السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

وادى بنجشير.. لماذا لم يسقط فى يد طالبان؟

مصطفى زاهران آخر معاقل المقاومة بعد سيطرة طالبان على كامل البلاد

حركة طالبان
حركة طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يسقط إقليم بنجشير فى أيدى طالبان مثلما سقطت المدن والمحافظات الأخرى فى أفغانستان، بما فى ذلك العاصمة كابل، ويعتبر هذا الإقليم ايقونة الصمود والحرب عند الافغان، حيث فى ثمانينيات القرن الماضى حرب الاقليم فى وجهه الاتحاد السوفييتى، ومنذ ظهور طالبان يقاوم الإقليم الحركة، ويعد بنجشير آخر معاقل المقاومة فى أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كامل البلاد.

ولجأ إلى إقليم بنجشير، نائب الرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، ولجئوا الآلاف من قوات اكوماندوس وضباط الجيش الأفغانى إلى الإقليم عقب استيلاء طالبان، ويتابع العالم كله الوضع في افغانستان بنوع من الخوف عقب سيطرة حركة طالبان على كابول

وفي مقال افتتاحى في صحيفة"واشنطن بوست" الأسبوع الماضى؛ ناشد أحمد مسعود، زعيم المقاومة فى ينجشير، القوات الغربية للمساعدة فى تلك المعركة، قائلًا إن أفرادًا من الجيش الأفغانى، بمن فيهم بعض من وحدات النخبة من القوات الخاصة، قد احتشدوا من أجل القضية.

وكتب:"لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتى". وقال: "إذا شن أمراء الحرب من طالبان هجومًا، فسيواجهون بالطبع مقاومة شديدة منا".

هل يكون "مسعود" أمل أفانستان الأخير؟

أحمد مسعود، نجل الراحل أحمد شاه مسعود الملقب "أسد بنجشير"،الذي تم اغتياله على أيد طالبان فى عام ٢٠٠١،قبل يومين من أحداث ١١ستمبر فى الولايات المتحدة، والتى نفذتها حركة طالبان، وكان أحمد وقتذلك يبلغ من العمر ١٢عاما فقط، ولم يعلم بوفاة والده إلا بعد نقله إلى قاعدة كولاب الجوية، وهناك تولى المهمة من بعده أحمد مسعود، وتعلم وتدرب أحمد فى بريطانيا.

وعلى الرغم من أن طالبان استعادت السيطرة على معظم أفغانستان، إلا أنها لم تسيطر على وادى بنجشير الذى ما زال تحت سيطرة المقاومة، وهو نفس الوضع قبل ٢٠عاما عندما قاومهم أحمد شاه مسعود.

وفى التايمز، كتب وزير الخارجية البريطانى السابق ويليام هيغ، مقالا بعنوان "أفريقيا ستجعل الأزمة فى أفغانستان أمرا هامشيا"،وقال ما لم نتكيف بسرعة مع الوجه المتغير للقارة، فسوف تصبح كارثة الأمن القومي لهذا القرن.

وأوضح هيغ أن الخروج من أفغانستان يعنى أن الدول الغربية ستواجه تهديدات متزايدة بالهجمات الإرهابية وتدفق للاجئين؛ غالبا ما ينشغلون بهذه القضايا ومع ذلك، سيكون من الضروري أن نرفع أعيننا إلى جزء آخر من العالم، سيكون لمصيره خلال العشرين عاما القادمة تأثيرا سيجعل أفغانستان تبدو وكأنها أمرا هامشيا: إنهاأفريقيا.

من جانبه؛ قال عبدالناصر مأمون، إن حركة طالبان فرضت سيطره على أفغانستان، والتى تتابعت فى أيام قليله، وفى تسارع مذهل، والذي جاء بعد نحو عشرين عاما من إنهاء حكمها الأول لنفس البلد على يد الغزو الغربي للبلاد، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت هذه السيطرة لتكشف عن واقع جديد فى المنطقة.

وحدد "مأمون"،ملامح الربح والخسارة لبعض الأطراف الفاعلة فى المنطقة، فمثلا يعد من الأطراف الرابحة جراء هذه السيطرة، مع تفاوت نسب الربحية الصين وروسيا وتركيا وباكستان وقطر، أيضًا فى حين يأتى على رأس قائمة الخاسرين إيران التى تواجه تحديًا كبيرًا.

وأضاف"مأمون" في تصريحات لـ"البوابة"،أن طالبان تعتمد في انتصارتها على الحرب الخاطفة والاستسلام، حيث استطيعوا الانتصار بدون الكثير من العنف، لذلك مستبعد محاولة هجوما مباشر من قبل طالبان، فى مواجهه اقليم بنجشير سيكون ذلك مخالف لطرقتهم في الحرب، وما يتحتم على طالبان القيام به هو إحكام الحصار على بنجشير، ويكون الأمر قد قضي، لا حاجة حتى لدخول الوادى للحركة.

وتابع: وتحديدقائمة أصدقاء طالبان وكذلك قائمة الأعداء سابق لأونه حيث إن هذا الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بما ستنتهجه الحركة من سياسات سواء على المستوى الداخلى أو المستوى الخارجى وكذلك ستحدد الدول الفاعلة موقفها ودرجه تماسها مع الحركة بناء على مصالحها وحساباتها الجيوسياسية بغض النظر عن نمط الحكم التي ستحكمه أيديولوجية الحركة لا محالة.

وأشار، إلى أن عودة الحركة بإجراء مراجعات لنظرتها لبعض أحكام العقيدة مثل عمل المرأة وتعليم البنات وخروجها للمدارس يعتبر وعد واهن لاصطدامه بأيديولوجية الحركة رغم ان تحقيق هذا الوعد يراهن عليه الغرب بشدة لانه سوف يحفظ ماء الوجه خاصة لأمريكا التي تتهمها اغلب المنظمات الحقوقية بأنها تامرت على الشعب هناك.

في المقابل؛ قال مصطفى زاهران، الباحث في شوؤن الحركات الإسلامية، إن سقوط مقاطعة بنجشير هى مسألة وقت ليس إلا، وتصبح في يد طالبان، وذلك لعدة عوامل ابرزها، أن سباق الراهن الدولى والمحلى لا يراهن على مقاومة ضعيفة وهزيلة، وغير مدربة، والتي لا تقارن بقوة الجيش الأفغانى على سبيل المثال.

وأضاف "زاهران"،فى تصريحات لـ"البوابة"،أن الغرب الآن لا يريد أفغانستان مقسمة ومجزاة مايعنى مزيد من الاقتتال الأهلى والحرب الطاحنة، وذلك بالتوازى مع رغبة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب سيكون التعامل مع حكومة تشاركية عملا نحو الاستقرار واستتاب الوضع، وأن كانت ترأسها طالبان، وذلك ويعنى أن الغرب لا يريد توظيف الشمال فى الوقت الراهن انما يؤخرها لأجل غير مسمى.