السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

«فيزيتا» الأطباء صداع للجميع.. نواب: لن نسمح بتحويل المريض إلى أداة ‏لتحقيق الربح.. وروان لاشين: لا يتناسب مع المهمة السامية لمهنة الطب.. "زين الدين" ‏يطالب بنشر قائمة سوداء لأصحاب الكشوفات المرتفعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رفض عدد من أعضاء مجلس النواب، أسعار الكشف فى العيادات الخاصة، وطالبوا ‏بضرورة وضع حد أقصى للأسعار، وضرورة تفعيل نصوص القانون 51 لسنة 1981 والمعدل بالقانون 153 ‏لسنة 2004 والذى يحدد وينظم العلاقة المالية بين الطبيب والمريض، على أن يتضمن ‏جزاءات للمخالفين لأحكامه مثل الغرامة وغيرها، حيث لم يتضمن القانون فى صورته ‏الحالية أى جزاءات، وأكدوا أن ارتفاع أسعار الكشف لا يتناسب مع مهنة الطب التى ‏عُرفت بأنها مداواة للمرضى وآلامهم. 
 

وتقدمت النائبة روان لاشين، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة، إلى وزير الصحة ‏والسكان، بوضع حد أقصى لأتعاب وكشوف الأطباء داخل العيادات الخاصة، حمايةً ‏للمرضى وذويهم من الأسعار الجزافية لأسعار بعض الأطباء.
وأشارت إلى أن مهنة الطب ‏من أعرق المهن التى عرفتها الإنسانية والتى ارتبطت دون غيرها بروابط وثيقة الصلة ‏بالإنسان لمداواة تعبه وآلامه وأوجاعه، ومن هنا جاء تقدير المجتمع لها وللقائمين عليها، ‏ولكن تحولت المهنة إلى بيزنس لتحقيق مكاسب على حساب حياة المرضى وجمع الأموال ‏دون مراعاة لظروفهم.‏
وأوضحت «لاشين»، أنه لم يعد مقبولًا أن أسعار الكشوفات الطبية فى مصر داخل العيادات ‏الخاصة تختلف من طبيب إلى آخر على حسب الموقع الجغرافى، فأصبح أسعار الكشوفات ‏يتراوح ما بين ٥٠٠ جنيه ليصل إلى ١٠٠٠ جنيه، أما الاستشارة الطبية أصبحت تبدأ من ‏‏١٠٠ جنيه إلى ٢٠٠ جنيه، وعند الإعادة يدفع المريض ١٠٠ جنيه إضافية على سعر ‏الكشف، وهو ما يرهق المرضى وأهاليهم.‏
وشددت نائبة البرلمان على أن أسعار الكشوفات داخل العيادات والمستشفيات الخاصة تحتاج ‏ إلى وقفة حاسمة لتفعيل القانون، فلم يعد مقبولًا التعامل مع المريض على أنه وسيلة ‏لتحقيق الأرباح، والأدهى من ذلك أصبح هناك ما يسمى بـ«كشف مستعجل» يصل إلى ألف ‏جنيه فى بعض الأحيان، وهو أمر لم نره فى أى دولة فى العالم، فالحق فى الحصول على ‏الخدمة الطبية، إلزام دستورى وقانونى قبل أن يكون واجبا إنسانيا، والمعيار الرئيسى فى ‏تحديث الخدمة العلاجية المناسبة هو حالة المريض وليس مقدرته المالية.‏

وأشارت إلى أن القانون ٥١ لسنة ١٩٨١ والمعدل بالقانون ١٥٣ لسنة ٢٠٠٤ والذى يحدد ‏العلاقة المالية بين الطبيب والمريض، والمسئول عن تنظيم هذه العلاقة، موجود منذ أكثر ‏من ٤٠ عامًا، ولكنه غير مفعل، كما أن قانون نقابة الأطباء ينص على ضرورة وضع ‏حد أقصى لأتعاب وكشوف الأطباء، عجزت وزارة الصحة عن تطبيقه أمام توغل أصحاب ‏المستشفيات الخاصة والعيادات.‏
وفى نفس السياق، طالب النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب، الحكومة ‏بالتصدى لظاهرة رفع الغالبية العظمى من الأطباء فى مصر أسعار الكشف الطبى على ‏المرضى، وأكد أن هناك عددًا من الأطباء رفع سعر الكشف الطبى إلى ألف جنيه وألف ‏وخمسمائة جنيه، وفى حالة الإعادة يقوم المريض بدفع مبلغ ٥٠٠ جنيه.‏
‏وقال «زين الدين» فى طلب إحاطة قدمه لرئيس مجلس النواب، إنه لا توجد أى ضوابط أو ‏معايير لتحديد أسعار الكشف داخل العيادات الخاصة للأطباء وتم ترك هذا الملف ليحدد ‏كبار أساتذة الطب وغيرهم من الأطباء أسعار الكشف الطبى على مزاجهم دون أى مراعاة ‏للحالة المادية للمرضى، واتهم وزارة الصحة والسكان بالتخاذل فى حسم هذا الملف.‏


وطالب بوضع معايير وضوابط لهذا الملف بحيث يكون الحد الأقصى للكشف عن كبار ‏أساتذة الطب ٥٠٠ جنيه فقط، على أن يتم محاسبة من يرفع أسعار الكشف الطبى عن الحد ‏الأقصى مع نشر قائمة سوداء بأسماء الأطباء الذين يرفعون أسعار الكشف أكثر من ٥٠٠ ‏جنيه، وأكد ضرورة الإسراع فى التصدى لهذا الملف، بعد أن قام العديد من الأطباء برفع ‏أسعار الكشف بعياداتهم الخاصة.‏
وقالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن ‏ظاهرة ارتفاع أسعار الكشوفات فى العيادات الخاصة، أصبحت ثقافة عامة، مضيفة: «المريض ‏له دور كبير فى ذلك، لأنه يشعر دائمًا أن الطبيب الذى يرفع سعر الكشف الطبى هو الأفضل، ‏وبالتالى يقوم الأطباء برفع (الفيزيتا) الخاصة بهم من أجل تقليل عدد المرضى، لأن كل ‏إنسان له قدرة، فيظل يستمر فى رفع السعر كلما ارتفع شأنه فى الشهادة، وكلما زاد عدد ‏المترددين على العيادة، وذلك أملًا فى أن يقل الناس، يشعر المواطن أنه أفضل فيترددون ‏عليه بكثرة».‏
وتابعت «الألفى» فى تصريح خاص لـ«البوابة»: «عدم وجود سقف لأسعار الكشف بالنسبة ‏للأطباء يجعلهم يتمادون، وفكر خاطئ لدى المريض يجعله يبحث عن الطبيب الغالى وليس ‏الطبيب الذى يحقق نتائج، وبالتالى الأمر يحتاج إلى أن نضع سقفا لكل درجة علمية لها ‏‏«رنج» وليس رقما، أى لها بداية ونهاية، أو بالدرجة الوظيفية».‏
واستكملت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب: «هناك ثقافة عامة يجب أن تنتشر بين الناس هى ‏أنه ليس دائمًا الأغلى هو الأفضل، لافتًة إلى أنه لدينا أساتذة طب أعلام لهم أسماؤهم ‏المعروفة وأسعار الكشوفات عندهم من أقل الكشوفات، ولديهم إصرار على عدم رفع ‏الأسعار، وهؤلاء ملقبون باسم (أطباء الغلابة)».‏