الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كيف يختار الروائيون عناوين أعمالهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبدالمجيد: بعض العناوين يلح عليّ.. وبعضها أختاره مع آخر سطر
المنسي قنديل: لا يحب الروائي أن يكشف سره عبر العنوان
القعيد: يهمني النص لا العنوان
أبوجليل: الرواية التي أحسم عنوانها قبل كتابتها لا تكتمل
الوكيل: العنوان تجاري يغازل حكايات الحب ومشاعر الشباب
الكفراوي: العنوان الجيد يثير دهشتنا ويستقر في ضمير المتلقي


إن أي عنوان لأي منجز إبداعي يعتبر مهمة صعبة وخطيرة فقد يكون العنوان سببًا في نجاح العمل جماهيريا وقد يكون عكس ذلك تماما.
إذن فهو سلاح ذو حدين، وقديما قيل "الكتاب يعرف من عنوانه"، هذا القول المأثور يحمل أكثر من دلالة، وينفتح على أكثر من جواب محتمل، لأن العنوان كان يعد مفتاح عالم الكتاب، إن لم يكن هو بابه الرئيسي 
خاصة أن الكتاب القدامى كانوا يختارون عناوين لكتبهم تلخص مضمونها، أو تؤشر على معانيها المبطنة، وكانت هناك عناوين مقبولة ومتداولة بشكل كبير "إلى جانب سلطة اسم الكاتب، التي تجعل القارئ على بينة من منتج الكتاب، بما لديه من رصيد معرفي – في غالب الأحيان – عن هذا الكاتب.
وتتمظهر سلطة العنوان، باعتبارها سلطة عليا في دفع القارئ وتحفيزه على تناول الكتاب، والإبحار في محيطه الفني، وقلما يغامر المرء بخوض غمار قراءة كتاب، دون توفر هذين الشرطين الضروريين".
فالعنوان هو عمل روائي مواز لمتن الرواية المكتوبة وهو نص مشفر يحتاج إلى جملة من الآليات والأدوات التحليلية التي من شأنها تبيان مكونات النص الروائي وإجلاء معانيه كالعلامة النصية مثلا، كما أن تعدد قراءات الرواية مع عدم إغفال نص العتبة الموازي وإعادة قراءة تلك القراءات هي من مستلزمات فقه الرواية ونقدها وإدراك معانيها.

وقد حدد "شارل جريفل" للعنوان مجموعة من الوظائف، التي يمكن اختصارها في: التسمية، والتعيين، والإشهار، أما "جيرار جونيت" يختصر وظائف العنوان في أربعة عناصر هي: وظيفة تعيينيه، من خلالها يعطي الكاتب اسما للكتاب يميزه بين الكتب الأخرى، ووظيفة وصفية، تتعلق بمضمون الكتاب، أو بنوعه، أو بهما معا، أو ترتبط بالمضمون ارتباطا غامضا، ووظيفة إيحائية، ترتهن بالطريقة أو الأسلوب، الذي يعين العنوان به هذا الكتاب، ثم وظيفة إغرائية، تسعى إلى إغراء القارئ باقتناء الكتاب أو بقراءته.
"البوابة نيوز" سألت روائيّي مصر كيف يختارون عناوين رواياتهم وإلى أي مدى يعولون على عنوان الرواية في سبب نجاحها من فشله وكانت الإجابات كالتالي..

إبراهيم عبد المجيد: العنوان يتخلق أثناء الكتابة

في البداية يقول الروائي إبراهيم عبدالمجيد: في مسألة العنوان، يختلف الأمر من رواية لأخرى، هناك روايات عندما أشرع في كتابتها لم يكن في تصوري العنوان وانما تصور عام للموضوع، إضافة إلى الشخصيات التي تلعب دورا في اختيار العنوان بمعنى أن العنوان يتخلق أثناء الكتابة، فهناك عنوان يلح عليك ولكن السائد هو الحيرة في اختيار العنوان وهذا يأخذ مني وقتا كبيرا، وهناك عناوين يكون عنوانها واضحا تماما مثل رواية "الصياد واليمام" لأن التطور الرئيسي في الرواية هو صياد اليمام لكن في رواية "عتبات البهجة" لم يأت العنوان إلا في آخر سطر من الرواية، على عكس رواية "هنا القاهرة" لم أجد أي صعوبة في اختيار عنوانها لأني من بادئ الأمر وانا أعلم أنني سأكتب عن القاهرة التي ليعرفها الناس، أما العناوين التي أخذت مني وقتا في التفكير عنوان رواية "طيور العنبر" وعنوان رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية"، فالعنوان تختلف ظروفه من رواية إلى أخرى.
والعنوان له دخل بنسبة 70% أو 80% من المساهمة في نجاح الرواية، لكن يجب أن يأتي العنوان مرتبطا بالمضمون.

لا أعول على إسهام عنوان الرواية في نجاحها

الكاتب والروائي يوسف القعيد، فكان له رأي آخر حيث رأى أن العنوان هو آخر ما يمكن أن يفكر فيه، ولكن يجب أن يكون العنوان معبرًا عن العمل الذي يكتبه كرواية "يحدث في مصر الآن" أتى معبرا عن مضمون الرواية ومتنها.
وأضاف "القعيد": أنا لا أضع عنوانًا للتشويق أو الإثارة أو ضمانًا للقراء، لكن يكفيني أن يكون عنوان روايتي معبرا عما بداخلها، ولا أعول على إسهام عنوان الرواية في نجاحها مطلقا، فما يعنيني هو النص ذاته.

أختار عنواني من المناطق الساخنة

الروائي فؤاد قنديل فقال: أنا لا اختار عنوان الرواية الا بعد الانتهاء من كتابتها، وطوال فترة المراجعة أعمل على استعادة كل المناطق الساخنة بالرواية والدالة على ما أريده ثم أختار من بينها ما يناسب الرواية، ونادرا ما أختار عنوان الرواية قبل أن أبدأ فيها مثل رواية "عصر وا وا" الذي أخترته قبل البدء فيها، وكنت ابحث عن لفظ يدل على الجرح و"واوا" كلمه مصرية قديمة تعني الجرح لكن كانت هناك عناوين معقدة مثل "حكمة العائلة المجنونة " لم أكتبه الا بعد أن انتهيت من كتابة الرواية عندما وجدت في فترة المراجعة أن جميع الشخصيات تتمتع بالجنون الذي من الممكن أن يؤدي إلى حكمة فكان عنوانها غريب، أما رواية "موسم العنف الجميل" لقد اخترته بعد الانتهاء من كتابتها لأني رأيت أن هذا القتل جميل بالنسبة لنا لأنه يخلصنا من اعداء الوطن ويرجع الينا سيناء وكرامتنا
وأضاف قنديل: إن معظم العناوين لا تسبق الرواية ولكن تظهر في فترة المراجعات وأحيانا تنتهي المراجعات دون أن أصل إلى اسم، وأظل أدور حول نفسي حتى أصل إلى العنوان، وأنا أرى أن العنوان قد يساهم على الأقل في ثلث نجاح الرواية لأن هناك عناوين تبيع لوحدها وتجذب القارئ دون اسم صاحبها وتساهم بشدة في أن يتساءل القارئ عن السر في هذا المعنى فهناك عناوين غريبة وجذابة وتشد انتباه القارئ، حتى لو كان كاتبها في أول كتاباته، فأنا لا أعول على العنوان كثيرا، وأحيانا أختار عدة عناوين للعمل الواحد وأظل فترة طويلة أفاضل بينها لأني أتصور أن العنوان أهم مني لأنه من يتعامل معه القراء قبل اسم كاتبها أيا كان اسمه.

قد ينسى القارئ اسم المؤلف ولا ينسى اسم الرواية

أشار الروائي محمد المنسي قنديل إلى أن عنوان الرواية يتم تغييره أكثر من مرة، فمسار الرواية يرغمك على تغيير العنوان إلى أشياء أخرى أقرب إلى جو الرواية.
وأضاف "المنسي" أن العنوان هو أصعب مراحل الكتابة، لأنك تريد أن تقول شيئا دون أن تكشف سرها، فأنا ضد أن يقرأ الكتاب من عنوانه، لأنني أرى أنه يجب أن يكون به شيء من الغموض مع أن يكون في نفس الوقت دالا على مضمون الرواية.
وأننا تعودنا منذ زمن على اختيار العناوين القصيرة للروايات والتي لا تتعدى الثلاث أو الأربع كلمات فقط لهذا ليس في الاستطاعة شرح الكثير في العنوان، وأنا معجب بكثيرين يجيدون اختيار عناوين رواياتهم مثل الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد فعناوين رواياته رائعة وأجده موفقا فيها إلى حد كبير.
وتابع "المنسي" لكن لي تعقيب أرغب في ذكره، وهو بعض عناوين الروايات المتداولة حاليا التي تساير الموضة، أرى فيها خطأ كبيرا، لأن الرواية من الأشكال الأدبية التي تدوم طويلا ولها عمر، فيجب أن يختار الروائي عناوين لرواياته لها صفة الديمومة مثل "مصر مش أمي دي مرات أبويا" في فترة من الفترات سيصبح هذا العنوان غامضا حتى رغم أنه ليس رواية، فكل الذي أقصده هو نحسن اختيار عناوين رواياتنا.
وأضاف المنسي: عن طريقتي في اختيار اسم أو عنوان الرواية التي أكتبها فأنا أغيره كثيرا لأن الرواية آخذة طوال فترة كتابتها في التغير، حيث تغير الرواية من نفسها، وهناك أحداث تتولد من أحداث لم تكن أنت متخيل لها، أوالدخول في تفاصيلها، لم تكن أنت ككاتب متوقعا له، وأنا أعول على العنوان كثيرا حيث أن العنوان يخدم الرواية ويجذب عين القارئ ويبقي في ذاكرته وقد ينسى اسم المؤلف ولا ينسى اسم الرواية.

حمدي أبو جليل: العنوان يأتي مصادفة

ويرى الكاتب حمدي أبوجليل، أن عنوان الرواية يأتي دائما في نهاية الرواية، ويأتي مصادفة فرواية "لصوص متقاعدون" لا أعرف لما أسميتها هكذا، أما رواية "الفاعل" أرى أنني كنت موفقا في اختيار اسمها حيث أن الكلمة لها أربع معانٍ، معنى لغوي، والفاعل، وفاعل في الحياة، وأنا أرى أن الرواية التي أتوصل إلى عنوانها قبل انتهائها دائما تتعطل ولم تكتمل، وبغض النظر عن تجربتي الشخصية فالعنوان للرواية هو الفاتحة لها والمبتدأ الذي أصل منه ولا يشترط التوفيق في اختيار العنوان ويكون الداخل والمتن غير موفق فقد يحدث العكس بأن يكون المتن ومضمون الرواية جميل جدا والروائي لم يوفق في اختيار عنوان لروايته.

سيد الوكيل: يجب ألا يكون غامضا أو مباشرا

ويقول الروائي والناقد سيد الوكيل: في عنوان الرواية لا بد أن يكون العنوان دالا على المعني المحكي في الرواية، ويجب ألا يكون المعنى غامضا أو مباشرا.
فقد وجدت في الفترة الأخيرة وفرة في العناوين التجارية التي تحاول أن تجذب عين القارئ لأنها تخضع لسياسات "البيست سيلر" فالكاتب يهتم حاليا بكيف يبيع كتابه أو روايته ولا يهتم بالمعنى أو الرسالة وبالتالي يبحث عن عناوين تلفت الانتباه كأن يختار عنوانا أجنبيا، أو عنوان يخضع لمقاييس البيع، لكن الأصل في المسألة أن العنوان هو محاوله لإلقاء الضوء على النص وبالتالي هو جزء من النص في نهاية الأمر وليس مجرد لافتة أضعها على محل بقالة، كأن يسمي شخص محله "بقالة الأمانة" وهو لا يتمتع بها، فالعنوان عنوان والنجاح لا يأتي من العنوان قدر ما يأتي من نجاح الكاتب نفسه، فنجاح الكاتب أو الروائي مشروع حياة تراكمي، كأمثال بهاء طاهر، وخيري شلبي، وإبراهيم أصلان، أما النجاح التجاري فعمره قصير مثل كتاب "اثنين مخطوبين" لا إبداع فيه ولكنة انتشر لأن العنوان تجاري، يغازل حكايات الحب ومشاعر الشباب، لكن هل حقق وجودا فنيا أو أدبيا؟ في الواقع لا، فهو يبيع لمده عام أو اثنين على الأكثر، ويختفي ثم يظهر كتاب آخر وهكذا.
وأضاف "الوكيل"، هناك الآن نوعان من الرواية في مصر: الرواية الأطول مبيعا: رواية تراهن على الفنيات والجماليات وينمو فيها اسم الكاتب من خلال التراكم بمعنى أنها الرواية الاطول مبيعا، لا تبيع كثيرا لكنها تبقى لمدة 50 عاما يظل الناس يبحثون عنها ويسعون إلى قراءتها. 
الرواية الأكثر مبيعا: وقت صدورها تستطيع البيع كثيرا لمدة شهور متتالية ثم تختفي بعد ذلك ويظهر عنوان جديد سيكرر نفس اللعبة وأنا أتساءل ماذا كتبت غادة عبدالعال بعد "عايزة أتجوز"؟ وماذا تبقى أكثر من ذلك؟ هذا نمط من الكتابة الاستهلاكية تبيع بسرعة، تنتشر بسرعة، تختفي بسرعة، عكس الرواية الجيدة كاتبها لن يصبح نجما في يوم وليلة لكن مع الوقت سيصبح كبيرا.

سعد القرش: اختيار العنوان لا يخضع لقانون ثابت

بينما يرى الروائي سعد القرش، أن اختيار العنوان لا يخضع لقانون ثابت بمعني انني في روايتي الأولى "حديث الجنود" قد حددت عنوانها قبل بداية الكتابة فيها في حين أن الرواية الثانية "باب السفينة" كان لها عنوان آخر وقت الكتابة لم اكن مقتنعا به لذا قمت بتغيره.
وأضاف "القرش" يحدث بعد انتهاء الكاتب من الكتابة أن يقرأ عدة قراءات عشوائية في أي شيء، نوع من الاسترخاء، وكنت أقرأ في العهد القديم إلى أن وصلت إلى الآية التي تقول "وأغلق الرب على نوح باب السفينة" فأخذتها وصدرت بها الرواية أما ثلاثية "أول النهار، ليل أوزير، وشم وحيد" أتى اسم هذه الثلاثية من اجتهادات الأصدقاء، فالرواية ليست فيلما تجاريا لكي تنجح من العنوان فمن الضروري أن يستريح الكاتب للعنوان مثل "ايام الإنسان السبعة" أو "فساد الأمكنة" لصبري موسي رغم أن الاسم صعب إلا إن نجاح الرواية وجماليتها أعطت لهذا الاسم معنى جميلا يدور على الألسنة. 

صبحي موسى: لا أجيد اختيار العناوين التجارية

اما الروائي صبحي موسي، فرأى أن اختيار العناوين فيه صعوبة بالغة حيث قال: أنا أتصور أنني أجد صعوبة بالغة مع مسألة العناوين، فتأتي الفكرة التي أعمل عليها، وأقوم بإعطائها اسما رمزيا، وأظل أبني على هذا الاسم طويلا إلى أن انتهي من العمل وآتي لعمل عنوان آخر تجاري، أو عنوان يجذب القارئ، أجد نفسي قد ارتبطت بهذا الاسم وبنيت تفاصيل الرواية عليه، ولا أستطيع تغييره، كرواية "أساطير رجل الثلاثاء" الذي رفضته دار النشر، وفي النهاية أبقيت أنا عليه وغيرت دار النشر.
وتابع "موسي: "أنا أعول على اسم الرواية في أنه يقوم بتوصيل الفكرة التي أعمل عليها ليس أكثر، فما يعنيني هو كيف تصل فكرتي إلى القارئ والمسألة التجارية لا تعنيني بالمرة، ولا أعرف التعامل معها لكن هناك موهوبون بشكل قوي في اختيار العناوين أحسدهم على ذلك.

سعيد الكفراوي: العنوان يأتي عبر الكتابة

ويأتي القاص والكاتب سعيد الكفراوي ليقول: أعتقد أنه لا يوجد روائي يدخل على عمل جديد بمعرفة عنوان هذا العمل، فالعنوان يأتي عبر الكتابة، وعبر اكتشاف عالم يسعى لتحقيقه الكاتب، وربما جاء العنوان بعد الانتهاء من موجز العمل، فأي عمل فني هو الضوء الكاشف للدلالة والمعنى، وبالطبع هناك أعمال أكد قيمتها العنوان.
فالعنوان قد يساهم في نجاح العمل وهناك روايات كثيرة لا يبقى في ضمير المتلقي منها على المدى الطويل سوى العنوان، والعنوان الجيد يثير دهشتنا دائما ويستقر في ضمير المتلقي، حتى في القصص القصيرة، جزء من نجاحها هو عنوانها، ولا يمكن أحد أن ينسى" لغة الآي آي" و"بيت من لحم" و"آخر الدنيا" لـ" يوسف إدريس".

طارق إمام: العنوان هو آخر شيء افكر فيه

أما الروائي الشاب طارق إمام فقال عن عناوين رواياته: العنوان هو آخر شيء أستطيع أن أفكر فيه، فأنا لا أستطيع أن أكتب رواية وأنا على علم باسمها، فالعنوان يأتي دائما في نهاية العمل، وهناك عناوين للروايات يتم تغييرها في نهاية العمل فانا احترت جدا في رواية " الأرملة تكتب الخطابات سرا".
وأضاف"إمام" أنا أعول على عنوان الرواية في نجاحها فالعنوان في النقد الأدبي هو العتبة النصية ومفتاح القراءة وهناك من يشتري الرواية لمعرفة كاتبها وآخر يشتريها من جاذبية العنوان.
وتابع "إمام" العنوان في الرواية لا بد أن يؤدي أكثر من غرض فلا بد أن يكون به قدر من الجاذبية ولا بد أن يكون له علاقة عميقة بالعالم الروائي دون أن يفقد العالم الروائي فهناك عناوين تكشف الرواية أو تحرقها بلغة السينما هكذا يكون العنوان فاشل لأن العنوان نص صغير موازٍ له استقلاليته وليس مجرد ترجمة لما يحدث في الرواية.

هيدرا جرجس: بعض العناوين تحبط الرواية

وأخيرا يرى الروائي الشاب هيدرا جرجس، أن عنوان الرواية مهم جدا كمتن الرواية نفسها، فعنوان الرواية هو أول ماتقع عليه عين القارئ، وعليه عاتق كبير في نجاح الرواية، فمثلا في رواية "وصايا اللوح المكسور" لـ"غبريال زكي غبريال" كان للعنوان إسقاط ديني وهو لوح سيدنا موسى، ولا يوجد بالرواية أي شيء من الوصايا لكن الاسم كان عامل جذب وشد انتباه القارئ، فهناك رواية قد تحمل اسما لا يدل على مضمونها ولكن يوحي بأحداث أو لشخصية الكاتب، وهناك روايات تحمل معنى للرواية ومضمونها، فمثلا في روايتي الزيف والرياء في "مواقيت التعري" وفي رواية "صياد الملائكة" انا اخترت اسمها لأن البطل يصل إلى مرحلة من الهذيان والجنون تحيله إلى أن يحاول اصطياد الملائكة، وأحيانا أضع اسماء كثيرة وفي النهاية اختار الاسم الأقرب إلى النص وكانت في البداية "الآكل والمأكول" وتم الاستقرار على "صياد الملائكة".
وتابع "هيدرا": العنوان شيئا مهما في الرواية لدفع القارئ إلى قراءتها، فهناك عناوين تحبط الرواية، خاصة عندما يكون الكاتب أو المؤلف جديدا في الكتابة، فيظلم النص باختيار عنوانه، وهنا يفرق اسم الكاتب، فالكاتب المعروف قد يجد من يشتري عمله، حتى لو كان اسم العمل عاديا أو غير موفق.