الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

دراسة حديثة حول آليات استغلال الجماعات الإرهابية للفضاء الإلكتروني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في دراسة حديثة أعدتها الدكتورة عزة فتحى على، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أكدت أن تنظيم داعش الإرهابي استغل بشكل كبير، شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد للشباب والشابات، والإشارة إلى أن إستراتيجية التنظيم الاتصالية في شبكات التواصل لا تقوم على تقديم فيديوهات العنف والقتل وقطع الرؤوس فقط، بل يقوم التنظيم بتبني إستراتيجية معينة تناسب كل مجموعة مستهدفة من ضحاياه.
أوضحت في الدراسة التى نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أنه يتم تسويق فكرة الذهاب لسوريا والعراق للزواج من أحد الدواعش على أنها مغامرة مثيرة وأن الفتاة ستلتقي هناك بفارس أحلامها القوي، الذي سيحميها ويدافع عنها ويفديها بروحه، ويبث التنظيم على شبكات التواصل، مثل "اليوتيوب وإنستجرام وسناب شات"، مواد عن قصص حب بين محاربين شجعان وفتيات غربيات أو فيديوهات يظهر فيها الدواعش كرجال لطفاء يلعبون ويداعبون القطط.
الدراسة أشارت إلى ما ذكرته بعض الصحف الأوربية، فإن تنظيم “داعش” يقوم بالتغرير بهؤلاء الفتيات عن طريق التركيز على الحديث عن الحياة الأسرية التي تنتظرهن في "داعش"، وتتركز هذه الحياة على “مباهج” كثيرة منها “إنجاب مقاتلين جدد يجاهدون في سبيل الدولة الإسلامية”.
أكدت الدراسة، أن تطور الإرهاب الملتحف بالإسلام بتطور العصر في كل جوانبه وزاد من خطورته ان التطور التكنولوجى ضم لهذه الجماعات مقاتلين "متطرفيين" أجانب وقد استفادت منهم هذه الجماعات كثيرا سواء كانوا من أصول عربية أو غير عربية إلا أن ما يميزهم انهم تربوا في أوروبا ودول اجنبية حيث التعليم والثقافة والحضارة عالية الجودة لذلك عاملوهم معاملة أفضل سعيا لمكاسب خطط لها بعناية.
ركزت أيضا على أن الجماعات المتطرفة تستبق الحكومات والدول والأجهزة الأمنية بخطوات سعيا لهدف سياسي هو السيطرة على الحكم تحت شعارات إسلامية مزيفة، وحتى عام 2016 طبقا لتقرير أعده منسق الاتحاد الاوربي لقضايا الإرهاب أن الأرقام تشير أن 30 % إلى 35% عادوا إلى بلادهم،وفى تقرير وكالة شرطة الاتحاد الأوروبي “اليوروبول” ان سبب عودة المقاتلين الأجانب خاصة إلى أوروبا هو هزيمة التنظيم في الشرق الاوسط ونسبة كبيرة منهم ذهبوا إلى داعش في ليبيا.
سبق وأن كشف تقرير للمركز الاوربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات مقره في المانيا وهولندا نشر في 17 فبراير 2017 ان شهادات مقاتلي داعش من الأجانب بعد عودتهم إلى بلدانهم الاصلية من أن تنظيم داعش استهدف تجنيد الأجانب واستثمارهم واستغلالهم في نشر الدعاية المتطرفة، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تنفيذ عمليات القرصنة الإلكترونية واختراق البريد الإلكترونى للآخرين والتجسس على الأفراد والمجموعات والتواصل معهم من أجل الاستقطاب د والحصول على التبرعات تحت مسمى "الجهاد"، كذلك التجنيد، عبر شبكة وسائل التواصل الاجتماعي ودائرة العلاقات، كما تم التطرق إلى مخاطر إستغلال المقاتلين الأجانب إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو التواصل المباشر.
ونوهت الدكتورة عزة فتحي في دراستها، أن تنظيم داعش اعتمد في تنفيذ عملياته الإرهابية واستقطابه وتجنيد وتوجيه مناصريه على فتاوى وتعليمات لقادتهم نشرت عبر أدوات و"جروبات" اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضائه.. ولم يتوقع داعش الهجوم على منصاته الإلكترونية على الإنترنت وإغلاق معظمها، وسيتطلب منه جهدا لإعادة بناء عملياته بعد غلق العديد من حساباته على الإنترنت.
وحسب رؤيتها تم تقسيم النمط “الجهادي إلى نمط لن يكرر الفعل مرة اخرى لبشاعة ماعرفوه وشاهدوه، كذلك نمط الانزواء النشط الذين يمنعون غيرهم من خوض التجربة لمرارتها، إلى جانب السياح المتطرفون الذين كشفوا الحقيقة المرة بعد ان كانوا يحملون افكارا مثالية ولكنهم يحاولون خداع غيرهم وهذا مايشكل خطورة كبيرة، أما النمط الاخير هو الإرهاب العابر للقارات وهؤلاء ترسخت فس أذهانهم “الأيدلوجية” المتطرفة، لديهم نزوح نحو التطرف العنيف وتنفيذ عمليات إرهابية، وهنا يمكن وصفهم بالعناصر الخطرة جدا، وما يعقد الأمر أنهم مازالوا يعملون من اجل تحقيق “الخلافة” على الأرض.
أشارت الدراسة إلى تحذير وكالة العدل الاوربية من شريحة خطيرة لم نستوعب خطورتها من قبل وهى زوجات وأطفال المقاتلين الاجانب وخاصة الأبناء القصر وهذه أشد خطورة خاصة اذا كانوا يمتلكون النية والقدرة على تنفيذ أعمال إرهابىية أو تجنيد غيرهم من العائلية والأصدقاء والمجتمعات الأخرى عبر الإنترت في ظل غياب قوانين رادعة للتطرف والإرهاب.
نوهت أيضا إلى استغلال فيسبوك وتويتر وإنستجرام في تجنيد الشباب، واستخدام الأدوات التى يفضلها الشباب والتى أصبحت موضة واستغلال نقاط الضعف المحيطة بهذا الشباب من عزلة وفشل وإحباط وبطالة وياس وخاصة في بعض دول الشرق الأوسط، كذلك استخدام الدردشات وخاصة بين شباب بعض الدول الإسلامية المتشددة لمناقشة قضايا على الساحة فكرية وإسلامية وحثهم على المشاركة بنية الجهاد، مع تجنيد ذوى الاحتياجات الخاصة واستغلال مشاعرهم واحساسهم بالغبن وعدم اهتمام المجتمع بهم وخاصة في الدول العربية وبعض دول الشرق الأوسط، وأيضا استغلال رغبة كثير من الشباب في الهجرة بحثا عن حياة أفضل ومساعدتهم من خلال جوازات سفر مزورة بإتقان، كذلك استغلال الشباب الذين يتعاطفون مع حلم الخلافة في القيام بعمليات إرهابية وخاصة الذين هم في أواخر العشرينيات طبقا لنظرية الذئاب المنفردة طبقا لما حذرت منه وكالة العدل الأوروبية في أحدث تقرير لها.
وحول دور النساء العائدات من زوجات للمقاتلين اعتبرت الدراسة أنه شديد الخطورة لأن المراة تتحرك بسهولة وسط التجمعات، والمرأة تسعى نحو الهدف وأكثر تمسكا بتحقيقه فإذا آمنت بشيء كانت تقوم به مهما كانت المخاطر ولديها وقت متاح لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت لتجنيد غيرها من الرجال والنساء والشباب، إلى جانب أن النساء قادرات على الإقناع بمهارة.
وأشارت الدراسة أيضا، إلى ما رصدته مجموعة "الوقاية من الإرهاب"، التابعة لوزارة الداخلية، خطابات إلكترونية مكثفة للمتطرفين على الإنترنت إلى المراهقات المسلمات المقيمات في ألمانيا، وتنجح هذه المحاولات أكثر مما في السابق في توريط المراهقات في العمل مع التنظيمات المتطرفة، وتصور هذه الرسائل الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة على أنه احترام حد «الملوكية» للمرأة، لأنها تقوم على ولادة وتنشئة الجيل المقبل من المقاتلين، حيث تستغل المرأة الحاجة الاقتصادية من فقر وعدم تمكين اقتصادي أو الحاجة العاطفية من حرمان عاطفى، رغبة في الزواج أو سجن أحد أفراد العائلة أو أو مقتله. استغلال حرمان النساء من حقوقهم طبقا لقوانين الأحوال الشخصية العقيمة في بعض الدول العربية ادعاء أن النساء يأخذن مكانة متساوية وتمكين في كل شيء عند انضمامهن للجماعات مثل داعش.