السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب: بسنت خالد والابتزاز الإلكترونى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت بداية التعرف على جريمة  الابتزاز الإلكتروني ومخاطرها الاجتماعية والأمنية حين دعيت إلى ورشة عمل وعدة فعاليات أخرى عن هذه القضية  في إحدى الدول الخليجية في عام 2015.

وقد تحدث مجموعة من الضباط المتخصصين في البداية عن الابتزاز الإلكتروني ومفهومه وأساليبه وضربوا لنا مجموعة من الأمثلة على جرائم حكم فيها أو قيد التحقيق.

وقد سمعت شيئا عجبا  يقوم على التخطيط وجمع المعلومات عن الضحية ثم اختيار طريقة التواصل معه فإن كانت فتاة او امرأة تعانى من أزمة عاطفية يسلط عليها شاب وسيم والعكس صحيح  ويظل يتدرج في العلاقة حتى ترسل الضحية صورا أو محادثات خاصة يتم تجميعها وعمل ملف بها حتى اللحظة المناسبة فتظهر النية المبيتة لهؤلاء المجرمين ويبدأون في التهديد مقابل ما لديهم من مواد (صور أو تسجيلات صوتية أو فيديوهات) وقد يقومون بعمل صور مزورة أو فيديوهات مزورة وسط الصحيحة فيبدوا الأمر كله كأنه كابوس وبين عشية وضحاها تصبح الضحية مقيدة إما تنفيذ ما يطلب المبتز  أو التعرض لفضيحة مدوية تتجاوز قريتها أو منطقتها أو مدينتها إلى الدولة كلها والدول المجاورة.

 هذه القضية الخطيرة الجديدة على مجتمعاتنا العربيه والعالمية بصفة عامة تحتاج لحملات توعية جبارة لأن غالبية المراهقين  بطبيعتهم المندفعة قليلة الخبرة يسهل أن تقع ضحية لهذا الفعل المشين الإجرامي ولعل الضحية الأخيرة التى أدمت قلوبنا  هي بسنت خالد فتاة  قرية كفر يعقوب محافظة الغربية التى لم تتحمل تهديد مجموعة من الفتيان بصور أو فيديوهات مفبركة ونشرها بين أهالى القرية (كفر يعقوب )  لفضحها والتنمر عليها  مما ترتب عليه شعور البنت بالاحباط والخوف من الفضيحة مما أورثها شعورا بالعجز دفعها للاكتئاب دفعا وهذا كان المقدمة للتخلص من تلك الحياة النكدة فانتحرت المسكينة.

 إن الفتاة انتحرت وهو عنوان ربما يحمل للمتخصصين شيئا من الألم الشديد لأننا من خلال تواصلنا مع مرضى الاكتئاب وغيره نستطيع ان نعرف ما هي تلك المشاعر المريرة التي تمتد من أيام وأحيانا الى شهور وسنين قبل اتخاذ قرار الانتحار.

فكرة  الانتحار لا تأتى فجأة فلا بد من وجود آلام مبرحة جدا على المستوى النفسي والمستوى البدني والمستوى العقلى تسبق هذه المصيبة تجعلها مبررة من وجهة نظر الضحية والتى تبنى دائما على رؤية قاصرة وشعور عميق بالعزلة وغياب المساندة.

وإذا كان هذا الأمر قد عرف وانتشر فأؤكد لكم أن هناك عشرات حالات الابتزاز التى تتم تقهر في بعضها الضحية سواء كان ذكرا أو أنثى ويضطر لتنفيذ ما يطلبه المبتزون في صمت ومذلة.

الأمر يحتاج إلى حملة كبيرة للتوعية المجتمعية خاصة بين أوساط المراهقين.

يحتاج منا كأهل ومسئولين إلى مزيد من الاحتواء والاستماع لأبنائنا.

يحتاج منا لتشديد التشريعات الخاصة بهذه الجرائم الجديدة القديمة وغيره من الإجراءات التى تحجم هذه الظاهرة الفظيعة.

فللنظر ما نحن فاعلون ؟!