الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ألعاب الوحدة".. فرصة أخيرة لمُتابعة الذكريات

ترشيح للقراءة

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 يأتي عيد الميلاد لدى الأغلبية من البشر كمناسبة احتفالية، حيث يجتر فيه المرء أسعد ذكرياته مع محبيه ومن حوله، يستعيد انتصاراته وما حققه خلال حياته المُنصرمة، ويتحدث عن أمنياته وما يرغب في استكماله أو تحقيقه. 

لكن على عكس هؤلاء، هناك من يأتي عليه ذلك اليوم ليجتر معه مجموعة من الذكريات القاسية، أو على الأقل بالنسبة لهم يوم الميلاد هو "ذلك اليوم الذي يأتي كل عام ليذكرك أنك قطعت شوطًا نحو النهاية"، كما حدث لبطل رواية "ألعاب الوحدة"؛ والذي يرى أننا "أحيانا تعجزنا اختبارات الحياه فنلتمس الكمال فى صوره شخص آخر".
في الرواية التي صدرت مؤخرًا عن دار الهالة للنشر للكاتب أحمد غريب، والصادرة في ينتهز بطله  صفحة من القطع المتوسط، عيد ميلاده باعتباره فرصة لعمل مراجعة لعامه الماضي وحياته كلها، لكنه في عيد ميلاده الأخير يُجري هذه المراجعة باعتبارها الأخيرة، وذلك ضمن استعداده للذهاب وحيدًا لإجراء عملية جراحية معقدة، وغير مضمونة النتائج في مستشفى منعزل. فعل ذلك ولديه الرغبة في استغلال فترة الخلوة قبل العملية في إجراء مراجعة لحياته؛ عله يستفيد منها إن عاد للحياة أو على الأقل يختار شريط الذكريات التي يحب أن يراها قبل أن يفقد الوعي.
هذه المراجعة التي يعيشها البطل صاغها غريب -الضابط السابق بالمؤسسة العسكرية المصرية- ببراعة روائي مُتمكن غاص كثيرًا في النفس البشرية، ليتمكن عبر صوت الراوي العليم السائد طيلة الرواية من تشكيل خطوات بطله على مدار أعوامه التي سبقت إجراء هذه العملية الخطيرة غير المضمونة، ورسم بدقة كواليس حياته السابقة، وتلك الصراعات التي قادته إلى دخول غرفة العمليات، وهي اللحظة الفارقة بين الحياة والموت، والتي تُحددها -بخلاف القدر- براعة الطبيب الذي يمسك بمشرط الجراحة، ويجعل القارئ يرتحل معه عبر يومياته المليئة بالمفاجآت، وخلال تلك الرحلة يمتلئ القارئ بعشرات الأسئلة، حتى يصل إلى نقطة النهاية، فيعرف أين ينتهي المطاف بالبطل الذي قضى ردحًا طويلًا وحيدًا حتى وصل إلى هذه النقطة.