الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أكاذيب آبى أحمد بـ«بداية جديدة».. عدوان جديد ضد تيجراى واعتراف بالمخاطر تواجه إثيوبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أطفأ موسم الأمطار «مؤقتا» نيران آبى أحمد التى أحرق بها إثيوبيا، ولكن مع انتهاء البرد والسلام الذى عطل مخططات رئيس الوزراء الإثيوبى سينتهى فى أكتوبر الجارى، وستودع تيجراى الهدوء، حيث بدأت الأحداث تتسارع مجددا، بعد استكمال الانتخابات "غير النزيهة" وفق شهادات موثقة.

إلى جانب تنصيب آبى أحمد رئيسا للوزراء لخمس سنوات أخرى وأعقب ذلك تصديق البرلمان الإثيوبى على حكومته الجديدة، وأعلن رئيس الوزراء بعدها عن «بداية جديدة» فى البلد الذى اختلف الخبراء حوله بين الذهاب إلى سيناريو «مذابح رواندا» فى ١٩٩٤، أو «تفكك يوغوسلافيا» نهاية التسعينيات من القرن العشرين.

وكان من المفارقات التى صاحبت حفل تنصيب آبى أحمد، هو تخلف الرئيس الإريترى أسياسى أفورقى عن الحضور، على الرغم من التحالف بينهما ضد تيجراى فى الحرب التى خلفت أزمة إنسانية مروعة يندى لها الجبين، إلا أن «أفورقى» اكتفى ببرقية تهنئة ما أثار استغراب الكثيرين.

إلى جانب أنها المرة الأولى منذ إنشاء إثيوبيا الفيدرالية ١٩٩٥ التى تتشكل فيها الحكومة الإثيوبية فى غياب أحد أقاليم البلاد وهى ولاية تيجراى، فى ظل مقاطعة من أكبر أحزاب المعارضة فى أوروميا والمنطقة الصومالية.

رسائل آبى أحمد من حفل تنصيبه

وقالت مجلة «إيكونومست» الأمريكية عن حفل التنصيب أنه «أعظم الاحتفالات التى شهدتها ساحة مسكل فى قلب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لدرجة أن المرء قد يخطئ فى اعتقاده تنصيب رئيس أو تتويج ملك».

وقالت «إيكونومست» إن حفل التنصيب كان يبدو أنه محاولة من آبى أحمد لإظهاره أمام الرأى العام الداخلى والخارجى بأنه يتمتع بالشرعية قال فى خطابه إنه «قد وصلنا إلى حقبة جديدة.. حقبة تنبع فيها القوة فقط من الصوت الحقيقى للشعب عبر صندوق الاقتراع».

وعلقت الصحيفة الأمريكية قائلة: «لكن الصوت كان مكتوما إلى حد ما بسبب مقاطعة المعارضة وقرار إلغاء الانتخابات فى خُمس الدوائر بسبب العنف، فلا عجب فى أن حزب أبى الرخاء فاز بأكثر من ٩٠٪ من المقاعد المتنازع عليها».

هجوم واسع النطاق ضد تيجراى

وأوضح تقرير لمؤسسة «أتلانتيك كانسل» نشر فى أعقاب إعلان آبى أحمد عن الحكومة الإثيوبية الجديدة، أنه مع انتهاء موسم الأمطار خلال شهر أكتوبر الجارى، فإن المخاوف تتزايد من هجوم حكومى جديد واسع النطاق، ومن المرجح أن يزداد الوضع على الأرض فى تيجراى سوءا، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية وحالات حقوق الإنسان الأليمة بالفعل، وستزداد كذلك العلاقات الخارجية لإثيوبيا.

اعتراف بالمخاطر

وقالت مؤسسة «أتلانتيك كانسل» إنه منذ اندلاع الحرب فى تيجراى، تفككت التركيبة الإثنية العرقية فى إثيوبيا أكثر فأكثر، فالعنف القائم على العرق منتشر فى أغلب المناطق الإثيوبية فى بنى شنقول- جوموز، الصومالية، أوروميا، عفار، أمهرة. وأضافت «أتلانتيك كانسل»، وأن دعوة آبى أحمد لـ«بداية جديدة»، هى اعتراف بأن إثيوبيا فى مرحلة محفوفة بالمخاطر فى تاريخها.

وتعانى إثيوبيا تحت قيادة رئيس الوزراء آبى أحمد، من محنة كبرى، حيث بلغت نسبة التضخم مستوى قياسيًا وصل إلى ٣٤٪، وارتفعت الديون إلى ٣٠ مليار دولار، مع احتمال تعليق الفوائد التجارية للبلاد بموجب قانون النمو والفرص الأمريكى فى أفريقيا «أجوا» بحلول نهاية الشهر الجارى، فى الوقت الذى يسعى فيه إلى حرب جديدة ضد تيجراى، ليغتنم نصرا لم يحالفه طوال ١١ شهرا انهار خلاله جيشه وهرب من تيجراى.

عدوان جديد ضد تيجراى

وتوحى المؤشرات إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبى، لن يتراجع عن دخول حرب جديدة ضد تيجراي، حيث رد على إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى مستهل سبتمبر الماضى بأن «إثيوبيا لن تستسلم»، فى أول رد فعل على توقيع بايدن أمرا تنفيذيا يسمح لواشنطن بتوقيع عقوبات على إثيوبيا وإريتريا وجبهة تيجراى، حال لم يتراجعوا عن الحرب الدائرة.

وبعد حفل تنصيب رئيس الوزراء الإثيوبى بأربع وعشرين ساعة فقط ظهرت ملامح «البداية الجديدة» التى ينشدها آبى أحمد، حيث اصطف آلاف الجنود ومئات الشاحنات والعربات العسكرية على طريق الطريق الواصل إلى إقليم تيجراى الواقع شمال البلاد، بالقرب من مدينة ديسى فى منطقة أمهرة، حيث انتشرت عشرات الشاحنات والدبابات وناقلات الجنود المدرعة تقف على جانب الطريق.

واستجلبت أديس أبابا الغضب الدولى العارم، بعدما طردت ٧ مسئولين أمميين فى نهاية سبتمبر الماضى، بعد تصريحات مارتن جريفيرث بأن الحكومة الإثيوبية تفرض حصارا على تيجراى وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية، مما يجعل من المستحيل الحصول على أكثر من ١٠٪ من الاحتياجات.

إغلاق السفارات الإثيوبية

بالإضافة إلى إغلاق أكثر من ٣٠ سفارة لأديس أبابا فى عدد من عواصم العالم، كان آخرها إغلاق السفارة الإثيوبية فى القاهرة، ما قلل من قدرة الدبلوماسية الإثيوبية فى التواصل مع العالم، ناهيك عن الغضب العالمى من الأزمة الإنسانية المروعة التى تواجه تيجراى.

الوضع الإنسانى كارثى

وفى أحدث تقرير بشأن الوضع الإنسانى فى شمال إثيوبيا قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوشا» إن الوضع الإنسانى العام فى شمال إثيوبيا مستمر فى التدهورـ فخلال خلال الفترة من ٢٩ سبتمبر - ٤ أكتوبر، وصلت ٨٠ شاحنة من الإمدادات الإنسانية إلى تيجراى عبر عفار.

وأوضح «أوشا» فى تقريره الصادر فى ٧ أكتوبر الجارى، وبعد ٣ أيام من تنصيب آبى أحمد، أن الوضع العام فى شمال إثيوبيا غير قابل للتنبؤ بدرجة كبيرة ويتدهور يومًا بعد يوم، ففى تيجراى، ما يزال الوضع الإنسانى مترديًا بشكل متزايد. فى حين أن امتداد النزاع إلى منطقتى أمهرة وعفر المجاورتين يؤدى إلى زيادة سريعة فى الاحتياجات الإنسانية فى تلك المناطق، ويصاحب هذا الوضع نقص حاد فى الوقود والنقد يؤثر بشكل كبير على الاستجابة الإنسانية. وتابع «لا يزال إيصال الإمدادات الإنسانية إلى منطقة تيجراى مقيدًا بشدة عبر طريق الوصول الوحيد عبر عفار (ممر سيميرا- أبالا - ميكيلى)ـ لا يزال الوصول إلى بعض المناطق فى منطقتى عفار والأمهرة مقيدًا أيضًا بسبب الصراع المستمر وانعدام الأمن.