقول أيضًا حينما تصل إلي الحقيقة يصبح يقينهم كالفولاذ لأنهم وصلوا إليه بقلبهم وعقلهم ولم يصلوا باتباعهم لعقيدة لمجرد إنها مكتوبة على ظهر بطاقة الرقم القومي ولكن هل من يرشده للحقيقة ؟؟ أم إنه يرفض حتى أن يحاورك ويتهمك بالردة.

قطع رقبة الذي يخالفك الفكر لا يقضي على فكره بل يضعك في موقف ضعيف الحجة

إنني شخص أؤمن بالله وكتابه ورسوله بشكل يقيني، لكن أفكر وأتدبر وأتأمل كثيرًا ولا أقبل مسلمات بخلاف كتاب الله، أدقق كثيرًا في معقوليه وأصل كل ما نسب على لسان سيدنا النبي (ص)، وللأسف مضطرة أن أصرح بذلك رغم إنه لا يخص أحد غيري، لكني أخشي أن أجد نفسي أواجه نعيق القطيع في الوقت الذي كلًا منا يضع سيفًا علي عنق الآخر لذبحه قبل أن تتفوه برأيك أو تساؤلك بالتأكيد لأننا نعيش في مجتمع متدين بطبعه متسامح متعايش يغمره المحبة والسلام.
عزيزي القارئ أنا لا أدافع عن أشخاص ولكن ألم يحن الوقت لأن نواجه الإلحاد الذي يتزايد في مجتمعنا بسرعه وفي ظل انتشار العقائد التي تتحدث عن كائنات فضائية ومخلوقات أصولها من الزواحف تحكم البشر ومنظمات سرية تتحكم في العالم وأمور لم نسمع عنها من قبل ظهرت نتيجة الفراغ الذي يعيشه الكثير من الذين يتفكرون ويتأملون ويجدون نقاط دينيه تشكل ثغرات عقائدية نسبت للدين وهي بعيده كل البعد عن صحيح الدين يستند إليها كل الملحدين دون وجود من هو يرشد ويرد ويوجهه أو ربما يصحح اعتقاد خاطئ (عذرًا للمقاطعة أنا أؤمن بالإسراء والمعراج )، ليس فقط لمواجهة الإلحاد بل مواجهة كل شخص كان تابع وإيمانه ناقص لأنه لم يدرس ولم يقرأ فجاء إليه أشخاص تحدثه عن بعض الثغرات التي تسبب فيها البشر وليس الخالق فتجعله ينساق لأنه شخص بطبعه تابع، لماذا لا نواجه بدلا من السُباب ومحاكم التفتيش واتهامات الهرطقة واتهامات الردة.

هل من المنطق أن نتساوى جميعًا في طريقة التفكير ونشبهه بعض في نظرتنا للأمور، فإذا كان هذا منطقي وإذا كان كل شيء مسلمات مقدسات لا يجب أن نقترب منها لماذا لم يجعل الله عقيدته غير غيبية وجعلها ماديه ملموسه يقينية وجعل كل عباده يؤمنون به وحده دون شريك ألم تفكر في ذلك قليلًا فهو القادر علي كل شيء لماذا أراد الله أن يجعلنا مختلفين.
وإذا كان هناك بعض الأمور العقائدية عليها خلاف بين الأئمة والشيوخ علي مر العصور لماذا لا نناقشها حتي تصل عقول الباحثين عن الحقيقية الي الحقيقة في ظل عالم المعلومات المباحة وكفانا عنف وجمود وتطرف وتهجم وتهكم وقمع، فللأسف ما فعلوه المتأسلمين في عقل الوعي الجمعي المصري لم ينتهي في ٣٠ يونيو فقد انتصرنا سياسيًا لكنهم تركوا إرث فاسد من برمجة للعقول الضعيفة، لأن القارئ والدارس والفاهم والواثق لا يخشي النقاش أو إثارة للتساؤلات لامتلاكه الحجة، بل يرى أن إثارة التساؤلات الخلافية في العقيدة هي فرصة لتصحيح المفاهيم لدي الباحثين ولكل منا عقل يؤمن ويعتقد كما يشاء.
أنا لا أدافع عن أشخاص أنا فقط أسمع ناقوس خطر من تزايد حدة العنف والتطرف في الرأي وممارسة الإرهاب الفكري، تلك الأمور التي تؤثر بالتبعية على كل ما يحدث في المجتمع من حوادث وجرائم لم نسمع عنها يومًا لكنها أصبحت الان مألوفة ولا تثير أي اندهاش لدينا.
إن لم نكن أكثر مرونة ونعمل علي ضحل كل مسببات العنف والكراهية ستصبح النتيجة مدمرة.