تعكس زيارة الرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان، إلى الإمارات الإثنين، خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الشريكين الإقليميين.
وشهدت العلاقات الإماراتية التركية نقلة نوعية مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى أنقرة في نوفمبر 2021 بدعوة من الرئيس التركي، حسبما أبرزت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وتمثل الزيارة خطوة فارقة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين التي تتمحور حول المصالح المشتركة.
وتشهد العلاقات بين الإمارات وتركيا تطورًا مستمرًا في قطاعات حيوية، يعكس حرص قيادة البلدين على تطوير العمل المشترك وخلق المزيد من فرص التعاون.
وتؤمن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين سيسهم في الاستقرار والازدهار الإقليمي والسلام.
ومنذ زيارة الشيخ محمد بن زايد الأخيرة لأنقرة، وقع البلدان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاستراتيجية لتعزيز التعاون، بما في ذلك عشر اتفاقيات أمنية واقتصادية وتكنولوجية.
ويعد المجال الاقتصادي أحد الركائز الأساسية للتعاون الإماراتي التركي منذ قيام الدولة العربية.
في عام 1984، وقعت الإمارات العربية المتحدة وتركيا اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني، تلتها اتفاقيات أخرى عززت القطاع الاقتصادي والتجارة.
وبلغ حجم التجارة بين الإمارات وتركيا في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم، بزيادة قدرها 100 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
كانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت في نوفمبر 2021 عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار في تركيا، يركز على الاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات الطاقة والصحة والغذاء. تحتل تركيا المرتبة 11 من بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات العربية المتحدة، في حين أن الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا على مستوى العالم وأكبر شريك تجاري لها في منطقة الخليج.
وهناك ما يقرب من 400 شركة إماراتية في تركيا ويتصدر قطاع العقارات قائمة المحفظة الاستثمارية للدولة. دولة الإمارات العربية المتحدة لديها أيضا استثمارات في الموانئ التركية وقطاعات البنوك والسياحة.
وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في تركيا قرابة 18.4 مليار درهم بنهاية عام 2020، فيما بلغت الاستثمارات التركية في الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم.
وتتركز الاستثمارات التركية بشكل أساسي في قطاعات البناء والعقارات والمالية والتأمين والصناعة وتكنولوجيا المعلومات. تعد تركيا واحدة من 192 دولة مشاركة في إكسبو 2020 دبي، ويقع جناحها في منطقة الاستدامة تحت شعار "صناعة المستقبل من أصل الحضارات".
وترحب الإمارات بالزيارة المرتقبة للرئيس التركي من خلال مجموعة من المظاهر الاحتفالية، بما في ذلك عرض مرئي لواجهة برج خليفة، وإضاءة عدد من المعالم والمباني المميزة بألوان علم الإمارات وتركيا، وكذلك تفعيل لوحات الكترونية على الطرق الرئيسية لعرض رسائل احتفالية تعكس الشراكة المتينة مع انقرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كتب في مقال نشرته صحيفة الخليج تايمز الإماراتية يوم السبت الماضي أن تعزيز العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة خلال فترة المنافسة العالمية المتزايدة سيعود بالنفع على المنطقة.
وقال الزعيم التركي إن "مجالات التعاون والتاريخ المشترك والثقافة والقيم التقليدية في تركيا والإمارات" توفر للبلدين فرصة كبيرة، مشيرًا إلى "بهجة" حكومته في إطلاق فصل جديد في العلاقات بين البلدين.
وكتب أردوغان: "حقيقة أن الحوار المكثف مؤخرًا بين تركيا والإمارات العربية المتحدة قد تطور الآن إلى تعاون حقيقي يوضح أنه إذا أخذنا زمام المبادرة، يمكننا تشكيل مستقبلنا المشترك معًا".
وأضاف: "نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج عن أمن واستقرار بلادنا".
وكتب أردوغان: "حقيقة أن الحوار المكثف مؤخرًا بين تركيا والإمارات العربية المتحدة قد تطور الآن إلى تعاون حقيقي يوضح أنه إذا أخذنا زمام المبادرة، يمكننا تشكيل مستقبلنا المشترك معًا".
وأضاف: "نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج عن أمن واستقرار بلادنا".
