الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

54 عاما على إعدام تشي جيفارا

جيفارا
جيفارا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر عام 1967 تم إعدام المناضل الكوبي تشي جيفارا، وهو  ثوري كوبي ماركسي أرجنتيني المولد، كان طبيبا وكاتبا وزعيم حرب العصابات وقائدا عسكريا ورجل دولة عالميا، وهو شخصية رئيسية في الثورة الكوبية، وأصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.

درس الطب في جامعة بوينس أيريس وتخرج عام 1953 وكان مصابا بالربو وبسبب ذلك لم يلتحق بالتجنيد العسكري، وقام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحده أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط الأمريكي.

برز تشي جيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت وسريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات، ولم يعد جيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد وشريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة، أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك وقاد جيفارا وخطط للمعارك، وعرف كاسترو بخطاباته التي صنعت للثورة شعبيتها لكن كان جيفارا خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم أيديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.

كره اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه، ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا فإنه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وفي كوبا أيضا، وبالفعل فإن الثورة في كوبا على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم كانت مستقلة وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي، وأخذ بناء مثل هذه العلاقة التي لم يكن من السهل صنعها عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب.

سافر جيفارا لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة وخلال كلمته الحماسية وانتقد عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة الوحشية ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟"، ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا: "أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم، الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً وقاموا بحمايتهم وإضافة إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار.. من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟".

وفي يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبراً القوات البوليفية الخاصة بموقع جيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو، فقامت القوات بمحاصرة المنطقة وجرح جيفارا وأسره حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا"، تم تقييده واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا وبعد يوم ونصف رفض أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط، وفي ليلة 8 أكتوبر قام جيفارا على الرغم من كونه مقيدا من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون جيفارا من فمه كتذكار في مثال آخر للتحدي بصق جيفارا في وجه الأميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.

في صباح 9 أكتوبر طلب جيفارا مقابلة مدرسة من القرية وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً، وكورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت جيفارا "رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية"، وخلال المحادثة القصيرة شكا جيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة لتربية وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين أن "المسئولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس"، قائلاً إن هذا هو ما نحاربه، وفي صباح ذلك اليوم أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور أمر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن جيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي. 
وقبل لحظات من إعدمه سأل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود فأجاب: "لا أنا أفكر في خلود الثورة"، وأصيب جيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعها شمل هذا على خمس مرات في الساقين ومرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع اليمنى ومرة واحدة في صدره وطلقة واحدة في الحلق.