السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

أستاذ علم النفس: القيم المادية طغت على الأخلاقية.. والتحرش "مرض"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحوذت قضية طبيب الأسنان المتحرش على رأي الشارع المصري خلال الأيام الماضية، بسبب الفعل الشاذ الذي يرفضه المجتمع شكلا وموضوعا، لأنه يسئ إلى سمعة مصر، ويشوه المفاهيم والأعراف التي نشأنا وتربينا عليها، وبالرغم من أن الطبيب يحظى بمكانة علمية وأدبية مرموقة، إلا أنه خالف كل القيم الإنسانية وخالف ما نصت علية الأديان السماوية، وبدأ يفكر في طريقة غير سوية يتمكن من خلالها إشباع رغباته الجسدية الدنيئة، فقرر أن يمارس الشذوذ ويتحرش بمرضاه من الرجال بدون تمييز مبررا أن ما يفعله يعد حرية شخصية، واستمر في ممارسة عادته المشينة لسنوات ولكن شاء القدر أن يسقط في قبضه الشرطة، التي لم تتهاون معه خلال التحقيقات التي استمرت عدة أيام، انهار خلالها واعترف تفصيليا بسقطاته غير الأخلاقية تجاه مرضاه، وبعد انتهاء التحقيقات أمرت "النيابة العامة"، بإحالة طبيب أسنان -محبوسًا- إلى "محكمة الجنايات المختصة" لمحاكمته فيما اتهم به من هتكه عرض 4 رجال بالقوة.
قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إننا نعاني في السنوات في مصر من أزمة قيم تتمثل في الخروج عن العادات والتقاليد، والمبادئ الرفيعة التي نشأنا وترعرعنا عليها، مضيفة أن القيم المادية تعالت عن القيم المعنوية والأخلاقية.
وأوضحت فايد ل "البوابة" أن المؤسسة الدينية لا بد وأن تمارس دورها في إعادة تثقيف الجيل الحالي، الذي أصبح منساقا وراء التطور التكنولوجي والإنترنت على حساب قيم وأخلاقيات مجتمعنا المصري، مؤكدة أن بناء الضمير يتوجب أن يستحوذ على اهتمام وفكر المؤسسة الدينية، لأنه يخلق جيل جديد عنده وازع ديني، ويلفظ العادات السيئة الدخيلة، ويكون هناك ردع لتلك الجرائم الفاحشة، وتقويم شامل.
وأضافت أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن هناك أمراضا نفسية كثيرة تولدت نتيجة ضغوط الحياة، التي أصبح إيقاعها سريع، كما أن المعاملات العنيفة أظهرت العديد من الأمراض النفسية، وهو ما أظهر السلوك العنيف بالمجتمع.
وأكدت فايد أن الأمراض النفسية قد تكون كامنة، ثم تظهر مع الضغوط، مؤكدة أن المرض النفسي مثل المرض العضوي" مالوش كبير"، ولا يفرق بين طبيب أو عالم وإنسان بسيط، ولذلك فهو يتمكن من عقل وسلوك الفرد بدون تمييز وباختلاف الدرجات العلمية والثقافية.
ولفتت إلى أن المرض النفسي هو المتحكم في سلوك الشخص المريض، مشددة على أن من يمتلك الجرأة والشجاعة لمواجهة نفسه بمرضه والتوجه للطبيب النفسي هو من يسلك الطريق الصحيح للنجاة، على عكس من يرفض مواجهة نفسه بمرضه والإصرار على العند والمكابرة، وقد تتفاقم حالته بمرور الوقت وتصبح مزمنة وخصوصا مع تقدم العمر.
واختتمت أعراض المريض النفسي تتمثل في انحراف السلوك، وعدم الانضباط والخروج عن التقليد الطبيعي والمعتدل، مثلما كان الحال مع طبيب الأسنان، والذي زادت انحرافاته بمرور الوقت ولم يلجأ للعلاج.