الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مكتبة الأسرة تصدر طبعة جديدة لرواية "الطاعون"

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر مشروع النشر بمكتبة الأسرة، التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب، طبعة جديدة من ترجمة الدكتورة كوثر عبدالسلام البحيري لرواية "الطاعون" للروائي الفرنسي ألبير كامو. 

تدور أحداث الرواية حول قصة واقعية جرت العام 1940 م في الجزائر في ولاية وهران، يتخللها وصف حي لطبيعة الجزائر وللشعب الجزائري وعاداته وتقاليده ونضاله في صراعه ضد الاستعمار وضد التخلف والجوع ضد الطاعون الذي يحصد مئات بل آلاف الضحايا كل يوم، وأخيرًا تنحسر الموجه ويقل عدد الضحايا ويعلن المجلس البلدي أن الوباء قد زال وأن أبواب المدينة ستظل مقفلة والتدابير الصحية ستبقى على سبيل الاحتياط والحذر تحسبًا من عودة المرض مرة أخرى.

قالت كاترين كامو نجلة الروائي الكبير، في لقاء صحفي، انها حاولت قراءة رواية "الطاعون" لكنها كانت مؤلمة جدا.

وتنتمي "الطاعون" للمرحلة الثانية "العبث" التي بدأها "كامو" في تجرته الفكرية والأدبية، حيث جمعت الصداقة بين "كامو" والفيلسوف جون بول سارتر، ويبدو أن الفلسفة الوجودية التي تبناها "سارتر" وأسس لها نالت إعجاب كامو واستمر عليها لسنوات لكنه تحول سريعا لموقفه العدمي أو العبثي نتيجة ما شاهده من دمار وعبثية الحرب العالمية الثانية، خصوصًا ما رآه من أفعال الجنود الألمان الذين احتلوا فرنسا.

لحظات الحظر وأزمة "كوفيد19" دفعت الروائي الجزائري واسيني الأعرج لإعادة قراءة رواية "الطاعون" في لغتها الأصلية، ورغم العدد الكبير الذي نالته الرواية من ترجمات ونقل للعربية، فإن "واسيني" تشجع لإعادة ترجمة الرواية مجددا، وفق ما أعلن عنه في أبريل الماضي.

وعلق الروائي الجزائري على فكرة إعادة الترجمة في مقدمته للرواية قائلا:"أتوقف قليلا عند فكرة ترجمة ما تُرجم سابقا. هل هناك جدوى من وراء ذلك أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مضيعة لجهد كان يُفترض أن يُدخر لكتاب غير مترجم؟ مثلا لماذا ترجمة جديدة لنص ترجُم عربيًا العديد من المرات من كبار المترجمين، ومن غير الكبار، إذ هناك العديد من الترجمات المتسرعة، حتى إن بعضها ترجم عن غير اللغة الأصلية.
وأكد "واسيني" أن الترجمة تعد حاجة ثقافية، واستراتيجية حضارية، قائلا: لنبدأ من البداية. لماذا اخترت ترجمة رواية "الطاعون" لألبير كامو، ولم أختر غيرها في هذه الظرفية بالذات؟ هل لذلك علاقة بالتباسات الحاضر الذي نعيشه اليوم؟ لا نختار ترجمة النصوص اعتباطا بالخصوص في عالمنا العربي حيث إن الترجمة لم ترقَ إلى أن تكون حرفة معترفا بها، لا يمكننا أن ننفصل عن شرطيتنا الحياتية في لحظة زمنية محددة. 
يشار إلى أن "كامو" توفي في الرابع من يناير العام 1960، عن ستة وأربعين عامًا، ولم يكن مر على منحه جائزة نوبل للأدب إلا عامان، حيث اصطدمت السيارة التي كان ذاهبًا فيها إلى باريس، والتي كان يقودها بسرعة كبيرة صديقه ميشيل جاليمار، بشجرة ضخمة، وعم الحزن والاضطراب لوفاته.