الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لسان الحال والتهامي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ نعومة أظافري وكنت أسمع المديح النبوي في بيتنا أو أثناء ركوب السيارة وحتي في وقت الراحة أثناء ممارسة الزراعة ولكن عن دون قصد، فكانت عائلتي مهتمة بالمدائح النبوية، وإحياء الشعائر الدينية في المناسبات، كالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وموالد آل بيته المطهرين والأولياء والصالحين، والاحتفال بليلة النصف من شعبان، وليلة عاشوراء، والشعور بليلة القدر، وإقامة السهرات الرمضانية، وغيرها من الاحتفالات الروحانية.


حتي أصبحت منذ فترة طفولتي المتأخرة أعشق المدائح والتواشيح الدينية لما فيها من روحانيات ومناجاة لرب الأكوان، وكان للشيخ ياسين التهامي دور أساسي في الشعور بهذه الروحانيات والتجليات، حيث كان من المفضلين لدي كثير من العارفين الذي نال شرف مَدح خير من مدُح، وأي شرف بعد هذا؟ وانفرد التهامي دون غيره من المادحين بالقبول لدي المستمعين لسلسبيل كلامه، حتي أنه استطاع أن يجعل من الأشعار الصوفية ثقيلة المعاني يتداركها الجميع كلٌ علي حدة، باختلاف المستويات الثقافية والعقلية، فيقف أمامه الألاف لساعات عدة يسقون أعينهم شوقًا وتطرب الأذان لسماعه.


ويشعر كل من يقف أمامه يتلقي السماع أنه يخاطب حاله فقط، فتكون القصيدة واحدة، ولكنها تتماشي مع أحوال المستمعين جملة، والبعض يطلق علي الشيخ ياسين أنه منشد  ولكنه في نظر السادة حالة وليس منشد، حيث فاقت صفاته وقدراته الترغيبية قدرات المنشدين، وأعطاه الله نفحةً، حُرِمَ منها غيره، لقي القبول حتي في قلوب غير المسلمين.


مصدر البهجة والسرور في الاحتفالات، ولاحظنا ذلك في القريب، في ظل تلك الجائحة، أنه أثناء الاحتفال بمولد أحد الصالحين أو آل البيت وكأن شيء ينقصنا أو يعكر علينا صفونا، جاهد بالدعوة من خلال حفلاته أو سفره خارج بلاد المسلمين.