الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

جيل جديد من المبدعين.. أهم ثمار ملتقى الأقصر الدولى للتصوير

المدينة الأثرية ملهمة الفنانين وتيمة الإبداع.. وتنوع فى المشاركات من مختلف المدارس والتقنيات الفنية

بوستر الملتقى
بوستر الملتقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بين سماء مدينة الأقصر الصافية، وشمسها الساطعة، ونيلها الرقراق، وحضارتها الضاربة فى أعماق التاريخ، جاءت فعاليات الدورة الرابعة عشرة من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، التى شارك فيها عدد كبير من الفنانين المصريين والدوليين والشباب الصاعد الذى ينتظره مستقبل واعد، فى دورة مميزة شهدت إقبالًا كبيرًا من طلبة كلية الفنون الجميلة بالأقصر.
ظهر جليا تأثر الفنانين المشاركين فى الدورة بمفردات الحياة فى أعظم المدن الأثرية والتراثية فى العالم، وعبروا عنه بوضوح فى أعمالهم التى جاءت انعكاسا لمدى عشقهم للحضارة المصرية القديمة.
وتنوعت المدارس والتقنيات الفنية التى استخدمها الفنانون المشاركون، كما اختلفت الظواهر والمعالم والموضوعات التى تمثل حصاد هذه الدورة التى شهدت تراجعا واضحا فى تأثير فيروس كورونا على أعمال الفنانين، فمنهم من تناول النجوم الفلكية التى تزين سماء مقابر قدماء المصريين، ولكن بشكل حداثى، ومنهم من جسد بعض الفلاحين وطريقة عملهم، ومنهم من استخدم البيت الأقصرى الكبير الذى يمثل تيمة الوطن، ومنهم من استعاد بعض المعبودات الفرعونية القديمة ووظفها بشكل جديد للتعبير عن أفكاره. واختتمت مساء الأحد الماضى، فعاليات الدورة الرابعة عشر من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، وبدأ حفل الختام باستعراض نتاج الدورة الرابعة عشرة من الملتقى، وأعمال الفنانين المشاركين، أعقبه مراسم حفل الختام، وألقت الفنانة ريهام قاسم كلمة شباب الفنانين المشاركين عبرت فيها عن امتنانها للملتقى، مؤكدة أنه فعالية فنية مهمة استطاعت من خلالها الاحتكاك بفنون وثقافات مختلفة. وفى كلمة محافظ الأقصر التى ألقاها نيابة عنه نائبة، أكد أن ملتقى الأقصر الدولى من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التى تنظم على أرض محافظة الأقصر، مضيفا أن يوم ختام الملتقى يتزامن مع ختام فصل الشتاء وبدء فصل الخريف فى التقويم الفرعونى.
ومن جانبه أكد الدكتور فتحى عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، أن ملتقى الأقصر استطاع أن يثبت أقدامه بين ملتقيات التصوير الدولية، موجها الشكر لجميع العاملين على إنجاح هذه الفعالية الثقافية الفنية المهمة. وقال الدكتور عماد أبوزيد قوميسير عام الملتقى فى كلمته أن ملتقى الأقصر الدولى للتصوير أصبح فعالية فنية مهمة، مشيرا إلى أن جميع الفنانين فى هذه الدورة قدموا الكثير من فنهم، وما زال فى جعبتهم الكثير.


ريهام قاسم: تجربة مهمة للفنانين الشباب
قالت ريهام قاسم المدرس المساعد فى كلية الفنون التطبيقية بجامعة ٦ أكتوبر، إن مشاركتها فى ملتقى الأقصر الدولى تجربة مهمة جدًا لأى شاب مبتدئ فى تكوين شخصيته الفنية.
وأكدت فى تصريحها لـ«البوابة نيوز»، أن ملتقى الأقصر الدولى أضاف الكثير على المستوى الفكرى والتكنيك والتجربة بشكل عام، وعلى التعارف والانفتاح القائم بينهم وبين الأساتذة الأكبر المتواجدين بالملتقى والفنانين من عرب وأجانب، مضيفة ان هذا يغذى الخلفية للشباب المبتدئين. 
وأشارت إلى أنها استفادت من الأجانب والمصريين كل منهم على نفس المستوى، لكن الأجانب يمتلكون النظرة المختلفة عن المصريين فهذا يزيد التنوع فى الحديث نظرًا لاختلاف البيئات الأجنبية.
وأوضحت قاسم، أن عملها معتمد على الفكرة ليست عن موضوع جامد وثابت، ولكن أنها تأخذ ما هو فى الواقع أو الطبيعة وتقوم بتخريجها من سياقها إلى سياق جديد، وتعمل على ألوان مختلفة ليست حقيقية، وتعمل على التعبيرية أكثر من الواقعية المباشرة.
وأضافت أنها تعمل بهذا، بحيث إن المتلقى حين ينظر للعمل يفهم ما به من وجهة نظره ليست من وجهة نظر الفنان.

 

هدير صلاح: فرصة للتعرف على فنانين من دول مختلفة

قالت هدير صلاح زردق، الطالبة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، قسم الجرافيك، أن مشاركتها فى ملتقى الأقصر الدولى أضاف لها، إذ جعلها تتعرف على فنانين من دول مختلفة، وتبادلوا التجارب سويًا، وعرضوا أعمالهم كتجربة متكاملة، وكل فنان مختلف عن الآخر، فهذا يعتبر عرض ثقافات بينهم، إذ إن لكل فنان أسلوبا خاصا والخامات المختلفة والتكنيك الخاص فيعتبر ذلك يفيد كل فنان بعمل الآخر.
أكدت هدير فى تصريحها لـ«البوابة نيوز» أنها تاثرت بالحياة الفرعونية بزيارتها للأقصر، برموزها، وصخورها ومعابدها وما بها من إضاءات، وظلال تعامد الشمس على المعابد وأنها تأثرت بهم فى عملها وإخراج عمل جيد، وأنها ستستكملها بعد عودتها من الأقصر.
وأضافت هدير، أنها تأثرت بالأجانب والمصريين كل منهم على حدة بطبيعة عملها فى الجرافيك، حيث إن معظم أعمالها «أبيض وأسود»، وتلك تعتبر تجربة جديدة فى مسار عملها، موضحة أن تأثيرات الأجانب عليها كانت أكثر، بسبب تجاربهم المختلفة عن المصريين، كما أنها تأثرت من المصريين أيضًا فى عملها، حيث إن لكل فنان أسلوبا مختلفا، فهذا يقدم ثقافات مختلفة فى الأعمال وأضافوا لها فى الرؤية البصرية أيضًا. وأوضحت أن الجرافيكون الأجانب يعتمدون على الأسلوب التقنى أكثر من الموضوعى، واستعراضهم يعتبر تقنى، مضيفة أن الفنان «هيجل» السويدى يعمل على النجوم ويقوم بتجريبها بأكثر من تقنية، وأن الأجانب يمتازون بالتقنيات فى «الجرافيك، حفر الخشب، والألوان» من الممكن أن يكون فى موضوع بعينه، ولكن استخدام التقنيات قوية جدًا.

 

كمال أبو حلاوة: مصر تشهد المزيد من التطور

قال الفنان التشكيلى الأردنى، كمال أبو حلاوة، إنها ليست أول مشاركة له فى مصر كمهرجانات أو ملتقيات فنية، وأن كل زيارة له بمصر يوجد تطوير فى الثقافات الفنية أو التجارب البحثية التى يقوم بها، وتعتبر مستمرة.
وأكد فى تصريحه للـ«بوابة نيوز» أنه فى كل زيارة لمصر يكتسب ثروات ثقافية متطورة، وتضيف له قيم إضافية فى تطوير أعمالهم وتجاربهم، وإن هذا الملتقى مهم وهو دورة ١٤. وأشار الى أن ملتقى الأقصر فخر لكل من يشارك به، ويعتبر من ضمن كوكبة من الفنانين التشكيليين العرب والعالميين والمحترفين المصريين دخلو عالم الاحتراف ولهم تجارب ذات قيمة وأضافوا لهم، وكانوا فى تفاعل جاد مع طلاب الجامعة بالأقصر بكلية الفنون، وتعامل الطلاب مع الفنانين بشكل مباشر، لخلق من هذا المكان قيمة ليست مصرية فقط بل عالمية أيضًا.
وأضاف أن مدينة الأقصر من أهم البقع فى العالم، التى تحمل إرث تاريخى مهم جدًا، وأننا الآن متأخرين عن ما كنا عليه من قبل مع تلك التقنيات والتكنولوجيا مع القدم، فلا بد من تقديم رؤية بصرية جيدة من خلال الأعمال والمسرح أيضًا، حيث إننا معنا إرث عملاق كما فى الأقصر فلا بد من استغلاله استغلال جيد، ووضع حالة إبداعية وصناعة عمل فنى.
وأكد أنه تأثر بامتداد الحضارة المصرية وبالفلاحين الكادحين اللذين يعدوا أساس بناء الحضارة، بغض النظر عن الملوك الحاكمة فى تلك الحقبات الزمنية، فكان الفلاح هو أساس بناء الحضارة والجنود المجهولة لاستمرار الحضارة المعاصرة ويحافظوا عليها من خلال ممارستهم اليومية، فالنيل ما زال مستمر قاهر، بالرغم من كل الظروف والتحديات التى تواجهه.
واشار الى أن الإنسان المصرى ما زال قادرا على العطاء وما زال ثابتا ومتواجدا على أنحاء نهر النيل المقدس، فالفراعنة قديما عندما تحدثوا قديمًا عن حياة أخرى فهو الجيل المتعايش مع الحضارة الآن.

 

خالد العجيزي: أعمالي متأثرة بالمدرسة الكلاسيكية
قال الفنان خالد العجيزى خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، إنه يتبع للمدرسة الأكاديمية الكلاسيكية، لكنه يتناول الموضوع بشكل فنى أكثر ويدعمه بفكرة أكثر، ويلون عمله بتكنيك من المدرسة الانطباعية أكثر، ليقوم بالدمج بين المدرسة الكلاسيكية والانطباعية لكن بأسلوبه الخاص.
وأكد «العجيزي» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن أعماله تتجه عمومًا للمصريين فى حياتهم الشعبية والاجتماعية، موضحًا أن الملتقى أفاده خاصةً بزيارته الأقصر التى تعد الزيارة الأولى له.
وأضاف العجيزى، أنه تأثر فى عمله بفلاح عامل ينظف فى مسجد «حسن فتحي» فأعجبه اللون الذى يرتديه العامل، ولذلك أعد لوحته عن تكنيك «المونو كروم»، وقام بعمل كل ما فى اللوحه والخلفية أيضا مونو كروم «أبيض وأسود»، متابعًا أن البطل فى اللوحة هو الجلباب الذى يرتديه الفلاح، وهذا دليل على استمرارية الثقافة عند سكان الأقصر.
وتابع: «نحن الآن فى ٢٠٢١م وحتى الآن سكان الأقصر الرجال ينتقلون فى أرجاء المحافظة بالجلباب، ولذلك وثقت لوحتى هذه الثقافة، والقطط فى لوحتى اقتباس من فن المصرى القديم، وتعد الحارس للفلاح وقت عمله والوضعية الخاصة بها فى حالة الهجود للدفاع عن الفلاح، والعصفور فى اللوحة للتعبير عن الاستمرارية والطمأنينة فى حياة الفلاح».

 

نيرة أحمد كمال:  استفدت من المدارس الفنية المختلفة
أعربت الفنانة التشكيلية الشابة نيرة أحمد كمال، عن سعادتها بالمشاركة عن قرب فى أعمال الدورة الرابعة عشر من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير.
وأكدت «نيرة»، فى تصريحات خاصة، أنها استفادت كثيرا من الفرصة التى أتاحها لها الملتقى، مع وجود فنانين دوليين من الأردن وصربيا وكولومبيا وغيرها من الدول استفدت كثيرا من التقنيات الفنية الخاصة بالفنانين نظرا لوجود مدارس فنية كثيرة.
وأضافت: من أهم الأمور التى تعلمتها كيفية استغلال مساحات الفراغ فى اللوحات الفنية، لأن كل فنان له شخصيته وأسلوبه وطريقته فى تشكيل الفراغ واستلهام عمله الفنى.
وأكملت: «معظم الفنانين استلهموا بعض الآلهة الفرعونية وبعض الطقوس أو شخصيات الفلاحين فى أعمالهم وهذا الأمر كان لافتا لأنه لا يشغل حيزا فى تفكير الأشخاص العاديين».

 

آية عبدالمنعم: عملى متأثر بـ«آلهة السماء»
قالت أية عبدالمنعم، المعيدة بالجامعة البريطانية كلية الفنون والتصميم، إن ملتقى الأقصر الدولى ساعدها كثيرًا للتعرف على فنانين والتعرف على ثقافات كثيرة، موضحة أن الأقصر تعد مصدر مهم فى العمل الفنى الخاص بها، وتعد تجربة لن تنسى أبدًا.
وأكدت آية فى تصريحاتها لـ«البوابة نيوز»، أن عملها تأثر «بآلهة السماء»، وضمتها للعمل الفنى الخاص بها، حيث إن تلك الآلهة يوميًا تقوم ببلع الشمس وتوليدها مرة أخرى فى اليوم الجديد، والرعد رمزًا لتجدد الحضارة دائمًا، وطول الوقت متجددة وبها حياة فلذلك اهتممت فى لوحة «تحية إلى الماضي» برسم بنات ممسكات بالآلة القديمة «الناي»، ويعزفون مقطوعة لتقديم التحية مثلما كان يفعل المصرى القديم.
وأشارت آية، إلى أنها استوحت فى عملها من النجوم التى كانت فى مقابر الإلهة، وتعد رمزا «لليل أو السماء»، موضحة أن أعمالها تتأثر بالنجوم عمومًا وأنها تستوحى ما كان عليه من قبل بل ووضعها فى شكل معاصر يتناسب مع التجربة الذاتية للعصر.