لعل مؤلف ومخرج وممثلو الفيلم الكوميدي "حملة فريزر"، الذي عرض بدور السينما وشاشات الفضائيات منذ سنوات، لم يكونوا يتوقعون أن تتحول "الفانتازيا" الفتي قدموها إلى اعتقاد بل ويقين ثابت لدى ملايين المصريين.
حيث تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي عن اكتشاف اجهزة الاستخبارات وجود مافيا دولية تتلاعب في مناخ بعض الدول عبر أجهزة توجه عن بعد، لترفع رجات الحرارة هنا أو تزيدها هناك عبر اجهزة للتحكم عن بعد.
فمع أيام الشتاء شديدة البرودة التي لم يعهدها المصريون من قبل وتكاثر الثلوج الكثيفة في العديد من المحافظات والتي جعلتها اشبه بالدول الجليدية الأوروبية والعواصف العاتية التي تقتلع كل ما يقف في وجهها.. أصبح الظن السائد في عقل قطاعات كبيرة من المواطنين أن هناك ربما أياد خفية خارجية تتلاعب في تغيير المناخ.
فمنذ قديم الأزل.. كان المعروف عن مناخ مصر بأنه حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء، أما الآن فقد انقلبت الأحوال الجوية لتصير حر نار صيفا برد تلج شتاء.
وليس بعيدا عن هذا.. التقارير الجادة عن تغير المناخ الذي أضحى الشغل الشاغل للعالم أجمع، والذي لا يستبعد ضلوع دول بعينها في ارتكاب جرائم بيئية أدت إلى تغير درجات الحرارة على النحو الذي نعيشه الآن، لدرجة أن تقارير الأرصاد باتت هي الأكثر انقرائية في جميع المواقع الإخبارية وصفحات الجرائد، خصوصا في ظل الانتشار الخطير لفيروس كورونا الذي يجد في الطقس البارد تربة خصبة لاستهداف ملايين الضحايا في جميع أنحاء العالم.
على أية حال.. ليس أمامنا سوى التوجه بالدعاء للخالق العظيم لإنقاذ كوكب الأرض وإصلاح ما أفسده البشر.
