السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

السقا لم يمت.. عزت العلايلى.. رحل بجسده وتبقى أعماله علامات فنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسيرة حافلة ومدرسة عنوانها «الأداء الرصين».. وتميز فريد في تقديم «الشخصيات الصعبة»

في الدروب الضيقة والحوارى الصغيرة كان هناك شخص مهمته خدمة الاهالي، حيث يقوم بنقل المياه من الخزانات أو الأنهار إلى المساجد والمدارس والمنازل، هذا الشخص كان يطلق عليه «السقا»، ويحمل على ظهره «قربة» مصنوعة من جلد الماعز مليئة بالمياه التى يقوم بتوزيعها على المنازل.



تمامًا هو كان مثل هذا السقا الذى يروى ظمأ العطشان بالماء الذى يحمله على ظهره ويسير به مسافات طويلة، فقد كان يحمل في عقله وقلبه فنًا مختلفًا ومتميزًا، وظل يمنح جمهوره فكره وثقافته التى غلفت معظم أدواره، وأضفت عليها تفردًا من حيث نوعية هذه الأدوار وأيضًا أدائه السهل البسيط رغم صعوبة الشخصيات التى كان يقدمها.
وإذا كان الفنان الكبير عزت العلايلى قدم فيلما عنوانه «السقا مات»، فهو بين جمهوره لم يمت، بفضل هذا المشوار الحافل في السينما والدراما التليفزيونية وأيضًا المسرح، فقد اقتربت أعماله من 200 عمل فنى مختلف، حقق معظمها صدى كبير وتأثيرا أكبر، ليحقق مقولته الشهيرة «الدراما عامة إن لم يكن لها صدى وتأثير لن يصبح لها أهمية».. رحل عزت العلايلى عن عمر ناهز 86 عامًا، بجسده فقط، لتبقى روحه هائمة تواصل مهمتها في حمل ماء الفن على ظهرها وتوصيلها إلى كل عشاق الأعمال الفنية، ويظل مدرسة فنية يقتبس منها كل ممثل فنون الأداء الرصين.



86 فيلما.. و10 ضمن أفضل 100 في تاريخ السينما


استحق الفنان الكبير عزت العلايلى أن يحجز مكانًا مرموقًا بين أبناء جيله، وأن يكون من أصحاب البصمة في الفن المصرى والعربى، فهو واحد من أهم المبدعين في مجال التمثيل على مر الأجيال.
وهو ما أثبتته لغة الأرقام، فمن بين نحو 86 فيلما سينمائيا شارك فيها سواء في أدوار صغيرة أو كبطولة مطلقة، تم اختيار 10 أفلام منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.
وجاءت هذه الأفلام كالتالي:



بين القصرين
تم إنتاجه عام ١٩٦٢ وأخرجه حسن الإمام، عن ثلاثية الكاتب العالمى نجيب محفوظ، سيناريو وحوار يوسف جوهر، وشارك العلايلى في بطولته مع يحيى شاهين، عبدالمنعم إبراهيم، صلاح قابيل، وذلك من خلال تجسيده دور طالب جامعى صديق فهمى نجل السيد أحمد عبدالجواد.
قنديل أم هاشم
تم إنتاجه عام ١٩٦٨، وأخرجه كمال عطية، ومأخوذ عن رواية يحيى حقى، سيناريو وحوار صبرى موسى، وشارك العلايلى في بطولته مع سميرة أحمد، شكرى سرحان، وذلك من خلال شخصية الدرويش الضرير.


الأرض
تم إنتاجه عام ١٩٧٠ وأخرجه يوسف شاهين، قصة عبدالرحمن الشرقاوى، سيناريو وحوار حسن فؤاد، وشارك في بطولته مع محمود المليجى، نجوى إبراهيم، صلاح السعدنى، يحيى شاهين، حمدى أحمد، وذلك من خلال شخصية الفلاح "عبدالهادي".
الاختيار
تم إنتاجه عام ١٩٧١، وأخرجه يوسف شاهين، عن قصة للأديب العالمى نجيب محفوظ، وشارك العلايلى في بطولته مع سعاد حسنى، يوسف وهبى، هدى سلطان، محمود المليجي.
زائر الفجر
تم إنتاجه عام ١٩٧٣، تأليف وإخراج ممدوح شكرى، وشارك العلايلى في بطولته مع ماجدة الخطيب، يوسف شعبان، مديحة كامل، شكرى سرحان.
على من نطلق الرصاص
تم إنتاجه عام ١٩٧٥ وأخرجه كمال الشيخ، سيناريو وحوار رأفت الميهى، وشارك في بطولته مع سعاد حسنى، محمود ياسين، مجدى وهبة، جميل راتب.
السقا مات
تم إنتاجه عام ١٩٧٧، وأخرجه صلاح أبو سيف، سيناريو وحوار عبدالفتاح مدبولى، وشارك في بطولته مع فريد شوقى، شويكار، من خلال شخصية "شوشة السقا".


إسكندرية ليه؟
تم إنتاجه عام ١٩٧٩، وأخرجه يوسف شاهين، وسيناريو وحوار محسن زايد، وشارك العلايلى في بطولته مع فريد شوقى، نجلاء فتحى، أحمد زكى، محسن محيى الدين، حيث جسد شخصية "مرسي".
أهل القمة
تم إنتاجه عام ١٩٨١ وأخرجه على بدرخان، عن قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار مصطفى محرم، وشارك في بطولته مع سعاد حسنى، نور الشريف، عمر الحريري.
الطوق والإسورة
تم إنتاجه عام ١٩٨٦ وأخرجه خيرى بشارة، عن رواية يحيى الطاهر عبدالله، وجسد بطولته مع شريهان، فردوس عبدالحميد، محمد منير، أحمد عبدالعزيز، عبدالله محمود.

أفلام ما وراء الطبيعة وتجسيد شخصية صحابى جليل

كان للفنان عزت العلايلى السبق في تقديم أعمال تتناول العوالم الخفية، في فترة الثمانينيات، فقدم أعمالا كشفت هذا العالم من الجن والشعوذة، والتى صنفت ضمن أعمال الرعب في ذلك الوقت وهي: "الإنس والجن"، "عاد لينتقم"، كما قدم أحد أهم الأعمال الدينية وهو فيلم "القادسية".


الإنس والجن
أحدث ذلك الفيلم ضجة كبيرة إبان عرضه، وهو بطولة عادل إمام ويسرا وعزت العلايلى وأمينة رزق. وإخراج محمد راضي.
الفيلم يحكى عن الخبيرة فاطمة (يسرا) في إحدى مراكز البحوث، التى تعود من الولايات المتحدة بعد حصولها على الدكتوراة من هناك ثم تقابل جلال (عادل إمام) الذى يخبرها أنه خبير سياحى ولكن تراه في حجرتها يحذرها من أن تتزوج من أسامة وأنه هو من الجن.
ونتيجه لذلك تدخل فاطمة إحدى المصحات النفسية وتهرب وتحاول الانتحار ولكن ينقذها جلال ويعيدها مرة أخرى إلى المستشفى وتفاجأ بأسامة (عزت العلايلى) يتلو القرآن مما جعل جلال يختفى نهائيًا من حياتها ثم تتزوج في النهاية من أسامة.
عاد لينتقم
تدور أحداثه حول الدكتور هاشم الذى يعانى من أزمة، لأنه فقد ابنته الطفلة في حادث سيارة، نتيجة إهماله، ينتابه الإحساس بالذنب، لا يدهش حين يسمع أصواتًا غريبة من الفيلا الجديدة التى استأجرها لكى يبتعد عن ذكريات بيته القديم، ويتصور أن روح ابنته تلاحقه.
ولكنه يكتشف أن الروح لطفل وليست لطفلة، وأن هذا الطفل يتصل به اتصالا مباشرا من خلال جهاز التسجيل الموجود في الفيلا، وبذلك يستطيع التحدث إليه وإعطاءه بعض الجمل القصيرة التى تصلح مفاتيح لحل اللغز، وتقوده هذه التفاصيل إلى أحد رجال المجتمع البارزين الذى يتطابق اسمه مع اسم الطفل، ونفهم أن هذا الرجل مزور، وأنه انتحل اسم الطفل لكى يرث ثروته الكبيرة ومنها ذلك القصر والعزبة التى دفن فيها الطفل.
ينكر الرجل في أول الأمر، لكنه يرسل رجاله إلى الدكتور هاشم لكى يحاولوا تخويفه حتى يبتعد عن هذا الموضوع، لكن الدكتور هاشم يمضى في خطته مدفوعا بتشجيع صاحبة الفيلا التى استأجرها لأنها تريد أن تعرف سر الأرواح التى تسكن القصر وأيضا بسبب الحاح روح الطفل التى تداوم على الاتصال بالطبيب حتى يتم الثأر له، الطبيب يرى وهو في القصر مشهدا كأنه حلم يسقط فيه رجل الأعمال القاتل صريعا بسبب اختناق غريب، يكتم أنفاسه ويجرى الطبيب إلى بيت رجل الأعمال، ليكتشف أن فعلا قد مات.
القادسية
يسرد الفيلم في قالب تاريخى وقائع معركة القادسية التى مكنت المسلمين من فتح بلاد فارس في عام ٦٣٦م من أجل نشر اﻹسلام، والتى قادها (سعد بن أبى وقاص)، وذلك بعد موت (المثنى بن حارثة الشيباني) قائد الجيوش الإسلامية في عهد الخليفة (أبى بكر الصديق)، حيث يشكل جيش قوامه ٣٠ ألف محارب لكى يواجه به جيوش الفرس.
وتعود قصة إنتاج ذلك الفيلم إلى الحرب العراقية - الإيرانية حينما قررت مؤسسة السينما العراقية في بغداد إنتاج فيلم عن موقعة سعد بن أبى وقاص التى خاضها ضد الفرس في زمنه، فألحق بهم الهزيمة بعد ثلاثة أيام متواصلة من القتال.
الأطماع الفارسية في بلاد العرب المجاورة غير خافية اليوم ولم تكن خافية آنذاك. مؤسسة السينما طلبت من المخرج المصرى العريق صلاح أبو سيف تحقيق هذا الفيلم، ومنحته ١٥ مليون دولار لهذه الغاية.
وأبو سيف كان من بين أهم المخرجين الوطنيين في تلك الفترة، واعتبر أن منحه هذه الفرصة إنما يلتقى وخطّه العروبى والوطنى وفى فترة كان العراق يواجه فيها عدوًّا مشتركًا لكل العرب.
واستعان أبوسيف بسيناريو لمحفوظ عبد الرحمن وقصّة لعلى أحمد باكثير، ووضع السيناريو النهائى بنفسه جالبًا للمشروع، الممثل عزت العلايلى في دور سعد بن أبى وقّاص، وسعاد حسنى في البطولة النسائية، إلى جانب الكويتى محمد المنصور والعراقية سعدية الزيدى ورهط كبير من الممثلين الآتين من دول عربية مختلفة، مثل ليلى طاهر وعمر خلفة وحسن الجندى وشذى سالم وطعمة التميمي، وأوجد بذلك نوعًا من جامعة عربية سينمائية في بغداد قبل وخلال فترة تصوير الفيلم التى استغرقت نحو سنة.

قالوا عنه
وزيرة الثقافة: أسطورة في التمثيل والأداء.. أشرف زكى: فارس الدراما العربية
محمود حميدة: كنت أذهب لحفلاته ٣ مرات يوميا يسرا: فكر وفن وإنسانية ملهاش حدود نبيلة عبيد: فنانًا مبدعًا وإنسانًا كبيرًا
قال عن الموت قبل رحيله إنه لا يخشاه فهو قدر محتوم، وأضاف خلال ندوة أقيمت بمناسبة تكريمه ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى نوفمبر الماضي: "أنا أؤمن بالله وكتبه ورسله وأديت فريضة الحج أكثر من مرة، وأحافظ على صيامى وقيامى وسجودي، وجميعنا سنموت ولن يخلد فيها أحد".
بينما أجمع نجوم الفن أنه إنسان وفنان من طراز خاص جدًا، فهو ليس له شبيه في الأداء والتكوين والثقافة، وهو صاحب فكر خاص وفن متميز وإنسانية ليس لها حدود.
ونعت الدكتورة ايناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، الفنان القدير عزت العلايلى، وقالت إن الراحل له العديد من المواقف الوطنية، التى تعد نموذجا للإخلاص للوطن وللفن، فأحبه واحترمه الملايين، وصنع مجدا خالدا في تاريخ الفن المصرى، باعتباره أسطورة في التمثيل والأداء، كما نجح في تجسيد شخصيات توحدت مع الجمهور، وتركت بصمات بارزة في وجدان المجتمع، وتوجهت الوزيرة بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه؛ داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.
وقال عنه الفنان محمود حميدة خلال الندوة التى أقيمت ضمن فعاليات مهرجان إسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر الأبيض المتوسط في دورته الـ ٣٦: "الحديث عن عزت العلايلى ليس أمرا سهلا، فعزت العلايلى كان نجمى المفضل أتذكر أنى كنت أذهب لأشاهد فيلم الاختيار ثلاث حفلات في اليوم الواحد فعندما كنت أتطلع لوجه عزت العلايلى كنت أرى سحر عجيب".
وتابع الفنان محمود حميدة قائلًا: "جمجمة عزت العلايلى نادرة الوجود في السينما سواء العالمية أو العربية، فإذا عدنا للوجوه السينمائية سواء العربية أو الأجنبية ستجدون أشباه لنا سواء أنا أو الراحل محمود عبدالعزيز أو أى فنان إلا عزت العلايلى فعزت كوجه سينمائى هو علامة محفورة في أذهاننا، عزت دائما كان متنوعا في اختياراته من شخصية لشخصية فعندما تشاهده في الأرض كفلاح وعندما تشاهده في المواطن مصرى ستجد نفسك أمام أستاذ عظيم، فعند دراسة التمثيل لا بد أن تضعوا نصب أعينكم عزت العلايلي".
بينما نعته الفنانة يسرا التى شاركت معه بطولة فيلم "الإنس والجن"، عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام " أخى وصديقى وعشرة عمرى الفنان القدير عزت العلايلى في ذمة الله.. إنا لله وإن اليه راجعون..ستظل في قلوبنا وعقولنا جميعا بفكرك وفنك وإنسانيتك اللى ملهاش حدود.. هتوحشنا يا غالي.. اللهم أغفر له وارحمه وألهم الأسرة جميعا الصبر والسلوان، خالص عزائى للعائلة جميعا ".
ونعى الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، الفنان الراحل، من خلال حسابه على موقع الصور والفيديوهات "إنستجرام"، بقوله: "الفنان عزت العلايلي، هو أحد فرسان الدراما العربية، ووفاته خسارة كبيرة للفن العربى والمصري".
بينما نعته الفنانة إلهام شاهين، من خلال حسابها الشخصى بموقع الصور والفيديوهات "إنستجرام"، وقالت: "خبر فظيع.. أنا حزينة جدًا جدًا.. وداعًا صديقى الغالى وعشرة عمري.. أنبل وأنقى وأجدع وأرق إنسان.. وفنان عظيم له بصمة خاصة جدًا.. ومثقف رائع.. وبيحب فنه وبلده بكل جوارحه عزائى لعائلته.. وأعزى نفسى في فقدان الغالى صديقى الحبيب.. القامة المحترمة عزت العلايلي.. الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة يارب بإذن الله.. اللهم آمين".
وقالت الفنانة نبيلة عبيد، عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام: ‏"رحمك الله، كنت فنانا مبدعا، وإنسانا كبيرا.. في غيابك نفتقد كل الصفات الحسنة.. وداعا عزت العلايلى الأخ والصديق.. خالص العزاء لأسرته وجمهوره في مصر والعالم العربي.".
ونشرت الفنانة بشرى عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام: "وداعا الفنان عزت العلايلى.. فنان مثقف من طراز خاص جدا، وخالص العزاء للدكتور محمود العلايلى، وسائر أفراد العائلة.. وعزاء واجب للأسرة الفنية المصرية والعربية".